عبد العزيز أبو عباة “نحو بيئة صحية ومستدامة”

  • 12/18/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إن الله عز وجل خلق هذه الحياة الدنيا ليستخلف فيها الإنسان لكي يستمتع بجمالها وطبيعتها وخضرتها، وفي الحديث (إن الدنيا حلوة خَضِرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون..)، فالخضرة من مباهج الحياة التي تطمح إليها النفوس البشرية، وتستهويها وتحبها، وتتلذذ بالنظر إليها، والدنيا جميلة بطبيعتها وزينتها والله استخلفنا فيها ولذلك يجب أن نحافظ على نقاوتها ونظافتها، ونتعاهد على صيانتها وتوريثها للأجيال القادمة كما خلقها الله عز وجل فنحافظ على تربتها ومناخها وهوائها ومياهها ونباتها. إن إفساد البيئة بالممارسات الخاطئة قد تؤدي إلى أضرار صحية وبيئية قد تؤدي إلى هلاك البشر والكائنات الحية الأخرى وذلك برمي النفايات في الأماكن غير المخصصة، وكذلك عدم معالجة المخلفات السائلة مثل المياه الملوثة بالنفط المتدفقة من السفن في البحار والمحيطات ومياه الصرف الصحي وزيوت العوادم الناتجة عن محركات المركبات. هذا النفايات والمخلفات تشكل تهديداً على البيئة وتسبب أضراراً بالغة لها، كما أن الاستخدام الخاطئة للأراضي ولا سيما الحفريات لاستكشاف الآثار بأسلوب غير احترافي، والمناجم العشوائية قد تؤدي إلى تشوها بيئية تمنع من الحركة والتنقل إذا لم يتم استخدامها بطرق علمية وبمهنية عالية. تعد الغابات من أهم العوامل التي تحافظ على توازن البيئة إذ تسهم الأشجار في نظافة البيئة ومدها بالأكسجين، كما أن الإنسان يستظل بظلها خلال النهار، وإزالتها قد تؤدي إلى التصحر والجفاف كما تؤثر على توزيع المطر ودمار بيئة الكائنات الحية التي تتغذى على النباتات. إن وسائل النقل على الرغم من أنها سهلت على الإنسان حياته إلا أن الهيدروكربونات المنبعثة من محركات السيارات تعد مضرة للبيئة كما أن الغازات الناتجة عن الحرائق وعوادم المصانع مثل الأمونيا وثاني اكسيد الكربون وأكسيد الكبريت الصناعات تؤثر سلبا على البيئة بسبب إطلاقها لمواد وسموم تضر بالجهاز التنفسي، وهي غازات تتسبب في ثقب بطبقة الأوزون والاحتباس الحراري ومن العوامل التي تضر بالبيئة تعاطي التدخين حيث أكدت الدراسات والبحوث العلمية أن التدخين يتسبب في إضرار بيئية وصحية للإنسان وقد ذكرت إحدى الدراسات أن الدخان يقتل شخصاً كل ست ثواني كما أن السيجارة الواحدة تحتوي على 4 آلاف مادة سامة، أخطرهم أول أكسيد الكربون والنيكوتين، كما تحتوي على 37 مادة مسببة للسرطان. وفي تصوري للحفاظ على البيئة يجب أن نتخذ السياسات والإجراءات التي تحد من العبث بالبيئة وذلك من خلال الآتي: 1. الاهتمام بالنظافة العامة ووضع النفايات في مكانها المخصص، والعمل على التخلص منها وذلك بإعادة تدويرها بما يحافظ على صحة البيئة. 2. الاهتمام بنظافة الأماكن التي يرتادها المواطن والمقيم في الرحلات البرية، وجمع النفايات ورميها في الاماكن المخصصه لها 3. المحافظة على الحدائق العامة بعدم رمي النفايات. 4. نشر ثقافة الحفاظ على البيئة بين أفراد المجتمع. 5. تفعيل الانظمة المحلية، والقوانين الدولية ذات العلاقة بالحفاظ على البيئة وإيقاع اقصى العقوبات لمن يتسبب في تلوث البيئة. 6. الاهتمام بزراعة الأشجار ونشر ثقافتها بين الناس. 7. تفعيل نظام مكافحة التدخين ولائحتها التنفيذية التي تعاقب كل من يدخن في الأماكن العامة كما يتم وضع النظام والضوابط والاشتراطات لبيع التدخين منها عدم السماح ببيع الدخان بالبقالات والتموينات التي تقل مساحتها عن 100 متر مربع. أرجو بهذه المساهمة أن أكون قد ساهمت في تعزيز صحة البيئة ونشر ثقافة إصحاح البيئة واستدامة الصحة.

مشاركة :