يواظب يورغ سبرافه في منزله الرابض على هضبة خضراء في قلب ألمانيا، على صنع مقاليع وأقواس، مدافعا في الوقت عينه عن حقوق صانعي المحتوى على “يوتيوب” في مواجهة عمالقة الإنترنت. وجعل سبرافه، المتخصص في الأشغال اليدوية، من شغفه بالمقاليع يدوية الصنع نشاطا مهنيا له بفضل التسجيلات المصورة التي ينشرها عن تجاربه في هذا المجال لمشتركي قناته على “يوتيوب” البالغ عددهم 2.4 مليون. لكن في ظل تراجع الإيرادات المدفوعة من هذه المنصة الأميركية العملاقة، يفاخر سبرافه بنجاحه في حشد دعم أكثر من 26 ألف صانع محتوى على “يوتيوب” بمساندة غير متوقعة من نقابة “آي جي ميتال” الألمانية النافذة. وأوضح سبرافه أنه بين 2012 و2017، “كنا أحرارا بالكامل في مضاميننا ونتقاضى أموالا بصورة منهجية عن المحتويات التي نصنعها شرط أن نحصد عددا كبيرا من المشاهدات”. لكن بعد أن اشتكى معلنون من ربط إعلاناتهم بتسجيلات مصورة تحوي مضامين داعية إلى الكراهية، تراجعت بشكل كبير الإيرادات التي يقدمها “يوتيوب” عن الفيديوهات التي تصنف بأنها “مثيرة للجدل”. ويندد سبرافه الذي لقيت بعض فيديوهاته هذا المصير، بغياب “الشفافية” في القواعد الجديدة وعدم وجود جهة ممثلة عن “يوتيوب” أو مجموعته الأم “غوغل” للتواصل معها عند الحاجة. وأكد أنه يكافح بدافع “حب يوتيوب” كما يخشى “تعريض الأخطاء الإدارية المنصة للخطر”. وأضاف “لا نريد أن نكون موظفين لدى يوتيوب بل أن نُعامل كشركاء حقيقيين”.