جذبت قطع كنز ثاج الذهبي بجماله وتفرده، زوار معرض روائع آثار المملكة عبر العصور، المقام حالياً في محطته السابعة عشرة في المتحف الوطني الروماني بالعاصمة الإيطالية روما. ويظهر الكنز الذي يقف الزوار أمامه طويلاً، ازدهار حضارة مملكة الجرهاء في المنطقة الشرقية خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد. فقد نشأت ممالك عدة في أجزاء كثيرة من الجزيرة العربية، اصطلح على تسميتها بالممالك العربية الوسيطة، ومنها مملكة الجرهاء في الجزء الشرقي من البلاد، حيث كان الجرهائيون وسطاء التجارة بين السبئيين والهنود وبلاد الرافدين والغرب اليوناني، وكانت عاصمتهم التي توجد اليوم في موقع ثاج الأثري السوق الرئيسة في شرقي الجزيرة العربية. وقد عثر على هذا الكنز فريق من علماء الآثار السعوديين عام 1998م، من خلال اكتشاف حجرة دفن عثروا بداخلها على قناع من الذهب ولآلئ وأساور وقفاز وعقد وتلبيسات من الذهب. وتشمل المعروضات من كنز ثاج الذهبي، قناعاً من الذهب يبلغ طوله (17.5) سم، وهو يمثل وجهاً بسيط الملامح لفتاة صغيرة تضع في أعلى الرأس ثلاث عُصابات من الذهب. وتتضمن القطع المعروضة عقدين من الذهب مزينين بالياقوت واللآلئ والفيروز، ولأحدهما نوط يتدلي منه حجر جزع يمثل وجهاً، ويبلغ طوله (38.5) سم، إضافة إلى عقد يتألف من ثماني عشرة حبة لؤلؤ من الذهب، إضافة إلى عقد ثالث طوله (22.5) سم. كما يشمل الكنز الذهبي تلبيسات من الذهب، ويبلغ قطر التلبيسة الواحدة (3.5) سم، إضافة إلى قفاز من الذهب طوله (15) سم ، وسواران من الذهب المصمط، وخاتمين من الذهب مرصعين بياقوت أحمر محفور، ويظهر على إحداهما جانب من وجه شخص يعتمر خوذة، إضافة إلى قرطين من الذهب، وأربعة منحوتات صغيرة لامرأة مصنوعة بأسلوب كلاسيكي تشكل أقدام السرير الخشبي، والمغطى بغلاف من الرصاص والبرونز، علاوة على حلي ضمن كنز ثاج الذهبي.