شهدت مملكة البحرين منذ أن تولى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في البلاد في شهر مارس من عام 1999م، ومازالت تشهد تطورات متلاحقة في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية والتعليمية والاجتماعية، إلى غير ذلك من مجالات الحياة المختلفة. وأصبحت مملكة البحرين بفضل توجيهاته وحكمته مركز إشعاع حضاري وثقافي، ومنارة علم ومعرفة تطل شامخة على ضفاف الخليج العربي. لقد أصبحت البحرين اليوم دولة متقدمة من جميع النواحي، وتتمتع ببنية تحتية قوية، ما جعلها مثار إعجاب الزوار والسياح الذين يتوافدون على المملكة طوال العام من مختلف دول العالم، حيث يشاهدون الشوارع المعبدة والجسور المعلقة منتشرة في جميع أرجاء البلاد. كما أن انتشار البنايات والعمارات الحديثة، والفنادق الفخمة، والمجمعات التجارية التي بنيت على أحدث طراز، وكذلك انتشار المتنزهات والأماكن السياحية والترفيهية، والجزر الاصطناعية، جعلها لؤلؤة الخليج بلا منازع. عرف عن جلالته -حفظه الله ورعاه- اهتمامه الشديد بأبناء شعبه باعتبارهم ثروة الوطن التي لا تنضب، فتبنى منذ الأيام الأولى لحكمه مشروعه الإصلاحي الذي أسفر عن ميثاق العمل الوطني، والذي هو عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم، وتبعه دستور مملكة البحرين، الذي ضمن للمواطن حقوقه من جميع الجوانب، كما تميز بالفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، الأمر الذي أدى إلى تحول البحرين إلى مملكة دستورية بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وأصبحت البحرين دولة المؤسسات والقانون. أولى جلالته الاهتمام بالتعليم باعتباره أساس تطور المجتمعات وتقدمها، فانتشرت المدارس بمبانيها الحديثة في جميع مناطق البحرين مدنها وقراها، كما انتشرت المعاهد والكليات والجامعات على اختلاف أنواعها، موفرة الظروف المناسبة لالتحاق الطلبة بالتعليم الجامعي وفق رغباتهم وتخصصاتهم، وأصبح معظم أبناء البحرين اليوم يحملون مؤهلات جامعية من داخل البحرين ومن خارجها، إضافة إلى توجه الكثير منهم للدراسات العليا في مختلف التخصصات. وبانتشار المدارس والمعاهد والكليات في عهد جلالته، أخذت الأمية في البحرين تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهذا ما كانت تسعى إلى تحقيقه حكومتنا. وقد واكب ازدهار الحركة التعليمية في البلاد ازدهار الحركة الثقافية بمختلف مجالاتها، فنشطت المسارح والأندية الثقافية، وتأسست المراكز الثقافية التي من بين أهمها تأسيس مركز عيسى الثقافي الذي يضم فضاءات مختلفة تسند العمل الثقافي كالمكتبة الوطنية التي تعد أضخم مكتبة في البلاد، حيث تحتوي على أكثر من 120 ألف مجلد. وما كان لهذا الصرح الثقافي الضخم أن يبرز إلى الوجود وبأخذ مكانته الرفيعة في تقديم خدمات ثقافية فاعلة لولا الدعم الكبير الذي قدمه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، محققاً جلالته حلما كبيرا كان يراود النخب المثقفة وبقية شرائح المجتمع الأخرى منذ سنوات طويلة. ومن الجدير ذكره أن الرياضة في البحرين بمختلف أنواعها، كانت من ضمن اهتمام جلالته باعتبارها تمس قطاعا كبيرا من فئة الشباب. فقد حققت البلاد في مضمار الرياضة نجاحات باهرة، فحصدت الكثير من الدروع، والميداليات الذهبية والفضية. كما حققت بطولات في الكثير من المنافسات الرياضية المحلية والإقليمية والدولية على اختلاف أنواعها، الأمر الذي أدى إلى اعتبار العام المنصرم 2018م عام الذهب بامتياز. وإذا كان عام 2018م عام الذهب بامتياز لتفوق البحرين في الكثير من المنافسات الرياضية، فإن عام 2019م هو عام تحقيق حلم الوطن بامتياز. فقد أبت البحرين في عهد جلالة الملك المفدى أن ينتهي عام 2019م وهي تستعد للاحتفال بعيدنا الوطني المجيد من دون أن تصل إلى الريادة في مجال الرياضة ليكون العيد عيدين.. فكان لها ذلك من خلال فوز منتخبنا الوطني لكرة القدم بكأس الخليج الرابع والعشرين، وهو الحلم الذي تحقق بفضل رعاية جلالته واهتمامه في يوم الأحد الثامن من ديسمبر 2019م ليسجل التاريخ هذا الفوز بأحرف من نور. لم تتوقف شهرة البحرين عند إنجازها في مجالات التعليم والرياضة والثقافة، بل اكتسبت شهرة واسعة على المستوى العالمي باعتبارها من بين أهم دول العالم التي عرفت باهتمامها بمبدأ التعايش وقيم التسامح الذي بلغ ذروته بتأسيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي. هكذا أصبحت البحرين تعيش أزهى أيامها في عهد جلالة الملك المفدى.. فبالإضافة إلى تلك الإنجازات التي سبق ذكرها، أخذت البحرين في عامنا هذا 2019م وبفضل توجيه جلالته شخصيا تحيي ذكرى الإنجازات الكبيرة والمهمة التي تحققت على أرض الواقع في العديد من المجالات التنموية التي مر عليها مائة عام، وفي مقدمتها تأسيس التعليم النظامي، وتأسيس شرطة البحرين، وتأسيس أول بلدية في البلاد والتي تعد ثالث بلدية تؤسس في الوطن العربي، الأمر الذي يدعونا جميعاً نحن أبناء البحرين إلى الشعور بالفخر والاعتزاز بعراقة بلادنا في تشييد مؤسسات الدولة الحديثة. فالاحتفال بمئوية تلك المؤسسات هو عبارة عن توثيق لجهود حكامنا ورجالاتنا الذين بذلوا جهودا مضنية من أجل رفعة وسمعة بلدنا، كما هو أيضاً رد الجميل لما قدموه من عطاء بقي خالدا في ذاكرة الوطن. لقد أعاد صاحب الجلالة الملك المفدى لمملكة البحرين مجدها التليد وحضارتها الشامخة.. كما أعادها إلى مكانتها المرموقة التي تربعت عليها عبر التاريخ القديم والحديث، من خلال جعلها دولة عصرية متطورة تسهم في حوار الحضارات، وتشارك المجتمع الدولي في تقوية العلاقات بين الدول، وتعمل على محاربة التطرف والتشدد والغلو بغية أن تعيش المجتمعات في سلام دائم.
مشاركة :