محمد العيدروس: من أندر مرض في العالم إلى أكبر حدث في العالم

  • 12/20/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يرى المواطن الإماراتي محمد العيدروس أن «إكسبو 2020 دبي» كان فرصته لطرق باب العمل والاندماج بشكل فاعل في المجتمع، حيث أتاح له الانتقال من متطوع في «إكسبو»، الى موظف في مجال الاستدامة. يعمل العيدروس على الاستدامة، لاسيما المرتبطة بحياة أصحاب الهمم، اذ واجه الكثير من التحديات في حياته، كونه ينتمي الى هذه الفئة، ويعمل لتقديم كل ما يساعدهم في اختبار تجارب حياتية طبيعية. ويطمح العيدروس في حديث لـ«الإمارات اليوم»، الى استحداث وزارة خاصة لأصحاب الهمم، تعنى بشؤونهم، لاسيما إدماجهم في المجتمع وتقديم تجاربهم عالمياً. ويضيف العيدروس: «هناك مقولة أرددها دائماً: أنا من أندر مرض في العالم الى أكبر حدث في العالم (إكسبو 2020 دبي)»، فالمرض الذي يعانيه العيدروس، مرض جلدي نادر، يصيب الجلد بالجفاف حتى بعد أن أجرى نحو 20 عملية جراحية، موضحاً أن سر نجاحه رغم هذه المعاناة يكمن في «دعم العائلة، فهي محرك نجاح الفرد، وإذا كان الأساس قوياً فكل تفاصيل الحياة ستكون بالقوة نفسها». الدور الذي يلعبه العيدروس في «إكسبو 2020 دبي»، يكمن في كونه مساعداً لفريق العمل بجناح الاستدامة، ويسهم في رسم خطط واستراتيجيات تتعلق بالجناح نفسه، ويركز على كيفية رسم خريطة تسهل وصول أصحاب الهمم للجناح، اذ يهتم بأن يكون الجناح صديقاً لأصحاب الهمم، ويلفت الى أن البيئة عنصر مهم للبشرية وجناح الاستدامة، ويروي كيف يمارس الإنسان نشاطات سلبية في الحياة اليومية، ويقدم مقترحات لتغيير هذه السلوكيات بهدف تأمين حياة ومستقبل أفضل للبشرية. يركز العيدروس على مبدأ إدماج أصحاب الهمم، ويرى أن أبرز التحديات التي يواجهها هي في الأماكن العامة، اذ يلاحظ عدم ابتسام الناس له في الأسواق العامة، مشيداً ببيئة العمل في «إكسبو 2020 دبي» والتي تتميز بتقبل الموظفين لأصحاب الهمم، فهم «أصحاب قلوب كبيرة، ولا يصدرون أحكاماً على الناس، كما أنهم يقدمون المساعدة» لجعله يحقق طموحاته، ويؤكد أن «الابتسامة سر نجاح الإنسان»، وهذا ما لا يجده في الأماكن العامة، منوهاً بأنهم عملوا في «إكسبو 2020 دبي» على تنظيم أسبوع خاص بأصحاب الهمم، تولّى التوعية بكيفية الترحيب بالزوار من هذه الفئة، الى جانب تطوير برامج مساعدة لهم، شارك خلالها بتقديم قصة نجاحه. تخرج العيدروس في جامعة زايد في تخصص الموارد البشرية، وكان التحدي الأساسي بالنسبة اليه العمل في الاستدامة، فهو لم يتلقّ دراسته في هذا المجال، مشيراً الى أنه يقتدي بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي يقول فيها: «رأيتُ في التحديات فرصاً»، لافتاً الى أنه من المهم أن يتعلم الإنسان كيف يحوّل كل التحديات الى فرص يتعلم منها، ويتابع: «وجدت في (إكسبو) المنزل الآخر، وأعتبر هذا العمل فرصتي لرد الجميل للدولة التي قدمت لي الكثير، فقد عالجوني أكثر من مرة، ومن واجبي أن أردّ لهم الجميل». لم يستلم العيدروس أي وظيفة قبل «إكسبو»، فهو المكان الأول الذي احتضنه، لكنه حضر مجموعة من البرامج التدريبية، منوهاً بأن «إكسبو مختلف في بيئته وفي كل تفاصيله، وأن الموظفين وكل من في المعرض يقدمون للمرء الشعور بأنه شخص طبيعي». ويحمل العيدروس الكثير من الشغف والطموح والإصرار على إثبات نفسه في «إكسبو»، كما أنه يتمتع بالكثير من الإيجابية، مؤكداً أن «الإنسان يجب أن يبدأ بذاته، وتقبله لنفسه هو الذي يؤدي لتقبّل الكثيرين له»، موضحاً أن رحلته في هذه الوظيفة تعتبر استثنائية. العيدروس الذي يلقب بـ«سفير السعادة»، يتمتع بالكثير من الإيجابية، يقرأ الكتب والمقولات التحفيزية، يحضر من أبوظبي الى وظيفته في دبي كل يوم، وخلال الطريق يستمع الى الموسيقى والبرامج الإيجابية، ويقول إن رسالته لأصحاب الهمم الذين لم يدخلوا معترك الحياة، «لا تسمحوا للتحديات التحكم في حياتكم، فالعمر قصير والحياة واحدة، ولابد من الثقة بالنفس والقدرات، لأنه من خلالها تتحقق الأحلام»، مشيراً الى أهمية دعم الأسرة لهم، لأن بعض الأسر يعتبر أصحاب الهمم عبئاً عليها، في حين أن بعض أصحاب الهمم يحملون الكثير من المهارات، فالإعاقة ليست إعاقة الجسد وإنما إعاقة العقل. ويقترح العيدروس استحداث وزارة لأصحاب الهمم، وإشراكهم في مشاركات عديدة بالخارج تجعلهم يخبرون قصة نجاحهم للعالم. مراحل صعبة واجه محمد العيدروس مراحل صعبة في حياته، وكانت الأولى بعد تخرجه في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ولكن دعم الأسرة ساعده كثيراً، الى جانب ممارسة الرياضة مع أخيه، لاسيما كرة القدم، بينما هو اليوم يواظب على الجري. ويلفت الى أن الانتقال من مكان خاص بأصحاب الهمم الى المجتمع العادي ليس سهلاً على الإطلاق، فقد واجه الكثير من الصعوبات في الجامعة أيضاً الى أن تم تعيينه رئيس مجلس السعادة والايجابية والتسامح للشباب في جامعة زايد، وهذا فرض عليه الاختلاط مع الطلاب، ما أدى الى خروجه إلى المنطقة المريحة بالنسبة إليه. - «العاملون في (إكسبو دبي) أصحاب قلوب كبيرة، ولا يصدرون أحكاماً على الناس، كما أنهم يقدمون المساعدة».ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :