لوك نوريس: مواجهة مانشستر يونايتد هي الليلة الأهم في مسيرتي المهنية

  • 12/18/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في يوم بأواخر نوفمبر (تشرين الثاني) منح نادي كولشيستر يونايتد الذي ينافس في دوري الدرجة الثالثة الإنجليزية لاعبيه إجازة لمدة يوم. واستغل المهاجم لوك نوريس الإجازة في تشييد خيمة له على ضفاف بحيرة صغيرة خاصة على بعد دقائق قليلة بالسيارة عن النادي، لكن لم يكن من الممكن الوصول إليها سوى عبر اجتياز أرض موحلة وطمي سميك بسبب أمطار انهمرت في وقت قريب. وقرر المهاجم أن يصبح هذا منزله حتى صباح اليوم التالي، عندما يحزم أمتعته ويتجه مباشرة إلى ملعب التدريب. داخل الخيمة، كان يوجد سرير بسيط معد لأغراض التخييم وبعض المستلزمات الأساسية التي حرص نوريس على حفظها بعيداً عن متناول الفئران المنتشرة بالمنطقة. داخل المياه، كان هناك نوع من سمك الشبوط الضخم الذي يتجاوز وزنه 18 كيلوغراما، رصد نوريس خطته على أمل الإمساك به في غضون الـ22 ساعة التالية.ولحظة حدوث ذلك، نوى نوريس التقاط صورة تذكارية مع السمكة الضخمة. ولم تقتصر رغبة نوريس في اصطياد العمالقة من الأسماك، وإنما امتدت إلى عالم كرة القدم، خاصة بعد نجاح فريقه بالفعل في الفوز على كريستال بالاس وتوتنهام هوتسبير والإطاحة بهما خارج بطولة كأس الرابطة الإنجليزية للمحترفين، والتي يستعد الفريق لخوض تحد آخر اليوم في استاد أولد ترافورد أمام مانشستر يونايتد في الدور ربع النهائي. وقال نوريس: «هناك سمكة واحدة أسعى خلفها وأعتقد إذا نجحت في اصطيادها سأنتقل إلى البحيرة التالية. وأعتقد أن هذا ما يفعله الناس عادة ـ يرون سمكة، إما في المجلات أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ويقولون في أنفسهم: «أرغب في هذه السمكة». وتلك السمكة هي الأضخم على مستوى البحيرة، ومعظم الأشخاص الآخرين المهتمين بالصيد يسعون خلف الفوز بأكبر سمكة بالبحيرة. وقد سبق وأن اصطدت سمكة أكبر من هذه في فرنسا، لكن داخل بريطانيا تبقى هذه سمكة جيدة».بالتأكيد يبدو هذا مختلفاً عن نوعية الأهداف التي يضعها معظم المهاجمين نصب أعينهم. كما أن نوريس، الذي سجل أول أهداف فريقه على أرض استاد سكنثروب، السبت، عندما تعافى الفريق من تأخره بنتيجة 2 - 0 لتنتهي المباراة بالتعادل، يحمل في ذهنه تصوراً لعدد الأهداف التي يرغب في تسجيلها هذا الموسم. وقال: «لطالما أبقيت هذا الأمر بيني وبين نفسي، لكن هناك رقم محدد في ذهني. وإذا نجحت في الوصول إليه، فسيكون ذلك موسماً مقبولاً بالنسبة لي». ومع ذلك، فإنه بمجرد انطلاق صافرة نهاية المباراة، يتحول اهتمام نوريس في اتجاه آخر تماماً. وعن هذا، قال: «أسعى للتخييم لمدة أسبوع، وإذا أتيحت لي فرصة مزيد من الوقت ربما أستمر أكثر من ذلك».وبذلك فإنه في الوقت الذي انغمست معظم جماهير كولشيستر في الاحتفال بالفوز الذي حققه فريقها على كريستال بالاس في أغسطس (آب)، كان لدى نوريس طموحات أخرى.وقال المهاجم: «عشنا ليلة رائعة بالفعل، وفي صباح اليوم التالي توجهت للصيد ونجحت في اصطياد أكبر سمكة داخل إنجلترا. كان هذا أمر عظيم. وشعرت أن ذلك كان أسبوعاً مثالياً. كانت هناك أسابيع أخرى مررت خلالها بمباريات سيئة وكنت أقول لنفسي: «بإمكاني الخروج من هذا الوضع». وبعد ذلك كنت آتي هنا للصيد وينتهي الحال بعدم اصطيادي أي شيء، وأشعر حينها وكأنني تلقيت صفعتين. إن كرة القدم عالم مجنون للغاية، ويتعرض المرء خلاله لضغوط طوال 24 ساعة يومياً على مدار الأسبوع، حتى في المستوى الذي ننافس به. لذلك أنظر إلى الصيد باعتباره ملاذي، والوقت الذي أهرب فيه من الضغوط والعالم المجنون المحيط بي».ومع بدء زحف البرد على المياه مع بداية الشتاء، يصبح سمك الشبوط أقل نشاطاً وتزداد صعوبة الإمساك به. وكثيراً ما يقضي نوريس أياماً وليالي بأكملها ممسكا بالسنارة، حيث يشاهد الماء وينتظر وينصت لما حوله دون أن يحدث أي شيء على الإطلاق. ويشرح نوريس: «الصيد في الشتاء أصعب بكثير عن أي وقت آخر من العام. وعادة ما تكون الأسماك في الشتاء أثقل وزناً وتبدو في أفضل حالاتها ـ وتغطيها بعض الألوان الشتوية الجميلة. ودائماً ما تكافئ قيمة سمكة واحدة في الشتاء عدة سمكات في الصيف. وربما يرى البعض هذه فكرة مجنونة، لكن المعنيين بصيد الشبوط يدركون جيداً هذا الأمر».