«تسونامي» خارج «كامب نو»... وداخله

  • 12/18/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مدريد - أ ف ب - سيكون استاد «كامب نو»، اليوم، عاصمة لكرة القدم في العالم عندما يستضيف الـ«كلاسيكو» بين برشلونة وغريمه ريال مدريد، بيد أن المناسبة تترافق مع دعوة للتظاهر خارج الملعب من قبل «منظمة تسونامي الديموقراطية» الانفصالية الكاتالونية والتي تطالب بالاستقلال عن مدريد.وكان من المفترض أن تقام المباراة في أواخر أكتوبر ضمن المرحلة 10 من الدوري الإسباني، لكن تم إرجاؤها بسبب أعمال العنف في كاتالونيا احتجاجا على سجن تسعة قياديين انفصاليين ما بين 9 و13 عاماً بسبب دورهم في محاولة الإقليم الانفصال عن مدريد في العام 2017.وتنطبق مقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد» على مدربي برشلونة وريال مدريد، إرنستو فالفيردي والفرنسي زين الدين زيدان تواليا، إذ إنهما يخوضان الـ«كلاسيكو» دون خوف على منصبيهما.ولو أقيمت المباراة في موعدها السابق، لكان أحد الطرفين رحل وجيء بمدرب جديد حاليا لأن مقصلة الإقالة كانت تهدد فالفيردي وزيدان في تلك الفترة نتيجة وضع الفريقين.وشتان بين أواخر أكتوبر واليوم، إذ ارتقى مستوى الفريقين كثيرا منذ حينها وهما يدخلان المباراة على المسافة ذاتها في الصدارة مع فارق الأهداف لصالح برشلونة، بعدما ضمنا أيضاً بطاقة العبور إلى ثمن نهائي دوري الأبطال.وقبل مرحلة على دخول الدوري في عطلة الأعياد، سيسعى كل من القطبين لحسم اللقاء والانفراد بالصدارة مع أفضلية إحصائية لبرشلونة الذي لم يذق طعم الهزيمة أمام «الملكي» في المباريات الست الأخيرة، بينها نصف نهائي الكأس الموسم الماضي.كما أن عملاق كاتالونيا لم يسقط في الدوري على أرضه أمام «ريال» منذ 2 أبريل 2016 حين خسر 1-2.وخلافاً لما كان عليه الوضع أواخر أكتوبر، فإن خسارة اليوم لن تشكل تهديدا لأي من المدربين شرط ألا تكون مذلة.بالنسبة إلى زيدان الذي كان مهددا بالإقالة قبل قرابة شهرين مع الحديث أيضاً عن بديله المحتمل الذي أصبح الآن مدربا لتوتنهام الإنكليزي أي مدرب «الملكي» السابق البرتغالي جوزيه مورينيو، فإن «كرة القدم تنسى ما فعلته في السابق. لن أقول لكم إن ما قيل (عنه حينها) لم يؤلمني، لأنه آلمني، لكن ليس بإمكاني منع الناس من التعبير عن رأيهم».بالنسبة إلى برشلونة، تم ذكر اسم مدرب المنتخب الهولندي رونالد كومان للعودة إلى الفريق كمدرب بعدما دافع عن ألوانه كلاعب بين 1989 و1995 وكمساعد مدرب بين 1998 و2000.وإذا كانت إشاعات الإقالة في حينها مصدر إزعاج لفالفيردي، فإن مستوى الفريق في الملعب خلال تلك الفترة كان مصدر قلق حقيقي للمشجعين والمدرب على حد سواء، فبرشلونة فاز بمباراتين فقط من أصل الخمس الأولى. تحسن النتائجوعلى رغم تحسن نتائج النادي الكاتالوني، إلا أن الأداء بقي بعيدا عن المستوى الذي اشتهر به «بلاوغرانا» بقيادة الأرجنتيني ليونيل ميسي، مع تكريس مشكلة سابقة وهي الأداء الدفاعي، بالإضافة إلى عجز فالفيردي عن استخراج أفضل ما يملكه الفرنسي أنطوان غريزمان الذي سيتواجه، اليوم، مع مواطنه المتألق كريم بنزيمة، متصدر ترتيب الهدافين بـ12 هدفاً مع ميسي.