تضامن أوروبي مع قبرص واليونان لمواجهة مشاريع تركيا

  • 12/20/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال التصريحات التركية الرسمية بشأن سواحل قبرص وعزم أنقرة حيازة حق الترخيص للشركات للقيام بمهام استكشافية وتنقيب في شرق المتوسط تثير جدلا واسعا طغى عليه التنديد بالممارسات التركية باعتبارها قد تزيد من توتر الأوضاع في المتوسط. وأكدت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجرت كرامب كارنباور التي تجري زيارة إلى قبرص التضامن الأوروبي مع اليونان وقبرص في النزاع القائم حول المطالبات الإقليمية لتركيا في شرقي البحر المتوسط. وقالت كرامب كارنباور، الخميس، وهي على متن الفرقاطة الألمانية “لودفيجسهافن أم راين” قبالة ساحل قبرص، إن الإطار المحدد سلفا من جانب المجلس الأوروبي بشأن العلاقات الخارجية يجب “أن يتم ملؤه بدقة”. وأضافت كرامب كارنباور “هذه المنطقة غنية بالطبع بالثروة المعدنية التي نحتاجها للإمداد بالطاقة، ومن هذه الناحية هناك كثيرون للغاية لديهم مصالح اقتصادية هائلة هنا”. واستدركت الوزيرة الألمانية قائلة “ولكننا أوضحنا تماما في إطار تضامن المجلس الأوروبي أيضا أننا متضامنون مع اليونان ومع قبرص”، مشددة على ضرورة حل النزاع بناء على أساس القانون الدولي وقانون البحار، وأكدت أيضا أن تركيا مطالبة بقبول هذا الرأي القانوني. وجاء حديث الوزيرة الألمانية بعد أن أطلقت تركيا سلسلة من التصريحات تفيد بأنها لن تسمح لدول أخرى بالقيام بمهام استكشافية أو تنقيب عن الغاز في مناطق تقول أنقرة إنها تابعة لها في شرق المتوسط. وجاءت التصريحات على لسان وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في مقابلة مع شبكة خبر التلفزيونية “لا أحد يمكنه القيام بهذه الأنواع من الأنشطة في جرفنا القاري من دون إذننا“. وردا على سؤال بشأن رد تركيا في حال جرت أعمال تنقيب قال “سنوقفهم طبعا“. حديث برلين جاء بعد إطلاق أنقرة سلسلة تصريحات تفيد بأنها ستمنع دولا من القيام بمهام استكشافية أو تنقيب عن الغاز ويتصاعد التوتر بشأن الحدود البحرية في المنطقة منذ اكتشاف كميات كبيرة من الغاز. وتفاقمت الخلافات أكثر بعد إبرام اتفاق بحري، الشهر الماضي، بين تركيا وليبيا أغضب دولا محاذية أخرى، تطالب بحقوق في مناطق واسعة من شرق المتوسط كاليونان وشركائها الإقليميين. وأطلقت الوزيرة الألمانية تصريحاتها التي تشير إلى إمكانية حدوث تحرك فعلي في وجه تركيا خلال الفترة القادمة خلال زيارة لها منذ الأربعاء لجنود الجيش الألماني الذين يتم الاستعانة بهم في بعثة اليونيفيل، وهي قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، التي تدعم الحكومة اللبنانية في تأمين الحدود البحرية وحظر تهريب الأسلحة عبر البحر. ويشارك جنود البحرية الألمانية منذ عدة أعوام في تدريب البحرية اللبنانية. وتواجه تركيا منذ فترة أزمات متعددة الأوجه مع حلفائها في مقدمتهم الولايات المتحدة، حيث يرى هؤلاء أن غطرسة النظام التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان وتحركاته الأحادية في سوريا وفي شرق المتوسط تقودان نحو تقويض المساعي والجهود الرامية إلى خفض التوتر في الشرق الأوسط. وتزداد المخاوف الأوروبية والدولية من تدخل فعلي لأنقرة في الصراع الليبي، حيث تتوعد تركيا بإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الليبية بهدف التصدي للجيش الوطني الذي يقترب من حسم معركة طرابلس. وكان الرئيس التركي قد أشار في وقت سابق إلى أن أنقرة مستعدة لتقديم المساعدة للحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في حال طلبها المساعدة لعرقلة تقدم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر نحو قلب طرابلس. وتضع هذه التدخلات، التي يصفها منتقدون بالعبثية من جانب أنقرة، تركيا أمام مآزق دبلوماسية مع العديد من القوى على غرار روسيا والولايات المتحدة، التي باتت تشعر بتزايد نفوذ تركيا ما يمثل تهديدا صريحا لنفوذها.

مشاركة :