كيف لا يصعد ممثل كهذا إلى الصدارة التي يستحقها بجدارة؟ وما الذى ينقصه وهو الموهوب الوسيم الأنيق ساطع الحضور؟ أى خلل سرطاني يحرم السينما المصرية من عطاء ثرى كان قادرا عليه، ولماذا يتفنن صناع القبح والابتذال في إهمال ومحاربة كل جميل أصيل؟! وجه معبر جدير بالحب والثقة، وعينان ذكيتان عميقتان صادقتان تنوبان كثيرا عن اللسان، في مواقف ينبغى أن يعلو فيها إيقاع الصمت وبلاغة الذهول. تنعكس ثقافته على أسلوب أدائه الهادئ الرصين الذى لا يقلد فيه أحدا، ويتجلى وعيه في القدرة على الإحاطة الدقيقة بخصائص الشخصية التى يجسدها والكشف عن المخبوء المكنون، دون نظر إلى المساحة التى تتحرك فيها. الإنصاف يقتضي التأكيد أن رءوف مصطفى يتحمل جانبا لا يستهان به من مسئولية الظلم الذى يلحق به، فهو يغيب طويلا ويعود ليبدأ من نقطة البداية، ويتناسى أن السينما المصرية، ذات الحسابات التجارية في المقام الأول، لن ترحب بوجه جديد- قديم في الستين من عمره. غياب طويل وعودة على مشارف الستين
مشاركة :