وفي حديث له الشهر الماضي، تطرق فالفيردي إلى الفترة الصعبة التي مر بها فريقه: «في بداية الموسم لا يكون الحديث عن الفوز بلقب واحد، بل بثلاثة أو أربعة، وبالتالي الإحباط يكون كبيرا جدا حين لا تفوز بمباراة».وبعد معاناة في ظل غياب ميسي لإصابة تعرض لها في حصته التدريبية الأولى استعدادا للموسم، استعاد برشلونة بريقه مع عودة الأرجنتيني الذي سجل منذ حينها 8 أهداف، بينها ثلاثيتان، بالإضافة إلى 4 تمريرات حاسمة في ست مباريات ساعد بها غريزمان لإيجاد حسه التهديفي، وتسجيله 3 أهداف في مبارياته الخمس الأخيرة.وأقر فالفيردي الشهر الماضي: «صحيح أننا كنا نعاني، لكننا قمنا بالأمور بشكل جيد. نحن في صدارة الدوري وتصدرنا مجموعة دوري الأبطال».وفي معسكر «ريال»، حمل زيدان معه من الموسم الماضي عبء الأداء المتواضع للفريق الذي عاد إليه في مارس، خلفا للأرجنتيني سانتياغو سولاري بعد الخروج من نصف نهائي الكأس أمام برشلونة بالخسارة إيابا في «سانتياغو برنابيو» بثلاثية، ثم السقوط في الملعب ذاته بهدف أمام النادي الكاتالوني في الدوري ما تسبب بتخلفه عن الأخير بـ12 نقطة، بالإضافة إلى التنازل عن لقب دوري الأبطال بالخروج أمام أياكس الهولندي بعد الخسارة المذلة في ملعبه 1-4. مزيد من الحياةوإذا كان جمهور «الملكي» متسامحاً مع زيدان في الأشهر المتبقية من الموسم 2018-2019، فإنه بدأ التشكيك في قدرته على انتشاله من كبوته بعدما ظهر الفريق في الأشهر الأولى من الموسم الجديد بالمستوى نفسه الذي كان عليه، إذ تعادل في اثنتين من مبارياته الأربع الأولى في الدوري قبل أن يتلقى هزيمة مذلة أمام باريس سان جرمان الفرنسي بثلاثية في مستهل مشواره القاري.وعندما خسر خارج ملعبه ضد ريال مايوركا بهدف قبل أيام على الموعد الأصلي للـ«كلاسيكو»، بدا أن زيدان في طريقه لتوديع «القلعة البيضاء».في حينها، شدد الفرنسي على أهمية «أن يكون لدينا ثبات في أدائنا. يجب أن يكون هناك المزيد من الحياة في طريقة لعبنا».ونجح زيدان منذ حينها في تحقيق ما أراد، إذ خلق فريقا أكثر استقرارا، باكتشافه لاعب وسط ديناميكي كان الفريق بحاجة إليه بشخص الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي (21 عاما)، فضلا عن البرازيلي رودريغو (18 عاما).وما ساهم في استفاقة «ريال» هو عودة بنزيمة الى مستوى الهداف الذي كان عليه، بمساعدة البلجيكي إدين هازار الذي عانى للتأقلم لكنه دخل تدريجياً في الأجواء قبل أن يتعرض أوائل الشهر الجاري لإصابة ستبعده عن الـ«كلاسيكو».إن الحكم على المغامرة الثانية لزيدان كمدرب لـ«ريال»، سيحدد بموقع الفريق في الدوري، فيما يعتمد مصير فالفيردي على النجاح القاري.

مشاركة :