أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء الاختفاء القسري للصحافي والمدافع عن حقوق الإنسان رضا فحيل البوم، ودعت حكومة الوفاق الوطني إلى الإفراج الفوري عنه. وقالت البعثة، في بيانٍ أصدرته بالاتفاق مع رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي ورئيس بعثة كندا، “يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق من أن فحيل البوم هو موضوع قضية أخرى تتعلق بالاحتجاز التعسفي لصحافي ومدافع عن حقوق الإنسان، في انتهاك لالتزامات ليبيا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان”. وتابعت “لقد أحطنا علما بالبيان الصادر عن وزارة الداخلية بشأن القضية، ونحن نتابع الأمر مع السلطات المختصة للدعوة إلى الإفراج الفوري عن فحيل البوم أو إحالته إلى سلطة قضائية وفقا للقانون الليبي”. واختتمت البعثة “ندعو مرة أخرى إلى احترام حرية الصحافة وحرية تكوين الجمعيات في ليبيا”. وكانت مجموعة مسلحة في طرابلس قامت مساء السبت باعتقال البوم واحتجازه في مطار معيتيقة فور وصوله من تونس، وبعد أن نفت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق مسؤوليتها عن اختطافه، أكدت مصادر أن جهاز المخابرات التابع لحكومة الوفاق، اختطف الصحافي. وذكرت منظمة مراسلون بلا حدود في تقرير لها، الأربعاء، أن صور كاميرات المراقبة لمطار طرابلس أظهرت كيف أقدم رجلان بالزي المدني على اعتقال رئيس المنظمة الليبية للإعلام المستقل، رضا الهادي فحيل البوم، يوم 15 ديسمبر حوالي الساعة الـ11 ليلاً، حيث كان قد مر للتو من نقطة مراقبة الجوازات لدى عودته من تونس. ومنذ ذلك الحين، لم ترد أية معلومات عن مصيره. وقالت المنظمة إن اعتقال فحيل البوم واختفاءه وقعا بعد تعرضه لحملة تشويه واسعة على منصات التواصل الاجتماعي لأكثر من ثلاث سنوات، وذلك على خلفية تقرير نشره عن حالة حقوق الإنسان في ليبيا، والذي نال عنه “جائزة العين المفتوحة” المقدمة من مؤسسة إعلامية ألمانية في عام 2017. وفي هذا الصدد، قال صهيب الخياطي، مدير مكتب شمال أفريقيا في منظمة مراسلون بلا حدود، “أمام هذه الحالة الطارئة، نطالب حكومة الوفاق ببذل كل ما في وسعها للإفراج عن رضا الهادي فحيل البوم”، داعياً في الوقت ذاته رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج “لإظهار مدى التزامه بالحفاظ على سلامة الصحافيين الذين يعملون في ليبيا تحت ظروف يطغى عليها العنف بشكل غير مقبول”. من جهته، قال محمد الناجم، مدير المركز الليبي لحرية الصحافة إن “رضا فحيل البوم تعرض للإخفاء القسري فور وصوله إلى مطار معيتيقة، ونقوم بإجراء الاتصالات لمتابعة كل المعلومات المتعلقة باحتجازه بطريقة غير قانونية ودون إجراءات قضائية”. وأضاف “لا نعرف ما هي التهم أو الدوافع التي أدت إلى احتجازه حتى الآن من قبل المخابرات”. وعمل فحيل البوم لصالح عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، ويترأس المنظمة الليبية للإعلام المستقل.
مشاركة :