ستكون الأنظار شاخصة اليوم نحو ملعب «كامب نو» ليس لأنه يستضيف مواجهة «الكلاسيكو» الأهم في العالم بين برشلونة وغريمه ريال مدريد، وحسب؛ بل لأن المباراة تترافق مع دعوات للتظاهر خارج الملعب من قبل الانفصاليين الكاتالونيين الذين يطالبون بالاستقلال عن مدريد.وكان من المفترض أن تقام المباراة في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول ضمن المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني، لكن تم إرجاؤها بسبب أعمال العنف في كاتالونيا احتجاجاً على سجن تسعة قياديين انفصاليين ما بين تسعة و13 عاماً بسبب دورهم في محاولة الإقليم الانفصال عن مدريد عام 2017.وبعد مرور قرابة شهرين على الموعد الأصلي للمباراة التي ترتدي أهمية مضاعفة على الصعيد التنافسي في ظل تصدر برشلونة للترتيب بفارق الأهداف عن ريال بعد تعثر الفريقين في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، لم يتغير الوضع والتهديد ما زال قائماً لأن الانفصاليين يرون بهذه المباراة فرصة لإيصال رسالتهم إلى ما يقارب 650 مليون شخص سيتابعون اللقاء من خلف شاشات التلفزة حول العالم بحسب تقديرات رابطة الدوري الإسباني «ليجا».وأعلنت السلطات المحلية في إقليم كاتالونيا أنه سيتم تخصيص حوالي ثلاثة آلاف من رجال الشرطة والأمن الخاص من أجل مباراة ال«كلاسيكو»، وذلك تخوفاً من حصول أي استهداف من الانفصاليين.وأفادت أوجيني سالينت المفوضة العامة للهيئة الإقليمية في كاتالونيا، أن ما مجموعه ألف شرطي من عديد من الشرطة الإقليمية الكاتالونية سيضاف إلى عدد من الأمن العام والخاص ما سيرفع العدد إلى ثلاثة آلاف شخص.عادة وفي مثل هذا النوع من اللقاءات التي تعتبر «عالية الخطورة»، يتم تعزيز الوضع الأمني بنشر المئات من الأفراد الأمنية على جانبي الملعب لمواجهة دعوة التظاهر الموجهة من «منظمة تسونامي الديمقراطية».تساوٍ في القمةفنياً، ربما يكون الصراع في صدارة «الليجا» أكثر شراسة الموسم الحالي من أي وقت مضى، وقد تكون مباراة «الكلاسيكو» اليوم حاسمة في اتجاه فك الارتباط بين الفريقين اللذين يتقاسمان المركز الأول برصيد 35 نقطة. ومن المنتظر أن تشهد المباراة منافسة شرسة، حيث تأتي في وقت يبدو فيه مستوى الفريقين متقارباً إلى حد كبير.ووجد ريال مدريد في لاعب خط الوسط الأوروجوياني فيديديكو فالفيردي، عنصر الدعم المثالي للبرازيلي كاسيميرو وصانع الألعاب الألماني توني كروس.وعاد لاعب خط الوسط الكرواتي إيفان راكيتيتش أخيراً إلى التشكيلة الأساسية لبرشلونة، وقد حقق التوازن في خط الوسط الذي يشهد أيضاً تألق فرنكي دي يونج، المنضم حديثاً إلى الفريق قادماً من أياكس الهولندي.ويفتقد كل من الفريقين عنصراً أساسياً في الهجوم، حيث يغيب إدين هازارد عن ريال مدريد بسبب الإصابة كما يغيب عثمان ديمبلي عن برشلونة. وينتظر أن يدفع إرنستو فالفيردي المدير الفني لبرشلونة بالفرنسي أنطوان جريزمان إلى جانب لويس سواريز وليونيل ميسي.وسيكون تعويض غياب هازارد مهمة أكثر صعوبة بالنسبة لزين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد، حيث سيكون عليه اختيار جاريث بيل أو المهاجم البرازيلي رودريجو، للعب إلى جانب كريم بنزيمة المتألق هذه الأيام.وقال جريزمان قبل أول كلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد بالنسبة له: «إنه حلم بالنسبة لي. تابعت هذه المواجهة عدة مرات عبر التلفاز». وأضاف: «إنني سعيد بالحصول على هذه الفرصة، وأتطلع إلى تقديم أفضل ما لديّ لأترك بصمة جيدة».كذلك يعيش مواطنه بنزيمة فترة تألق مع ريال مدريد، وقد صرح بالقول: «أريد التتويج بلقب الدوري، وسأكون سعيداً إذا ساعدت زملائي في تحقيق ذلك».وأضاف: «اللعب في كامب نو صعب دائماً. تعد هذه المباراة دائماً الأكثر أهمية خلال الموسم وأتمنى أن نفوز بها». وسيكون هناك صراع خاص على صدارة الهدافين بين ليونيل ميسي وبنزيمة، حيث يحتلان الصدارة حالياً برصيد 12 هدفاً، كما تتوجه الأنظار إلى لويس سواريز مهاجم برشلونة صاحب الشهية المفتوحة على التهديف في المباريات الأخيرة، وكذلك إلى تيبو كورتوا حارس مرمى ريال مدريد أدى دوراً بطولياً وتصدى لعدد من الكرات الخطيرة في مباراة التعادل مع فالنسيا.
مشاركة :