القادسية «مسك ختام» البطولات المحلية في كرة القدم، بطل كأس الامير للمرة الـ 16 محققاً رقما قياسيا جديدا ومتجاوزاً غريمه العربي الذي ظل على رقمه السابق 15 لقباً. انتهى الموسم بكل ما يحمل من حزن وفرح. موسم كان استثنائياً على عكس المواسم القليلة الماضية. فـ»الكويت» حقق بطولة الدوري بعدما خطف اللقب في المرحلة الاخيرة حين قدم له القادسية هدية فاخرة تمثلت بتعادله مع العربي، فذهب الدرع الى «كيفان» التي كانت تملك أفضلية المواجهات المباشرة مع فريق «المنصورية». العربي قدم نفسه هذا الموسم بطلاً كالسابق، على عكس المواسم السابقة. كان أقرب للفوز بالدوري الغائب عن خزائنه منذ 2002 لكنه لم يخرج خالي الوفاض اذ انتزع كأس ولي العهد للمرة السابعة في تاريخه بالفوز على «الكويت» 3-2. القادسية لم يكن نفس الفريق الذي عهدناه في السنوات العشر الاخيرة. بدأ بشكل قوي وفاز بلقب «السوبر» أولى البطولات المحلية، وأعقبها بالفوز بكأس الاتحاد الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه، وكاد أن يقطع تذكرة المرور الى دوري أبطال آسيا من مدينة جدة قبل ان يخسر بصعوبة أمام صاحب الارض الاهلي السعودي 1-2، وجزم الجميع بأن «الاصفر» سيلتهم البطولات المحلية كافة. لكن نتائج «الملكي» تراجعت بعد ذلك بشكل مخيف في الدوري، حتى جاءت الضربة القاضية لمدربه الاسباني أنطونيو بوتشه حين سقط بسداسية نظيفة أمام السالمية، مثلت القشة التي قصمت ظهر البعير، اذ لم تنتظر الإدارة تفاقم المصيبة خصوصا بعدما ظهر الخلاف واضحاً بين بوتشه ونجم الفريق بدر المطوع. القادسية ابتعد عن لقب الدوري، فاستعان بإبن النادي راشد بديح لتدريب الفريق خلفاً لبوتشه، لعله يصلح ما يمكن اصلاحه. جرة التركيز على مسابقة كأس الامير بعد ضياع الدوري وكأس ولي العهد. كان مشوار «الأصفر» في كأس الامير سهلاً، حيث جنبته القرعة ملاقاة العربي والكويت والسالمية والجهراء، ولم يصطدم إلا باليرموك في نصف النهائي ونجح في تجاوزه بصعوبة. مواجهة السالمية كانت فرصته الاخيرة للخروج بلقب يستعيد من خلاله مكانته وأيضا للثأر من «السماوي» الذي أذاقه كأس المرارة من خلال تلك السداسية. الالقاب ذهبت بشكل منطقي الى أفضل فرق الموسم (الكويت والقادسية والعربي). وقد يكون الجهراء والسالمية من الفرق التي نافست بقوة لكن خبرتها لم تسعفها في الامتار الاخيرة. الموسم نجح جماهيرياً بسبب الحضور المميز لأنصار العربي من البداية، ما منح المباريات حلاوة ومتابعة، وحفز جماهير الاندية الاخرى على مؤازرة لاعبيها، وخصوصاً القدساوية. انتهى الموسم وبدأ العمل للموسم المقبل. «الكويت» بطل الدوري لكن يبدو ان جهازه الفني بقيادة محمد إبراهيم سيواصل ولا شك في ان درع الدوري أنقذته من الإقالة بعد فشله في كأس الامير وكأس ولي العهد. البرازيلي روجيرو دي اسيس كوتينيو والتونسي شادي الهمامي سيبقيان بينما لن يتم تجديد عقود العمانيين محمد المقبالي وجمعة عبدالسلام، وقد يكون نجم المنتخب فهد الهاجري المعار للسالمية من التضامن، والبرازيلي كارلوس فينيسيوس لاعب الجهراء الاقرب للانضمام الى «العميد». العربي الذي يحمل في قلبه غصة الدوري جدد لمدربه الصربي بوريس بونياك على الرغم من ضياع اللقب وتحميله جانبا كبيرا من المسؤولية، يريد من خلال ادارته الحفاظ على الاستقرار بعد ظهور الفريق بشكل جيد هذا الموسم. أصبح من المؤكد الاستغناء عن السوريين أحمد الصالح وفراس الخطيب ومحمود المواس، والاحتفاظ بالاردني أحمد هايل. التغيرات الادارية في العربي لاقت قبولا كبيرا من قبل مجلس الادارة، حيث سيتولي نائب الرئيس عبدالعزيز عاشور قيادة الجهاز الاداري للفريق، ومن المتوقع أن يحظى بدعم مادي كبير لإعداده. فوز القادسية بكأس الامير أنعشته، وهو مرض ولم يمت. الموسم المقبل سيشهد تغييرات خصوصا في الجهاز الفني، ومن المتوقع الاستغناء عن المدرب راشد بديح والتعاقد مع مدرب أجنبي. ويتوقع ان يجري الاستغناء عن السويسري من أصل كرواتي دانيال سوبوتيش، بينما ما زالت الشكوك تحوم حول تجديد عقد النيجيري عبدالله شيهو نجم نهائي كأس الامي. في المقابل، جرى التجديد للغاني رشيد صوماليا بعد المستوى الجيد الذي قدمه منذ قدومه في فترة الانتقالات الشتوية. ومن المؤكد أن تتم الاستعانة بمحترفين جدد في الوسط والمقدمة. ونجد أن قرار مجلس إدارة الجهراء في شأن غلق باب انتقال أي لاعب الى نادٍ آخر، مؤشراً على رغبة النادي في المنافسة على البطولات المحلية الموسم المقبل، خصوصا بعد احتلاله المركز الثالث في الدوري. يذكر أن عددا من الاندية طلب بشكل فعلي التعاقد مع فيصل زايد وحمود ملفي. السالمية ثاني كأس الامير سيبدأ الموسم المقبل بحصد ثمار عمله في السنتين الاخيرتين، حيث أصبح مهيأاَ وجاهزاً للفوز بالبطولات بعدما استعاد شخصيته القديمة. قد يكون انهاء خدمات مدربه محمد دهيليس القرار الاول للادارة بعدما منح فرصة العمل لسنتين، وحان وقت التغيير والعمل مع مدرب سيتم اختياره بعناية كبيرة، وسيُطالب بتحقيق الالقاب. عقود المحترفين الثلاثة العاجيان إبراهيما كيتا وجمعة سعيد والاردني عدي الصيفي مستمرة للموسم المقبل، بعدما صنعوا الفارق في أداء الفريق ومن المحتمل التعاقد مع محترف رابع يحتمل أن يكون مدافعاً ليعوض الرحيل الممكن لفهد الهاجري بعد انتهاء اعارته. كاظمة يتوقع ألا يحمل شيئاً جديدا الموسم المقبل كما كان في السنوات الماضية. سيحاول قدر الامكان تغيير شكل الفريق بأسلوب مدرب جديد لكن منافسته على الالقاب ستكون صعبة في ظل شح الدعم المادي. اما بقية الفرق فلن تحمل مفاجأة، وقد يكون الصليبخات الوحيد الذي سيسعي الى تطوير نفسه، بعد موسم جيد قدمه واستحق عليه المركز السابع، فيما اصبح قرار تجديد عقد مدربه ماهر الشمري واقعا.
مشاركة :