مع انطلاق المنتدى الأممي الأول للاجئين في جنيف، قال وزير الخارجية الألماني إن بلاده أظهرت خلال الأعوام الماضية استعدادها لتحمل المسؤولية "أكثر بكثير من غيرها"، في حين جدد الرئيس التركي عزمه توطين اللاجئين في شمال سوريا. دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لتوزيع أكثر عدلا للأعباء بين الدول في قضية اللاجئين، وذلك تزامنا مع بدء أعمال المنتدى الأممي الأول للاجئين في جنيف. وقال ماس اليوم الثلاثاء (17 كانون الأول/ ديسمبر 2019) في جنيف لبرنامج "مورغين ماغازين" الإخباري بالقناة الثانية بالتلفزيون الألماني (ZDF): "20 بالمئة فقط من دول هذا العام مستعدة لاستقبال لاجئين من الأساس". وأضاف الوزير الاتحادي، أن تسعا من كل عشر دول تستقبل أغلب اللاجئين، هي دول ذات دخول منخفضة أو متوسطة. وانطلق اليوم الثلاثاء في جنيف المنتدى العالمي للاجئين الذي تنظمة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بعد عام بالضبط من اعتماد ميثاق الأمم المتحدة للاجئين. يشار إلى أن ألمانيا تشارك في تنظيم المنتدى. ومن المقرر أن تتوافر للدول الأعضاء بالأمم المتحدة وغيرها من الأطراف المعنية إمكانية الإعلان عن مساهمات والتزامات ملموسة من شأنها دعم أهداف حزمة اللجوء. وشدد ماس على أنه يتعين على الدول الصناعية الالتزام بشكل أكبر، وقال لشبكة التحرير الصحفي بألمانيا: "إننا بحاجة لبرامج منح دراسية عالمية تمنح اللاجئين إمكانية تطوير قدراتهم". وردا على سؤال عما إذا كانت ألمانيا مستعدة لاستقبال المزيد من اللاجئين أم لا، أكد ماس في اللقاء مع القناة الألمانية الثانية، أن ألمانيا أظهرت خلال الأعوام الماضية استعدادها لتحمل المسؤولية، وقال: "أكثر بكثير من غيرها... لذا فإنني لا أعتقد صراحة أننا بحاجة للحاق بالركب في هذا الشأن في ألمانيا". ومن جانبه قال وزير التنمية الألماني غيرد مولر قبل بدء المنتدى إن سياسة اللجوء تبدأ في الدول المستقبلة للاجئين والمواطن التي ينحدرون منها. وأضاف الوزير الاتحادي قائلا: "يمكننا دعم اللاجئين على نحو أكثر فعالية بأضعاف كثيرة والحد من أسباب اللجوء هناك (في المواطن المنحدرين منها). لذا فإنها فضيحة أن تتلقى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا العام قدرا يزيد قليلا عن نصف الأموال اللازمة لعملها". أردوغان يريد توطين اللاجئين في شمال سوريا وخلال كلمته أمام المنتدى جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مطالبته المجتمع الدولي بتقديم مزيد من الدعم، وتحدث عن رغبته بإعادة اللاجئين السوريين إلى "منطقة آمنة" في شمال سوريا، وهي خطوة أشارت مجموعات إنسانية على غرار منظمة العفو الدولية إلى أنها أشبه بإعادتهم إلى ساحة حرب. وقال أردوغان، إن غياب المساعدات الدولية لتركيا لدعم ملايين اللاجئين المقيمين على أراضيها دفع أنقرة لتنفيذ عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا. وأعلن خلال المنتدى "عندما لم نحصل على الدعم الذي كنا نحتاجه من المجتمع الدولي، اضطررنا لتولي زمام أمورنا بأنفسنا"، في إشارة إلى قرار أنقرة التدخل في سوريا لإقامة ما تطلق عليها "منطقة آمنة" تهدف لإعادة عدد من اللاجئين السوريين المقيمين لديها والذين يناهز عددهم ثلاثة ملايين. كما سيلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي خطابيهما في مستهل الاجتماع في جنيف الذي يتوقع أن يشارك فيه نحو 3000 شخص. وستعقب ذلك كلمات لغيرهما من كبار الشخصيات. وسيتطرق الاجتماع كذلك إلى الحاجة الملحة لإيجاد دول ثالثة يتم فيها إعادة توطين اللاجئين ممن لديهم احتياجات أو نقاط ضعف خاصة. ع.خ/ (د ب ا، ف ب ) المصدر: مهاجر نيوز
مشاركة :