أشعلت قضية إحراق المسجد الأقصى أولى القبلتين الشريفتين وثالث الحرمين الشريفين، عام 1969، جذوة الضمير الإنساني، فأعلنت الدول الإسلامية عقب تلك الحادثة الأليمة والآثمة تأسيس منظمة التعاون الإسلامي، ردًا قويًا على ذلك الاعتداء، من أجل قضية عادلة اجتمعت أمة تدافع عن ثالث مساجدها المقدسة وإلى جوار الحرمين الشريفين أسست منظمة التعاون الاسلامي في المملكة العربية السعودية لتعلن للمسلمين والعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية بلد المقدسات الإسلامية ومهوى أفئدة المسلمين لن يرقأ لها جفن ولن يرتاح لها ضمير دون أن تطمئن على مسجدها الأقصى ومسرى رسولها. وظلت القضية الفلسطينية تمثل الركيزة الأساسية لأعمال منظمة التعاون الإسلامي ومحور اهتمامها، ليحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ومنذ إنشاء هذه المنظمة على يد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز، والملك الحسن الثاني -رحمهما الله- تحددت الأهداف الشاملة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات، وبلغ عدد الدول الأعضاء 57 دولة إسلامية، لتصبح منظمة التعاون الإسلامي ثاني منظمة دولية بعد الأمم المتحدة. نجحت منظمة التعاون الإسلامي في تحديد أهدافها منذ نشأته، فحافظت على جميع المبادئ التي رسمت ولازالت قائمة، ولم تفقد شيئًا من أهميتها ولا موضوعيتها، وحافظت على استمراريتها كمحفل تعبر فيه الدول الأعضاء عن انشغالاتها، فأسست لنفسها ضمن آلياتها أطرًا وقنواتٍ للتعاون فيما بينها.
مشاركة :