قال السناتور ليندسي جراهام، رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي، المقرّب من الرئيس دونالد ترامب الإثنين إن الجيش الأمريكي قد يقلّص عديد جنوده المنتشرين في أفغانستان من دون أن تتأثر “قوته الضاربة”. وأكد عضو مجلس الشيوخ الجمهوري أن وضع الولايات المتحدة ثقتها بطالبان للتصدي لـ”القاعدة” وتنظيمات جهادية أخرى سيكون “ضربا من الجنون”، في موقف يناقض بشدة أحد الأسس التي تستند إليها الإدارة الأمريكية في سعيها لتوقيع اتفاق سلام في أفغانستان. وتأتي تصريحات جراهام غداة صدور تقارير إعلامية أمريكية تفيد بأن إدارة ترامب قد تعلن هذا الأسبوع نيّتها سحب نحو أربعة آلاف جندي من أفغانستان. وإذا صحّت التقارير فإن عديد القوات الأمريكية في أفغانستان سينخفض إلى نحو 8600 جندي، علما أن العدد الحالي يراوح بين 12 و13 ألفا. ومن كابول قال جراهام “إذا قرر الرئيس ترامب في الأسابيع المقبلة خفض عديد قواتنا إلى ما دون 12 ألفا ينتشرون حاليا (في أفغانستان)، سأؤيد هذا الأمر”. وتابع “إذا نشرنا 8600 جندي أمريكي بالطريقة الصحيحة ستكون لدينا قوة ضاربة”. وتطرّق غراهام إلى المفاوضات التي تتوقف تارة وتُستأنف تارة أخرى بين طالبان والولايات المتحدة والتي تجرى في الدوحة، منتقدا إحدى ركائز هذا الاتفاق المحتمل الذي يتمحور حول سحب القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل تعهّد طالبان التصدي للقاعدة وتنظيم داعش. وقال جراهام “لا يمكن أن نضع ثقتنا بطالبان باعتبارها قوة يعتمد عليها لمكافحة الإرهاب”. وأضاف أن “فكرة الاعتماد في أي اتفاق على طالبان لحفظ الأمن ولتكون قوة لمكافحة الإرهاب وحماية الأراضي الأمريكية، ولدت ميتة”. ويُعتقد أن جراهام لعب دورا رئيسيا في إقناع ترامب في سبتمبر/ أيلول بالتخلي عن الاتفاق مع طالبان على الرغم من موافقة الولايات المتحدة والمتمردين عليه. وبهدف إعادة إطلاق المحادثات حدّت طالبان في الأسابيع الأخيرة من أعمال العنف في كابول. وتوجّه السناتور الأمريكي في تصريحاته إلى من سماهم “العقول المدبّرة اللامعة التي خطّطت للهجوم على قاعدة باجرام” قائلا “لقد قمتم على الارجح بضرب العملية أكثر من أي أمر آخر”. وأجرى جراهام أيضا زيارة مقتضبة لباكستان حيث التقى رئيس الوزراء عمران خان. وقال جراهام الذي أطلق مرارا تصريحات حول دعم إسلام أباد لحركة طالبان، إن العلاقات بين ترامب وخان قوية مشيرا إلى احتمال توقيع اتفاقات تجارية قريبا. وتابع “أبلغت الرئيس ترامب بأن الأمر الوحيد الذي لم يفعله أحد على الإطلاق في هذه الحرب الطويلة هو الانفتاح على باكستان والقول +لنجر محادثات حول اتفاقية تجارة حرة… لكن إليكم ما نطالبكم بالقيام به على صعيد الأمن+”.
مشاركة :