أعاد مهرجان «أيام سوق الحب»، الذي تنظمه أمانة المنطقة الشرقية تحت شعار «قديمك نديمك.. لو الجديد أغناك»، صبغة الحياة القديمة قبل 70 عاما، ليستذكر معه كبار السن بداية اكتشافات النفط، وتنامي أحياء مدينة الدمام. ويضم السوق عروضا شعبية، ومهنا تراثية، ومعارض للأسر المنتجة، ومسرحا تفاعليا؛ بهدف إحياء الموروث الشعبي، وتعريف الجيل الحاضر بالأسواق قديما.وأصبحت المقاهي الشعبية مقصدا لمن يدخل أروقة المهرجان، لا سيما أن منظمي المهرجان أوجدوا وظائف مؤقتة لتسيير الأعمال، إلى جانب المتطوعين، الذين قدموا أعمالا جليلة، وأكد عدد من أصحاب المقاهي أن الدخل اليومي جيد، مقدمين شكرهم لأمانة المنطقة الشرقية التي أتاحت لهم الفرصة.ولفت عدد من الزوّار إلى أن تلك المقاهي أعادت الذاكرة بهم لأيام الطفولة، وأوضح المواطن فيصل الخالدي، أن المهرجان جسد نسخة طبق الأصل من أشهر الحارات آنذاك، بما فيها المركاز والجلسات القديمة، والبيوت ذات الأبواب والنوافذ الخشبية، والفوانيس المعلقة على جدرانها، والأزقة الحافلة بالأسواق والدكاكين، التي تبيع للمارة أصنافا من الأكلات الشعبية والزخارف والمنسوجات وأعمال الخزف والملابس الشعبية.وعن سبب اختفاء «الدكاك» في الأحياء، قال الزائر سعد الدوسري: إنها بسبب دخول الطراز الحديث على الأحياء، فاختفت المعالم القديمة فيها، لافتا إلى أن بعض أصحاب البيوت يقومون بعمل «الدكاك» بداخلها والاستمتاع بالجلوس عليها.وأتاح المهرجان الفرصة لكبار السن لمناقشة الباحث والمؤرخ محمد الخان، من خلال أمسية «الدمام: قلعة وتاريخ»، التي أدراها مشرف لجنة التراث بجمعية الثقافة والفنون فرع الدمام خالد الخالدي.وناقش الخان مع كبار السن سبب تسمية «سوق الحب» بهذا الاسم، واختلف الحضور على التسمية، فمنهم من ذهب إلى أن سبب التسمية يعود إلى سوق «الحب» بفتح الحاء، أي سوق «الفصفص والمكسرات»، ومنهم من ذهب إلى أن سبب التسمية رجع إلى صناعة «الحب»، أي صناعة الفخار، وتطرق المؤرخ الخان إلى الأحياء والفرجان القديمة في الدمام، والعوائل القديمة التي تسكنها، إضافة إلى تاريخ الدمام بشكل شامل.فيما قال أحد ملاك المحال التجارية، أبو محمد، والذي يبيع الملابس النسائية: إنه تولى وشقيقه أمور المحل، بعد وفاة والدهما، مؤكدا أن المحل يمتد عمره إلى 40 عاما. وأضاف: «نحتاج إلى عمالة غير سعودية، ليعاونونا في إنزال ورفع البضائع، فمن الصعب على السعودي العمل لساعات طويلة نظرا لكثرة ارتباطاته، بعكس العامل الأجنبي، فهو يقدم للعمل متفرغا، وليس هذا قصورا بالعامل السعودي ولكن لقلة ارتباطات العامل الأجنبي هنا».وأشار صاحب أحد محلات الذهب القديمة، الواثق بالله المهنا، إلى وجود محاولات جادة للمحافظة على هوية المكان، بجانب عمليات الترميم، وأن هناك ترصيفا للطرقات وتغييرات إيجابية على الشكل الخارجي.
مشاركة :