بيروت 18 ديسمبر 2019 (شينخوا) أبدى محللون وخبراء لبنانيون اعتقادهم بأن التدخل الأجنبي يعوق تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان. وقال سامي نادر مدير "معهد ليفانت للشؤون الاستراتيجية" في لبنان ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه " بينما لا يتدخل المجتمع الدولي بشكل مباشر في تشكيل الحكومة ، فإنه يهيئ الظروف لتوفير الدعم المالي للبنان". وأضاف نادر إن المجتمع الدولي لن يقبل تعيين حكومة تضم "حزب الله". وأضاف " لم تقل واشنطن بصراحة أن لبنان يجب أن يلتزم بشروط معينة لتلقي الدعم المالي ، لكنها كانت واضحة بشأن عدم رغبتها في أن يلعب "حزب الله" ، الذي تدرجه على لوائحها كمنظمة إرهابية ، دورا في الحكومة". وتابع أن الولايات المتحدة كانت واضحة أيضا عندما دعت إلى حكومة تنال ثقة الشارع وتراعي مطالبه. وقال المحلل السياسي يوسف دياب إن المجتمع الدولي يضغط من أجل حكومة مستقلة بينما يربط دعمه للبنان بتشكيل حكومة ذات مصداقية دون مشاركة "حزب الله". وأشار إلى أن "المجتمع الدولي لا يريد وجود "حزب الله" في أي حكومة مستقبلية لأن ذلك سيعطي شرعية لسلاحه". وأوضح أستاذ القانون العام في جامعة بيروت العربية علي مراد لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن الولايات المتحدة تريد الاستفادة من التطورات في لبنان من خلال الضغط من أجل تشكيل حكومة بدون "حزب الله". وقال مراد إن " دول الولايات المتحدة والخليج ، لن تقبل بتقديم أي دعم للبنان إذا شارك "حزب الله" في الحكومة المقبلة". من جانبه أشار السفير اللبناني السابق لدى الولايات المتحدة رياض طبارة إلى أن الأمريكيين شعروا بالغضب عندما تمكن "حزب الله" من تولي وزارة الصحة في الحكومة المستقيلة التي لديها ميزانية أعلى من ميزانيات الوزارات الأخرى". وقال طبارة "الأمريكيون يحاولون الآن الضغط من أجل حكومة تكنوقراط لاستبعاد "حزب الله"". ومن المقرر أن يجري الرئيس اللبناني ميشال عون استشارات برلمانية يوم غد "الخميس" يقوم خلالها أعضاء البرلمان بتسمية رئيس وزراء مكلف بتشكيل حكومة جديدة. وكانت حكومة سعد الحريري قد استقالت في أكتوبر الماضي بعد أيام من اندلاع احتجاجات على مستوى البلاد تطالب باستقالتها وبتشكيل حكومة تكنوقراط من خارج الطبقة السياسية لتقوم بالاصلاح ومكافحة الفساد واجراء انتخابات نيابية مبكرة. وكان الرئيس عون قد أجل مرتين في وقت سابق الاستشارات البرلمانية بسبب الخلافات بين الأحزاب حول الشخصية التي ينبغي أن تشكل الحكومة وطبيعة وشكل هذه الحكومة. ويؤيد "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" تشكيل حكومة مماثلة للحكومة المستقبلة والتي تعكس نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام الماضي بينما أعلن كل من الحريري زعيم "تيار المستقبل" و"حزب القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" تأييدهم لتشكيل حكومة تكنوقراط ، إلا أن "القوات" و"الكتائب" تعتبران الحريري شخصية غير مناسبة لرئاسة الحكومة المقبلة في وقت يطالب فيه المحتجون بحكومة خبراء يرأسها شخص آخر غير الحريري. وبالنظر إلى الأوضاع والصراعات الداخلية والخارجية المختلفة ، يعتقد الخبراء المحليون بأن تشكيل الحكومة في لبنان ليس وشيكا. وقال دياب إن الصعوبات قد تدفع بالحريري إلى ترك الساحة الحكومية فيما قال طبارة إنه "من مصلحة الجميع تشكيل حكومة قريبا ، لكن الضغوط المختلفة من مختلف الاتجاهات ستؤخر تشكيل أي حكومة في وقت قريب".
مشاركة :