حين تتوارى أشعة الشمس، ويبدأ الليل في فرض حجابه على المدينة، تبدأ أسرة "خلود كوربي" بأخذ احتياطاتها المعتادة داخل البيت الذي تغلفه الستائر من كل الجوانب، فتلف جنبات المنزل إضاءة خافتة، مصدرها مصباح كهربائي لا تنبعث منه أشعة فوق بنفسجية، بل ضوء أزرق توزعه أنابيب إضاءة بلورية، هذه الأجواء الهادئة والخالية من الأشعة الضارة ألفتها الأسرة منذ سنوات طويلة، بعد إصابة ابنتهم بمرض القمر؛ ضمن أكثر من 3 آلاف إصابة داخل دول المغرب العربي، تستحوذ تونس وحدها على زهاء ألف حالة، تتركز بكثافة في الأجزاء الجنوبية.للوهلة الأولى التي يطرق فيها اسم المرض الآذان، تتداعى إلى الذهن الصورة الجميلة للقمر الذي يتوسط بقعة الظلام الدامس في السماء، فالتسمية جاءت كي تلطف من المصلطح العلمي للمرض المعروف بـ"جفاف الجلد المصطبغ"، وهو عبارة عن مرض وراثي نادر يعاني المصاب به من حساسية شديدة من أشعة الشمس فوق البنفسجية، وينتج عنه جفاف الجلد وتغير لونه، وله تأثير كبير على العين وأجزاء الجلد الأكثر تعرضًا للشمس.
مشاركة :