بات دونالد ترامب أقرب من أي وقت مضى من أن يكون ثالث رئيس أميركي في تاريخ الولايات المتحدة يحال إلى محاكمة أمام مجلس الشيوخ بهدف عزله، حيث يعقد مجلس النواب الأميركي الأربعاء جلسة تصويت تاريخية من شأنها أن تطلق إجراءات محاكمته. وأعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي الديمقراطية نانسي بيلوسي أنّ المجلس سيصوّت على توجيه قرار اتّهامي إلى دونالد ترامب الذي سيصبح، حالما يوافق النواب على القرار. وقالت زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس في رسالة وجهتها مساء الثلاثاء إلى أعضائه الديمقراطيين إنّ "مجلس النواب سيمارس إحدى الصلاحيات الأكثر أهمية التي كفلها لنا الدستور عندما سنصوّت لإقرار توجيه تهمتين إلى الرئيس". وبعد أقلّ من ثلاثة أشهر على القضية الأوكرانية سيصوّت مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون على توجيه تهمتين إلى الرئيس الجمهوري هما "استغلال السلطة" و"عرقلة عمل الكونغرس". ودارت مناقشات حامية في جلسة للجنة نيابية أثناء وضعها اللمسات الأخيرة على صيغة القرار الاتهامي الذي سيتم التصويت عليه. وأضافت بيلوسي في رسالتها "للأسف الشديد، لقد بيّنت الوقائع أنّ الرئيس أساء استغلال سلطته لمصلحته الشخصية والسياسية وأعاق عمل الكونغرس لأنه طلب أن يكون فوق المساءلة وفوق الدستور وفوق الشعب الأميركي.. في أميركا ليس هناك أحد فوق القانون". ونظراً إلى الأكثرية التي يتمتع بها الديمقراطيون في مجلس النواب سيصبح ترامب الأربعاء ثالث رئيس أميركي يخضع لإجراء العزل بعد أندرو جونسون في 1868 وبيل كلينتون في 1998. واستقال ريتشارد نيكسون عام 1974 قبل تصويت مجلس النواب مباشرة على توجيه قرار اتهامي إليه بقصد عزله. ولم تتم إدانة جونسون ولا كلينتون في مجلس الشيوخ. ومن غير المرجّح أن تتم إقالة ترامب من قبل مجلس الشيوخ نظراً إلى أنّ الأكثرية فيه من الجمهوريين. وأتت رسالة بيلوسي بعد ساعات على اتّهام ترامب رئيسة مجلس النواب بـ"تقويض الديمقراطية". وكتب ترامب في رسالة رسمية من ست صفحات إلى بيلوسي "بمتابعة هذا الاتهام الذي لا أساس له من الصحة.. فإنك تعلنين حربا مفتوحة ضد الديمقراطية الأميركية"، مضيفا "التاريخ سيحكم عليك بشكل قاس". وأضاف أنّ التهمة الأولى "باطلة تماماً، لا قيمة لها ومن إنتاج خيالك". والرئيس الجمهوري متهم بأنّه جمّد مساعدة عسكرية لكييف بهدف إجبار نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فتح تحقيق بشأن جو بايدن، أبرز منافسيه الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة. وفي رسالته، أكّد ترامب مجدّداً أنّ حديثه مع زيلينسكي كان "بريئاً تماماً"، مشدّداً على أنّه لم يمارس "أي ضغوط" على كييف. واعتبر الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة أنّ التصويت المرتقب في مجلس النواب "لا يعدو كونه محاولة انقلاب غير قانونية".
مشاركة :