اهتزّت هيبة "أكاديمية أوبرا فيينا للباليه" النمساوية الحكومية، وخفت بريق سحرها، على وقع اتهامات لبعض إدارييها بتشجيع الراقصين الصغار على تدخين السجائر للحفاظ على قوامٍ نحيف. واتّهم تقرير رسمي الأكاديمية بالإساءة الجسدية والعقلية للأطفال والمراهقين الذين يتلقّون دروساً في الرقص، وجاء التقرير بناءً على تحقيقات أجرتها لجنة مختصة بتكليف من الحكومة إثر تلقيها شكاوى عن وجود سوء معاملة في الأكاديمية المذكورة. وكانت تلك الفضيحة ظهرت إلى العلن بعد أن نشرت صحيفة "فيلتر" الأسبوعية مقالاً في شهر نيسان/أبريل الماضي وحمل عنوان "لقد تحطّمنا"، ووصف المقال كيف يتعرض الطلاّب للإيذاء العقلي والجسدي باستخدام أساليب "القرن التاسع عشر"، مشيراً إلى أن الراقصين الصغار تعرّضوا للضرب المبرّح وشد الشعر والإهانات اللفظية. اللجنة المختصّة التي حققت في الشكاوى، عقدت 16 جلسة وأجرت مقابلات مع 24 شخصاً، وخلُصت إلى أن الطلاّب في الأكاديمية الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 18 عاماً، يتلقون نصائح بتدخين السجائر. وقالت رئيسة اللجنة سوزان ريندل كراوسكوف في مؤتمر صحفي: "تلقينا تقارير تفيد بأنه تم تقديم نصيحة للطلاب تحثّهم على التدخين حتى لا يشعروا بالجوع". وقالت اللجنة: التحقيقات بيّنت تجاهلاً تاماً من جانب الأكاديمية لحقوق الأطفال، ولم يكونوا يتمتعون بالحماية الكافية من التمييز، إضافة إلى تعرّضهم للإهمال من الناحية الطبية. وكانت "أكاديمية فيينا للباليه"، تأسست في العام 1771 ، وتعدّ من أشهر الجامعات الأوروبية في مجالها، وهناك تقارير تؤكد أن نحو 80 بالمائة من طلابها يأتون من خارج البلاد، ويتلقّون الدروس والتدريبات بإيفاد من بعض فرق الباليه الأكثر شهرة في العالم، بما في ذلك فرقة "لندن رويال باليه" وفرق أخرى في روسيا والولايات المتحدة. "أوبرا فيينا" تقول: إنها اتّخذت سلسلة من الإجراءات وأن رعاية الطلاب هي "أولوية قصوى" بالنسبة لها،، مؤكدة أنها عملت على تخفيض عدد العروض، وقامت بتنظيم دورة متخصصة بالتغذية وقوام الجسم، كما قامت بتوظيف علماء النفس، مشددة على أنها ستتدارك كل ما ورد في التقرير المذكور من أخطاء، غير أن لجنة التحقيق، وفي تقريرها الصادر يوم أمس الثلاثاء، وصفت الإجراءات التي اتخذتها الأكاديمية بأنها "غير كافية".
مشاركة :