ليست المرة الأولى، ويبدو لن تكون الأخيرة، التي يكون فيها اسم لاعب نادي آرسنال الإنجليزي، مسعود أوزيل، الألماني من الأصل التركي - الكردي، نجماً في جدل سياسي مثير.آخر ذلك كان موقف الحكومة الصينية منه بعدما اتهم أوزيل العالم الإسلامي كلَّه بالجبن والذنب، بسبب عدم نصرة مسلمي الإيغور، في الصين. وطبعاً اتهامه للصين نفسها وإدانتها.المتحدث باسم الخارجية الصينية (غنغ شوانغ) قال إن مسعود أوزيل لاعب خط وسط نادي آرسنال الإنجليزي «ضحية أخبار زائفة» عن معاملة الصين لأقلية الإيغور المسلمة.بصرف النظر طبعاً عن «مزاعم» الحكومة الصينية. أوزيل وصف الإيغور بأنهم «محاربون يقاومون الاضطهاد» في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي، منتقداً كلاً من الصين والعالم الإسلامي في صمته إزاء ذلك.وجد أوزيل النصرة من لاعب كرة قدم سابق، وشهير أيضاً، هو المصري محمد أبو تريكة، المحلل الكروي الدائم على شاشات «بي إن سبورت» القطرية الرياضية. وحسب كلام أبو تريكة، فإن أوزيل رفض قبل بداية الموسم عرضاً من الصين يتجاوز قدره أضعاف ما يحصل عليه من آرسنال. ثم رتّب على ذلك، النجم أبو تريكة، أنه بسبب ذلك يدفع أوزيل «ضريبة اتخاذه موقفاً قوياً وشجاعاً».أبو تريكة نفسه، كان قد حصد شعبية شهيرة، ليس فقط بسبب سجله الكروي «الرائع» مع النادي الأهلي المصري والمنتخب الوطني، بل أيضاً لمزجه السياسة بالرياضة، وكانت أبرز المشاهد في ذلك حين كشف عن قميص داخلي له عقب تسجيله هدفاً، كتب عليه، شعارات مناصرة لقطاع غزة الواقعة تحت حكم منظمة «حماس»، في جولة من جولات الحرب مع إسرائيل.أما أوزيل، فسبق له أن كان موضع جدل، هو ولاعب تركي آخر في الدوري الإنجليزي، بعدما التقطا الصور «الاحتفائية» مع الرئيس التركي، المثير، رجب طيب إردوغان.من الواضح، أن جهاز الدعاية لدى الرئيس التركي يحرص على توظيف النجومية والشهرة لهؤلاء اللاعبين في أقوى الدوريات الكروية العالمية، من أصول تركية، في لعبة الدعاية الخاصة لشخص الرئيس أو حزبه أو سياساته، ولا نغفل تعلق الشعب التركي بكرة القدم، بل وخلفية إردوغان الكروية، نفسه. كل هذا يطرح سؤالاً - مشكلة، ما الحدود الفاصلة بين مجال النجم، فناً كان أو رياضة، واتجاهاته السياسية والعقائدية؟في أنظمة الفيفا، من الممنوع رفع شعارات سياسية ودينية، وقد عوقب أكثر من لاعب ومدرب أو جمهور بسبب ذلك، من خارج المسلمين ومن داخلهم، لكن هل تطبق الفيفا هذا القانون بصرامة؟نعم، لأي إنسان، كان، رياضياً أو غير ذلك، لونه السياسي ومرجعيته الفكرية، لكن ما الحال لو تمازجت الرياضة بالسياسة بالفن بالأحزاب في ملعب واحد، هل هذا صحيح؟
مشاركة :