الرئيس اللبناني يكلف الأكاديمي حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة

  • 12/20/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت (وكالات الأنباء): كلف الرئيس اللبناني ميشال عون امس الخميس الاكاديمي ووزير التعليم السابق حسان دياب بتشكيل الحكومة. واختير دياب الذي يحظى بتأييد جماعة «حزب الله» وحلفائها بعد مشاورات رسمية تلزم عون بتكليف المرشح الذي يحظى بتأييد أغلب نواب البرلمان المؤلف من 128 عضوا. وتعهد رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب امس الخميس بتشكيل حكومة تعمل سريعا على اخراج البلاد من الازمة الاقتصادية وطمأنة الناس الذين شاركوا في احتجاجات على مدى شهرين ضد النخبة السياسية. وقال رئيس الحكومة المكلف حسان دياب في أول تعليق بعد تسميته لتشكيل الحكومة المقبلة إنه «مستقل»، بعد تسميته بشكل رئيسي من نواب حزب الله وحلفائه، مؤكدا للمتظاهرين في الشوارع منذ شهرين أن «انتفاضتهم» تمثّله. وتوجّه دياب، وهو أستاذ جامعي ووزير سابق، في كلمة ألقاها بعد لقائه رئيسي الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري في القصر الرئاسي للبنانيين بالقول «إنني ومن موقعي كمستقل أتوجه إليكم بصدق وشفافية، أنتم الذين عبرتم عن وطنكم ووجعكم، لأؤكد أن انتفاضتكم أعادت تصويب الحياة السياسية» مضيفًا «أشعر أن انتفاضتكم تمثلني كما تمثل كل الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية في لبنان». وقال دياب من القصر الرئاسي «أيها اللبنانيون جهودنا جميعا يجب أن تتركز على وقف الانهيار واستعادة الثقة وعلى صون الوحدة الوطنية عبر تثبيت جسور التلاقي بين جميع فئات الشعب اللبناني». وتنتظر دياب، الذي لم يحظ بدعم أبرز ممثلي الطائفة السنية، مهمات صعبة في ظل انهيار اقتصادي. فهو يواجه شارعًا غاضبًا يطالب بحكومة اختصاصيين مستقلة عن الطبقة السياسية والمجتمع الدولي الذي يشترط تقديمه دعمًا ماليًا للبنان بتشكيل حكومة إصلاحية. وحصد دياب (60 عامًا)، وهو شخصية مستقلة غير حزبية وأستاذ محاضر في الجامعة الأمريكية في بيروت، في الاستشارات التي جرت حتى الآن على أصوات نواب حزب الله وكتل أخرى صغيرة متحالفة معه. في المقابل، حجب الحريري ونواب تيار المستقبل الذي يتزعمه، الكتلة السنية الأبرز في البرلمان، أصواتهم عن دياب، وكذلك فعل رئيسا الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وتمام سلام مبدين اعتراضهما على تسمية «سقطت بالمظلة». وتعكس هذه المواقف عدم دعم أبرز ممثلي الطائفة السنية لتسمية دياب، الذي تولى وزارة التربية بين العامين 2011 و2014 في حكومة برئاسة ميقاتي دعمها حزب الله بعد الإطاحة بحكومة الحريري في حينه. واكتفى الحريري الذي تصدر قائمة الوافدين إلى القصر الرئاسي صباحًا بالقول للصحافيين بعد لقائه عون «الله يوفق الجميع». وبعد لقائهم عون، قال رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد للصحافيين «نأمل في حال سمّته الأكثرية أن يوفق في مهامه»، مؤكدا التعاون «بشكل كامل معه». ودعا كافة القوى السياسية «لإبداء مثل هذا التعاون». واعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأمريكية عماد سلامة أن «تحفظ الحريري والمستقبل عن تسمية حسان دياب يسحب الغطاء (السني) عن حكومة حزب الله». وتوقع سلامة أن حكومة مماثلة «ستعمق الأزمة وتدخل لبنان في نفق اقتصادي وسياسي مظلم»، مبديًا خشيته في الوقت ذاته من أن تنقل لبنان إلى «صراع سياسي طائفي». وفي لبنان، البلد القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، لا يمكن لأي فريق سياسي من لون واحد التفرّد بالحكم، وفق ما أظهرته تجارب سياسية سابقة.

مشاركة :