جنيف - وكالات: وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، نداءً إلى القوى العالميّة الفاعلة لاستخراج النفط السوري وإنفاق عائداته للاجئين الذين سيتمّ توطينُهم في الشمال السوري. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مُشاركته في المُنتدى العالمي للاجئين، بمكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية. وقال في هذا السياق: «لنستخرج معًا النفط من الآبار التي يسيطر عليها الإرهابيون في سوريا، ولننجز مشاريع بناء الوحدات السكنية، والمدارس، والمُستشفيات، في المناطق المحرّرة من الإرهاب، ونوطن اللاجئين فيها.. ولكن لا نلمس استجابة لهذه الدعوة». وأوضح أردوغان أنّه من غير الممكن حل مشكلة اللاجئين إلا من خلال اتخاذ خطوات على مستوى عالمي. وتابع قائلًا: «دول صاحبة إمكانات مادية أكبر منا بكثير حدّدت استقبال عددٍ معين من اللاجئين، بينما تركيا استقبلت جميعهم دون تمييز بين أديانهم وأعراقهم ولغاتهم». وأردف: «باستثناء حالات فردية لم تشهد تركيا أي حوادث لتهميش اللاجئين أو معاداتهم، ومن الضروري تطبيق الصيغ التي ستُبقي اللاجئين في بلدانهم وتعيد من هم في بلدنا إلى وطنهم». وأشار إلى أنه من غير المُمكن لأي دولة في العالم، أن تنظر إلى مشكلة اللاجئين من منظار قُرب وبُعد المسافة الجغرافية، مُشيرًا إلى وجود 260 مليون مهاجر ونحو 25 مليون لاجئ، حول العالم في الوقت الراهن. وأضاف إنّ الهجرة واللجوء والنزوح الحاصل حول العالم، ناجم عن الأوضاع الاقتصادية المتردية والفقر والحروب الداخلية والهجمات الإرهابية والغموض السياسي. وأردف قائلًا: «الناس يغامرون بحياتهم من أجل الوصول إلى حياة كريمة ومطمئنة، فخلال السنوات السبعة الأخيرة، لقي أكثر من 20 ألف شخص مصرعهم في مياه المتوسط، وكذلك فقد الآلاف حياتهم في حرّ الصحراء بشمال إفريقيا». ولفت إلى أن تركيا تعدّ من أكثر البلدان العالمية التي تتحمل أعباء اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين. وأشار إلى أن الدولة التركية وفّرت للاجئين إلى تركيا الإمكانات التي وفرتها للمُواطنين الأتراك، قائلًا: «لم يكن بمقدورنا إغلاق أبوابنا أمام الهاربين من البراميل المتفجّرة، لأنهم بشر». وشدّد أنهم بذلوا كل جهد ممكن من أجل أن يصبح السوريون قادرين على الاعتماد على أنفسهم من التعليم إلى الصحة، ومن توفير فرص العمل إلى حماية النساء والأطفال. واستطرد قائلًا:» نوفّر فرصة التعليم ل 685 ألف طفل سوري من أصل مليون في سنّ الدراسة، وبلغت نسبة تلقي التعليم العالي للاجئين في تركيا 6 بالمئة، بينما النسبة 1 بالمئة في العالم. وشدّد أردوغان على أنّ ما أنفقته تركيا على اللاجئين من موازنتها، تجاوز 40 مليار دولار بحسب معايير الأمم المتحدة، وأن الدعم الذي تلقته من الخارج محدود جدًا. وتطرّق الرئيس التركي إلى الأهمية التي يولونها لتطبيق اتفاقية اللاجئين العالمية التي اعتمدت العام الماضي. وأضاف:» نتمنّى أن يكون المنتدى خطوةً هامة في عملية تنفيذ بنود الاتفاقية، كما أن إبقاء اللاجئين السوريين داخل تركيا لا يمكن اعتباره الحل الوحيد لتلك المُشكلة، والدول الأخرى مُكلفة بتقاسم المسؤولية التي حملتها تركيا وحدها على مدار 9 أعوام». وأكّد ضرورة تطبيق صيغ تُبقي اللاجئين في أراضيهم وتعيد الموجودين في بلدنا إلى وطنهم من جديد، مُشيرًا إلى أن عودة السوريين إلى وطنهم بعد تحقيق الاستقرار، وعودة الحياة لطبيعتها هامة، بقدر أهمية مُكافحة الإرهاب. إلى ذلك، قال أردوغان، إن «بي كا كا» الإرهابية تلقت أكبر ضربة في تاريخها. جاء ذلك في كلمة له خلال استقبال ممثلي أوروبا لاتحاد الديمقراطيين الدوليين، في مدينة جنيف السويسرية التي وصلها أردوغان للمُشاركة في المنتدى العالمي للاجئين. وأكّد أن تركيا تواصل بكل حزم مُكافحتها للإرهاب دون التنازل عن وحدتها وتضامنها وحملات التنمية، وقال:» إنّ منظمة بي كا كا تتلقى أقوى ضربات في التاريخ داخل وخارج البلاد». وتابع: «من جهة مزّقنا الحزام الإرهابي الذي أُريد تأسيسه جنوب حدودنا عبر 3 عمليات نفذناها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ومن جهة أخرى اتخذنا خُطوة ملموسة ستضمن وحدة التراب السوري». وأشار إلى أن الجيشَين التركي والوطني السوري التابع للمعارضة، نجحا في غضون أسابيع قليلة في إفشال مؤامرة حيكت على مدار 9 أعوام برعاية قوّة إمبريالية معروفة.
مشاركة :