الجناح السوري يبهر زوار مهرجان الشيخ زايد

  • 12/18/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«الإمارات ملتقى الحضارات».. شعار مهرجان الشيخ زايد لهذا العام، وهو ما تأكد عبر عشرات الأجنحة المشاركة لدول مختلفة من قارات العالم لتشارك الإمارات عرسها السنوي، والذي تحتفي من خلاله بالموروثات المحلية والشواهد الحضارية لدولة الإمارات الضاربة في القدم، جنباً إلى جنب مع الإرث الثقافي والحضاري، للعديد من بلدان العالم في المهرجان الذي تستمر فعالياته في منطقة الوثبة بأبوظبي على مدى 60 يوماً حافلة بألوان الفلكلور المحلي والعالمي، عبر نماذج من جوانب حضارات تلك الدول وثقافتها وأسواقها الشعبية، ومن ذلك الجناح السوري الذي يشارك للمرة الأولى في مهرجان الشيخ زايد، حيث لم تمنع الحروب والاضطرابات في سوريا من المشاركة في هذا المهرجان العالمي، والذي يفتح أبوابه لاحتضان بلدان العالم المختلفة، ويمحو أي معوقات تحول دون حضورها إلى أرض السعادة. طراز معماري بالدخول إلى الجناح السوري، نلمس العديد من مظاهر الحياة والحرف التقليدية المعروفة في المجتمع السوري على خلفية تصميم مميز يبرز جانباً من الطراز المعماري المعروف في بعض مناطق سوريا وبلاد الشام، حيث شهد الجناح السوري إقبالاً جماهيرياً لافتاً للتعرف إلى المنتجات السورية، التي تنوعت بين المكسرات السورية بأطعمتها المميزة والمصنوعة بشكل صحي، ما يزيد من الاهتمام بها وسعي الزائرين للحصول على احتياجاتهم منها، خاصة المصنوعات القطنية ذات السمعة العالمية، ولم يغب عن مرتادي الجناح السوري التعرف إلى بعض أنواع العطور وأدوات التجميل ذات الجودة العالية، في حين شهدت المنطقة المقابلة للجناح السوري مسرحاً لعرض الفنون الشعبية من مختلف دول العالم، تأكيداً على رسالة المهرجان باعتباره ساحة تواصل وتعارف بين ثقافات وحضارات العالم. مشاركة مثمرة يقول محمد طلال الخشي، مسؤول بأحد المحال في الجناح السوري، والذي يعرض بعض المنتجات المصنوعة من الصوف، إن التواجد في المهرجان للمرة الأولى أسعده وزملاءه خاصة، أن المهرجان له أهمية كبرى على الصعيدين المحلي والدولي، وبالتالي فإن المشاركة فيه تعتبر إضافة لكل صاحب حرفة أو مقدم لأي لون من ألوان الفنون التي يطالعها جمهور المهرجان، وبيّن أن المشاركة كانت مثمرة نظراً للإقبال الكبير من الجمهور من كل الجنسيات وحرصهم على اقتناء بعض من المنتجات السورية، حيث تخصص في بيع «الفروات السورية»، «العباءات المصنوعة من الصوف»، «الفروات الحريمية»، وغيرها من المشغولات الصوفية التي أعجبت كثيرا من الزائرين، حيث تباينت الأسعار من 50 درهماً إلى بعض أنواع الفروة الرجالية لتصل إلى 350 درهماً، وهو سعر أقل بكثير من مثيلاتها في السوق الخارجي، مقارنة بجودة الصنع وأصالة الخامات المستخدمة. مفارش منزلية حاتم عثمان، يعرض مفارش منزلية، وبطاطين وشراشف، مختلفة الأنواع، مصنوعة من خامات جيدة، وبأعلى درجات الإتقان، ولذلك وجدنا إقبالاً كبيرا من الجمهور على شراء تلك المنتجات ما يشجعنا على تكرار المشاركة