ارفع رأسك أنت هلالي!

  • 12/20/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ما إن أعلن حكم مواجهة الزعيم العالمي الهلال وفلامنغو البرازيلي صافرة نهاية المباراة حتى تنفس البعض الصعداء بعد أن ظل الصمت مخيما عليهم قرابة الشهر فحان وقت التنفيس على الرغم من أن الذي هزم الهلال هو فريق أجنبي وليس فريقهم أو من يتحالف معه ويتفق على الغيرة والحسد من شعبية وإنجازات الفريق البطل من بعض الجماهير المتعصبة والدخلاء على الإعلام الرياضي في مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الكوميديا أو مما يوصف بطرافة خط البلدة الذي يتزاحم فيه المشجعون الذين الرياضة وكرة القدم في وادٍ وهم في وادٍ آخر، إذ لا يمكن ويستحيل أن يخرج المشاهد بحرف وليس كلمة مفيدة، ولذا أصبح الوضع صياح وحراج شريطية. المنطق والعقل يقولان إن الزعيم العالمي وفخر الوطن الهلال قدم كرة جميلة وشرف الوطن، حتى ولو غضب واعترض المشجعون والإعلاميون الذين ينشغلون به إن فاز وإن تعادل وإن خسر، وإن على كل منتمٍ لهذا الفريق البطل والابن البار لوطنه أن يفتخر أنه هلالي وأن يدرك أن سقف الطموح كان أكبر لفريق كبير وصل لهذا المحفل العالمي من أرض الملعب وعبر مشوار لم يكن سهلا أبدا، وأن الخسارة جاءت والحلم بالوصول للنهائي تبدأ لأن هذه ببساطة كرة القدم وهذا عالمها الغريب، وأنها ليست بالضرورة تنصف الأفضل والأحق، وداخلها جزئيات وتفاصيل صغيرة جدا تقلب موازينها وهذا لا يعني أن فلامنغو البرازيلي لا يستحق الفوز، بل على العكس تماما هو لعب شوطا أفضل واستغل ثلاث فرص وسجل منها والهلال لعب شوطا ولم يستغل كل الفرص واكتفى بتسجيل هدف وحيد. ليس لي اطلاع عن كيفية وضع جدول المباراة الذي كان فيه إجحاف واضح خصوصا بحق الفرق العربية الثلاثة الهلال والسد والترجي وليس الهلال فقط، لكن بما أنه الوحيد الذي وصل للمربع العالمي فهو المتضرر الأكبر، فبطلا أوروبا وأميركا الجنوبية ليفربول وفلامنغو كانا في إجازة وما عليهما إلا الراحة والانتظار ليدفع الهلال ثمن الاستنزاف البدني، فهو لعب مباراة قوية أمام بطل أفريقيا الترجي التونسي وقبلها لتوه عاد من لعب مباراتين على نهائي كأس القارة، ولم يمنح لاعبيه الذين دافعوا عن أرض الوطن الراحة الكافية ليخسر خدمات أبرز نجومه سلمان الفرج الغائب نهائيا عن المونديال، وعبدالله عطيف المجهد والذي لا يستطيع لعب مباراة كاملة، وليلعب الهلال مواجهة الترجي القوية وينتصر مستوى ونتيجة ومن الذي يشاهده في المدرج ويحتسي الشاي والمرطبات ومرتاح ومحافظ على لياقته البدنية هم بالطبع لاعبو فلامنغو الذين استغلوا بقوة هبوط العامل اللياقي لنجوم الهلال في الشوط الثاني بعد أن كادوا يخسرون من الشوط الأول، ولذا جاءت فرحتهم وفرحة جماهيرهم غير طبيعية بالفوز على الزعيم العالمي الذي شرف قارة آسيا والعرب والخليج، وإن شاء الله للمجد بقية إن وفقه الله وتحصل على المركز الثالث الذي لم يتحصل عليه أي فريق سعودي من قبل. الهلال أحدث ظاهرة جديدة وهي أن تفرح جماهير فرق أخرى بخسارته بطريقة تفوق جماهير الفريق الذي خسر منه وبمعنى أنه إن فاز يسعد جماهيره وإن خسر يسعد بعض جماهير فرق أخرى انشغلت به أكثر من انشغالها بفريقها ولم تصل فرقها أو تحقق نفس إنجازات الهلال، بل إن هناك جماهير وإعلاميين فريقهم لم يحقق أي بطولة آسيوية وعاشوا الحرمان طويلا فيما الهلال تضم قائمة بطولاته سبعة ألقاب آسيوية رسمية وموثقة بالصوت والصورة بعيداً عن بطولات المناطق الوهمية والدورات التنشيطية، وعلى بعض الإداريين الجهلة التافهين في نظري من خلال تشمتهم بالهلال توجيه الشكر لهم لأنه أخرجهم وأعادهم من جديد للأضواء بعد أن افتقدوها جراء الطرد من الوسط الرياضي لأن الوسط لا يقبل إلا الشرفاء بحضورهم وأخلاقهم وروحهم الرياضية وعملهم بمبدأ التنافس الشريف. إن عاد الزعيم العالمي للوطن بالمركز الثالث فخيرا ونعمة، وإن عاد بالرابع فيكفي أنه رابع كبار العالم، الكل مشتاق لعودته هذا المربع وحتى وهو في مهمة وطنية طول الغيبة وجعل الدوري بلا طعم وكل المنافسات الكروية بلا طعم ولا متابعة جماهيرية ولا إعلامية، صحيح أنهم انشغلوا به خارجيا لكنه ترك فراغا داخليا كبيرا لا يملؤه غيره فهناك من يبحث عن فنون كرة القدم وإثارتها وصخبها عبر الهلال وليس عبر صياح وكذب ووريقات وخرق بالية!!

مشاركة :