«داعش» يسيطر على معظم مدينة تدمر وانسحاب كثيف للقوات النظامية

  • 5/21/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

سيطر تنظيم داعش مساء أمس بشكل شبه كامل على مدينة تدمر في وسط سوريا، بعد انسحاب كثيف لعناصر القوات النظامية من مختلف أنحاء المدينة، بحسب ما ذكر ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «انسحب عناصر قوات النظام بكثافة من كل المناطق». إلا أنه أشار إلى أن التنظيم لم يدخل سجن تدمر (شرق المدينة) ومقر المخابرات العسكرية في غربها الذين توجد فيهما أعداد كبيرة من الجنود. وعبرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) أمس الأربعاء عن «قلقها الشديد» إزاء دخول تنظيم داعش أجزاء من مدينة تدمر السورية ودعت إلى وقف «فوري» لإطلاق النار. وقالت إيرينا بوكوفا في بيان «أنا قلقة جدا إزاء الوضع في موقع تدمر. المعارك تعرّض أحد أهم المواقع في الشرق الأوسط والسكان المدنيين فيه للخطر». وأضافت: «أكرر ندائي لوقف فوري للأعمال الحربية في الموقع» المدرج ضمن التراث العالمي للإنسانية. وطلبت من «المجتمع الدولي أن يبذل كل ما بوسعه لحماية المدنيين وحماية تراث تدمر الثقافي الفريد». وقال عبد الرحمن، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأن «فرع المخابرات العسكرية» الذي يضم مئات العناصر من قوات النظام وتدور المعارك العنيفة على مقربة منه، له الدور الأبرز في معركة تدمر، وبالتالي فإن النظام لن يصمد، ومصير الآثار سيكون مجهولا، في حال تمكن التنظيم من السيطرة عليه. وأشار عبد الرحمن، إلى أنّ المئات من عشيرة الشعيطات التي سبق لها أن تعرضت لإعدامات جماعية على أيدي التنظيم، وهرب قسم كبير منها إلى ريف حمص، تشارك في القتال بشكل كبير إلى جانب النظام. وأوضح «أنّ مئات الشباب من العشيرة يشاركون في المعركة بعدما كانوا قد خضعوا لتدريبات في معسكرات خاصة في ريف تدمر، وقد سجّل لغاية الآن مقتل 15 منهم في ضربة واحدة قبل أيام قليلة في شمال المدينة». وفيما يحيط الخطر بآثار المدينة ومصيرها، قال مأمون عبد الكريم مدير عام المتاحف والآثار السورية، بأن مئات التماثيل نقلت من مدينة تدمر الأثرية إلى أماكن آمنة، بعيدا عن متشددي تنظيم داعش الذين تمكنوا من دخول المدينة، ولكن الخطر يحيط الآن بالمتحف والآثار الكبيرة التي لم يكن من الممكن نقلها، داعيا إلى إنقاذ المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة «اليونيسكو». وقال عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية بأن مقاتلي التنظيم تمكنوا من السيطرة على كامل الجزء الشمالي من مدينة تدمر، بعد ما لاذت القوات النظامية بالفرار من هذه المنطقة التي تمثل ثلث المدينة. وأقرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بدخول التنظيم إلى المدينة، إذ أوردت أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تتصدى للمجموعات الإرهابية التي تسللت إلى أطراف الحي الشمالي للمدينة وتوقع بين أفرادها قتلى ومصابين». وكان التنظيم قد استولى صباحا على مبنى أمن الدولة وعلى حاجز في المنطقة، بالقرب من أحد الأبنية الذي يضم القيود المدنية لسكان المدينة. وأكد الناشط محمد المتحدر من تدمر لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «عناصر النظام قد فروا بعد استيلاء التنظيم على مبنى أمن الدولة»، مشيرا إلى أنّ عناصر القوات النظامية لجأت إلى فرع المخابرات العسكرية الواقع في جنوب غربي المدينة بالقرب من المعالم الأثرية الشهيرة. ويأتي تقدم التنظيم إثر اشتباكات عنيفة استمرت منذ ليل الثلاثاء في محيط الأحياء الشمالية للمدينة، بحسب المرصد الذي أشار إلى ترافق الاشتباكات «مع قصف متبادل بقذائف الهاون والمدفعية». ونقلت «شبكة الدرر الشامية» عن مصادر ميدانية، أن عناصر داعش تمكنوا من السيطرة على مبنى فرع أمن الدولة ومديرية المنطقة ومدرسة أذينة ومبنى الفرن الآلي في مدينة تدمر، بعد مواجهات ضارية مع قوات النظام. وأشارت الشبكة إلى تقدم مقاتلي التنظيم باتجاه الحي الأوسط، حيث قام بعض العناصر بالتجول في الحي بالقرب من الساحة العامة في وسط المدينة، كما هربت كافة عناصر قوات النظام المتواجدة في حاجز خطاب بالحي الشرقي من أماكنهم باتجاه فرع الأمن العسكري. وقالت مصادر ميدانية، إن التنظيم بات على بعد مئات الأمتار فقط من المعالم الأثرية في المدينة التي أبدت جهات عدة مخاوف من تعرضها للتدمير في حال وصول التنظيم إليها. وقد طلبت تنسيقية الثورة في تدمر من المواطنين توخي الحذر في تنقلاتهم داخل المدينة؛ إذ يُطلق قناصة النظام النارَ على أي شيء يتحرك في الشوارع العامة، وضمن الشوارع الفرعية التي تطل عليها محارس فرع الأمن العسكري وسجن تدمر. وبحسب ناشطين، فإنه رغم التعزيزات والأرتال العسكرية المتوالية التي أرسلها نظام الأسد إلى محيط المدينة، فإن عناصر التنظيم اقتربوا من مبنى البلدية ومتحف المدينة، وسط حالة نزوح واسعة تشهدها المدينة. وكان التنظيم سيطر السبت على أجزاء واسعة من شمال المدينة، إلا أن القوات النظامية تمكنت من صده في أقل من 24 ساعة. وبدأ التنظيم في 13 مايو (أيار) هجوما في اتجاه تدمر التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي بالنسبة إليه، إذ تفتح له الطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية. كما أنها مهمة من الناحية الدعائية، كونها محط الأنظار عالميا بسبب آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي.

مشاركة :