في الأعوام المقبلة، آملين أن نحقق نفس النجاح الذي لمسناه في النسخة الحالية من المهرجان، والذي يعتبر من أهم المهرجانات الثقافية والتراثية في المنطقة، وفخر لأي عارض أو صاحب منتج أن يقدم ما لديه في مثل هكذا فعاليات، خاصة أن المنتجات السورية لها سمعتها المرتبطة بأنواع الأقمشة والمنسوجات التي يعرف قيمتها أغلبية الزبائن وزوار المهرجان، مبيناً أن أجمل ما في المهرجان أن كل دولة تقدم أفضل ما لديها من عادات وتقاليد ومنتجات تراثية، وكأنه سباق على نيل رضا الجمهور وتحقيق التواصل والتلاقي بين شعوب العالم. عطور عربية أنس حرفوش، مسؤول عن ركن «مسك مي» للعطور، أورد أنه سعيد بالمشاركة للمرة الأولى في المهرجان، عارضاً أنواعاً من العطور الفرنسية والعربية، تعتمد على خلطات فرنسية وعربية متضمنة العود والمسك بوصفها أفضل أنواع العطور التي أجمعت على جودتها أغلب أذواق الزبائن، مع الزيوت الفرنسية، إضافة لأنواع من البخور المختلفة. وذكر أن مهرجان الشيخ زايد حدث عالمي بامتياز والمشاركة فيه إضافة لأي عارض، خاصة في ظل الاهتمام الكبير بالعارضين والجمهور وتوافر كل سبل الراحة لهم، ما يزيد من إقبال الجمهور على المهرجان ويشجع العارضين على تقديم أفضل ما لديهم للجمهور من مختلف الجنسيات. تلاقٍ وتعارف ومن الجمهور يقول هيثم أبوهليل، إن مهرجان الشيخ زايد يعتبر من أهم الفعاليات التراثية والثقافية في المنطقة، حيث يستضيف عشرات الدول لتعرض موروثاتها المحلية وصناعتها التقليدية ضمن فعاليات المهرجان، بحيث يصبح التلاقي والتعارف بين شعوب العالم واقعاً حياً على أرض الإمارات. وبيّن أبوهليل، أن عرض كل دولة لتراثها يعتبر رحلة مجانية للكبار والصغار من زوار المهرجان، يطالعون خلالها جوانب من هذا الموروث في رحلة زمنية لا تستغرق سوى ساعات محدودة هي فترة زيارة المهرجان وبتكلفة مجانية، ما يشجع الكثيرين على زيارة المهرجان والاستفادة من أنشطته المتنوعة. ترفيه ومعلومات في ذات السياق، عبّر غانم البلوشي، عن سعادته بزيارة الجناح السوري ضمن فعاليات مهرجان الشيخ زايد، ما يؤكد أن كل الدول العربية نسيج واحد من المحيط إلى الخليج، مبيناً أنه اشترى بعض منتجات المكسرات السورية ذات الجودة العالية، خاصة أن أسعارها كانت أقل من مثيلاتها في المحال الخارجية، فكانت زيارته والعائلة إلى المهرجان للترفيه وزيادة المعلومات عن الدول المشاركة، وفي الوقت ذاته شراء أبرز منتجات تلك البلدان والتي تقدم للجمهور بأسعار مناسبة ومشجعة لشراء أكثر من سلعة من داخل الأجنحة المشاركة في المهرجان. ولفت البلوشي إلى أن الجولة بين تلك الأجنحة جعلت فئات كثيرة من الجمهور تزداد معرفتها بكل بلد وثقافته وحضارته، وماذا يقدم وكيف يتعامل أفراده وأبرز السمات عن هذه الشعوب، موضحاً أنه عرف عن المهرجان من أصدقاء له قاموا بزيارته من قبل وأثنوا على ما فيه من فعاليات متنوعة للكثير من البلدان المشاركة ما دفعه لاصطحاب أسرته لزيارة المهرجان، وهو ما يتمنى تكراره في الأيام المقبلة خاصة مع امتداد فترته إلى الأول من فبراير المقبل، وهي فترة زمنية كافية لزيارة الحدث والاستمتاع بفعالياته. منتجات قطنية رجاء خربين ذكرت أن المشاركة في مهرجان الشيخ زايد بالوثبة، كانت ناجحة إلى أقصى حد نتيجة الإقبال كبير من الزوار سواء من الإخوة المواطنين أو أبناء الجنسيات الأخرى، والتنظيم البالغ الرقي لكل ما في المهرجان من أجنحة مختلفة وفعاليات تقدمها الدول المشاركة والحرص على توفير كل سبل الراحة للعارضين والجمهور على حد سواء. وبينت خربين أن أهم ما تعرضه أشكال مختلفة للمنتجات القطنية المصنوعة في سوريا، سواء للرجال أو النساء أو الأطفال، مشيرة إلى أن ما يميز القطن السوري هو أنه صحي ولا يسبب الحساسية، ما يزيد من رغبة الكثيرين في اقتناء ما يلزمهم من تلك الملابس خلال فترة المهرجان، فتكون زيارته بهدف قضاء أوقات ممتعة مع العائلة ومطالعة أنشطة وفعاليات ترفيهية وفي الوقت ذاته التسوق والحصول على منتجات بجودة عالية وأسعار معقولة من داخل أجنحة الدول المشاركة بالمهرجان. مكسرات صحية محمد يوسف صابحة، مسؤول عن ركن المكسرات السورية، ذكر أن مشاركته للمرة الأولى في المهرجان، تأكيد على روح التواصل بين الشعوب العربية، وأن الإمارات رمز الكرم والضيافة العربية الأصيلة، وهو ما يلاحظه الجميع هنا، سواء من الجمهور أو العارضين، مبيناً أن المكسرات السورية ذات تاريخ عريق، ومرتبطة بشكل وثيق بالموروث الشعبي في سوريا، حيث إن كل منتجاته التي يقدمها للجمهور في المهرجان، مصنوعة بشكل صحي تماماً بالشوي على الفحم، ولم يدخلها أي من أنواع الزيوت أثناء إعدادها، ومن هذه المنتجات ما يناسب نظم الحمية الغذائية، وهناك أيضاً حلويات وفواكه مجففة على اختلاف أنواعها، والتين الجبلي، الذي يستخدم لأغراض علاجية، عن طريق غليه وشرب مائه، أو تناوله مع زيت الزيتون، إضافة إلى الجوز واللوز والعسل والبذر المصري والسوري والأفغاني، وغيرها من ألوان المكسرات الخالية من أي مواد حافظة أو كيميائية، ومعروضة جميعها بسعر مناسب، فكان الإقبال عليها شديداً، منذ اليوم الأول للمهرجان. مشغولات يدوية عمار عبدالحكيم، المتخصص في عرض منتجات الصوف والتريكو، المصنوع أغلبها بشكل يدوي، عبّر عن إعجابه الشديد بمهرجان الشيخ زايد، الذي حقق سمعة عالمية، ولذلك فإن مشاركة الجناح السوري به للمرة الأولى، ذات مردود إيجابي لكل العارضين، بما أتيح لهم من عرض منتجاتهم المختلفة، على جمهور من جنسيات عديدة، وفي الوقت ذاته التعرف إلى جوانب من حضارات وثقافات الشعوب الأخرى المشاركة في المهرجان، وهو شيء اعتدنا عليه دائماً من دولة الإمارات، التي تحمل الحب والسلام للجميع، وتستضيف على أرضها أبرز الفعاليات المعنية بالثقافة والتراث والتواصل الحضاري بين الشعوب، ومن أهمها مهرجان الشيخ زايد، الذي يحمل اسم قائد عظيم، أعطى العالم دروساً في التسامح والتعايش وقبول الآخر، وهي حقيقة شهد بها الجميع، ورأيناها بأعيننا خلال تواجدنا في المهرجان، ومطالعة أنشطته المختلفة، الممثلة للكثير من حضارات وبلدان العالم، حيث تعرفنا على تراث البلدان الأخرى، وما تتميز به كل دولة.

مشاركة :