في مخيم الصيد، ليس هناك استقبال لإشارات الهاتف المحمول ولا أي مصادر بديلة للترفيه، وبالتالي لا يملك نوريس سوى الجلوس والانتظار، على أمل سماع صوت سمكة تقفز خارج الماء، أو الجلبة التي يحدثها عض سمكة للطعم. وعادة ما يكون رفيقه الوحيد كلبه البولدوغ الفرنسي الذي غاب في ذلك اليوم بسبب مرضه، بجانب وجود ثعلب يظهر من وقت لآخر، وكذلك غزال و«الكثير للغاية من الفئران».ورغم أن البحيرة لا تتميز بجمال طبيعي خلاب على نحو لافت، خاصة في ظل وجود أدوات الحفر التي تشوه منظر الضفة الأخرى منها، فإنها بالتأكيد أكثر هدوءا بكثير عن الواقع الآخر في حياة نوريس، حيث يقود فريقه عبر المنافسات المحمومة بدوري الدرجة الثانية، ويبدو في عالم آخر تماماً عن عالم أرض استاد أولد ترافورد الذي يزيد متوسط الحضور فيه هذا الموسم أكثر عن 20 مرة عن الحضور باستاد كولشيستر. جدير بالذكر أن نوريس اضطلع بدور محوري خلال مباريات بطولة كأس الرابطة، وسجل هدف التعادل في المباراة التي انتهت بفوز فريقه على أرض استاد كرولي في الجولة السابقة من البطولة، بجانب تصديه لركلة الترجيح الأولى وتسديده لها في المرمى أمام كل من كريستال بالاس وتوتنهام هوتسبير، في مواجهتين فاز فيهما فريقه. وقال نوريس: «أعتقد أن ركلات الترجيح نوع من الفن، وأعتقد أن الناس يزيدونها صعوبة عما ينبغي عليه أن تكون. ولطالما شعرت بالثقة تجاه ركلات الترجيح. أعتقد أنه عندما تصوب الكرة على النحو الصحيح، من الصعب للغاية أن يتمكن أحد من صدها».جدير بالذكر أن ثمة علاقة مصاهرة بين نوريس وقائد فريق مانشستر يونايتد آشلي يونغ، والذي يعتبر مثله، من أبناء منطقة ستيفينيدغ ـ وقد زار نوريس استاد أولد ترافورد مرة أخرى من قبل، برفقة ابن عمه الذي يشجع مانشستر يونايتد، حيث قاما بجولة عبر الملعب.وقال نوريس: «أعتقد أن شكل الاستاد سيكون مختلفاً بعض الشيء مع وجود 70 ألف متفرج بداخله بدلاً من مجرد التجول عبر أرجائه خاليا. لدينا فتيان داخل النادي يشجعون مانشستر يونايتد، ما يعني أنهم سيقفون في مواجهة فريق هم على أتم استعداد لدفع المال مقابل ارتياد الملعب لمشاهدته. اليوم نحن في موقف ليس به احتمال خسارة، بالنظر إلى أننا فريق من دوري الدرجة الثالثة يستعد لمواجهة واحد من أكبر أندية العالم. حاليا مانشستر يونايتد ليس على المستوى المتألق المعهود منه منذ بضع سنوات، أما نحن فليس لدينا ما نخسره. وقد ينتهي بنا الحال إلى هزيمة ثقيلة، لكن لا أعتقد أن هذا سيحدث بالنظر إلى أسلوب اللعب الذي نتبعه. وأعتقد أننا سنقدم أداءً جيداً. وفي عالم كرة القدم، كثيراً ما تحدث أشياء غريبة. وسيكون من الحمق القول بأننا لا نملك فرصة أمام مانشستر يونايتد، لأنه سبق وأن قال البعض ذلك أمام كل من كريستال بالاس وتوتنهام هوتسبير».وبغض النظر عما سيحدث اليوم، يبدو من اليسير للغاية توقع أن نوريس سيكون صباح اليوم التالي للمباراة على ضفاف بحيرة، حيث يشيد خيمته ويعد تجهيزات الصيد. وقال: «لاعبو الكرة يجدون صعوبة في فهم ذلك، لكنني أفضل أن يكون في حياتي الصيد بدلاً من أن تكون خالية تماماً من الأحداث. حياة الكرة شديدة الجنون ـ ورغم أنك لا تمارس الكرة سوى ساعات قليلة، فإنها مجهدة للغاية من الناحية البدنية. وأعتقد أنه لذلك أسير في هواية الصيد على نحو رائع، لأنه ينبغي للمرء أن يخرج للعالم ويرفه عن نفسه. كثيراً ما يقلق الناس اليوم عما يعتقده الآخرون بشأنهم. وعندما تنظر لشبكات التواصل الاجتماعي تجد أن الأمر بأكمله يدور حول عدد علامات الإعجاب التي نلتها وعدد هذا وعدد ذاك. والجميع في حالة حركة محمومة طوال الوقت. أما الصيد فالنقيض تماماً، فهو لطيف وهادئ».

مشاركة :