كانت الآمال والتطلعات كبيرة بخصوص قدرة الترجي الرياضي على تدوين اسمه بأحرف من ذهب ضمن مونديال الأندية خاصة وأنه يشارك للمرة الثالثة في تاريخه والثانية على التوالي، بيد أنه لم يتمكن من تحسين ترتيبه وفشل مجددا في بلوغ المربع الذهبي. كان ظهوره في المباراة الأولى ضد الهلال السعودي باهتا نسبيا، ليخسر ضد فريق بدا أفضل منه على جميع المستويات، وكان واضحا التفاوت في أداء الفريقين لاسيما في ما يتعلق بإضافة اللاعبين الأجانب في تشكيلة الفريقين. غير أن الفريق التونسي سرعان ما استعاد بريقه في المباراة الترتيبية و”ضرب” بسداسية كاملة ضد السد القطري ليعود إلى تونس بفوز “شرفي” يعتبر الأعرض في تاريخ هذه المسابقة العالمية. قبيل التحول إلى قطر، استعد الترجي الرياضي كأفضل ما يكون لهذه المشاركة العالمية، كانت تطلعاته كبيرة من أجل تحقيق الفوز في المباراة الأولى ما يضمن له بكل تأكيد الوصول إلى مربع الأبطال والمراهنة بكل قوة من أجل الوصول إلى المباراة النهائية ليسير تبعا لذلك على خطى الرجاء البيضاوي والعين الإماراتي بما أنهما الفريقان العربيان الوحيدان اللذان بلغا النهائي. غير أن المباراة الأولى ضد الهلال السعودي أثبتت وجود فوارق كبيرة في مستوى الفريق، حيث ساهم اللاعبون الأجانب صلب تشكيلة الهلال في صنع الفارق خاصة في الفترة الثانية من المباراة، لتتجسد بذلك “عقدة” المباراة الأولى بالنسبة للفريق التونسي، الذي لم يقدر من جديد على التأهل وبالتالي تحسين ترتيبه. في هذا السياق أوضح اللاعب الدولي السابق للترجي الرياضي شكري الواعر أن الترجي واجه في المباراة الأولى فريقا قويا للغاية يعتبر الأفضل على مستوى الدوري السعودي وكذلك آسيويا. وبرر عدم تمكن الترجي من هزمه في كأس العالم للأندية بقوله “يجب الاعتراف بوجود فوارق كبيرة بين الفريقين، الهلال السعودي تطور مستواه بشكل كبير للغاية خلال السنوات الأخيرة، لقد حرص على التعاقد مع لاعبين أجانب يعتبرون نجوما في العالم، هؤلاء اللاعبون كان لهم دور حاسم في تحسين قدرات الفريق السعودي الذي كان الأفضل في مواجهته ضد الترجي”. وأوضح الواعر أن ما قدمه الترجي في المباراة الأولى ليس سيئا، بل كان قادرا على مباغتة منافسه لو أحسن التعامل مع الفرص التي أتيحت له على امتداد مجريات هذه المواجهة العربية. وضمن السياق ذاته اعترف قائد الترجي الرياضي خليل شمام بدوره بقوة الفريق السعودي، مؤكدا أن فريقه استعد كما يجب لتحقيق نتيجة أفضل في المونديال، غير أنه اصطدم بفريق نجح بفضل لاعبيه الأجانب في صنع الفارق. وما يحسب للترجي أنه لم يتأثر كثيرا بهزيمته في المباراة الأولى، بل حرص على أن يطور مستواه ويقدم مردودا أفضل في مباراته الترتيبية ضد السد القطري مستضيف الدورة، وهو ما تحقق بطريقة مقنعة ومميزة للغاية. ففي مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس، ضرب الترجي بقوة محققا أعرض فوز في تاريخ هذه المسابقة، وأبان أن لديه قدرات تسمح له بالتألق والبروز. في تلك المباراة استعاد لاعبو الترجي تركيزهم خاصة من الناحية الهجومية ليسجلوا ستة أهداف. هي سداسية أكدت أن الفريق التونسي لم يتأثر بخسارته في مباراة الافتتاح، بل كان رد فعله قويا للغاية في مباراة تسيدها بالطول والعرض وقدم خلالها عرضا مميزا للغاية. وتحدث اللاعب الدولي السابق للترجي حسان القابسي عن هذه المباراة قائلا إن فريق باب سويقة أراد تأكيد أن خسارته ضد الهلال السعودي لم تؤثر في تركيزه، وهو ما ضاعف من حماس لاعبيه فتمكنوا من تقديم عرض قوي من الناحية الهجومية. وأضاف القابسي في حديثه لـ”العرب”، “أعتبر المشاركة في المجمل إيجابية والترتيب الذي أنهى به الترجي حضوره في المونديال يبقى مشرفا، الأكثر من ذلك أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية التي يجب البناء عليها للمستقبل، خاصة وأن بعض اللاعبين أظهروا قدرات مشجعة”. شروط مهمة رغم أنه لم يوفق في تخطي عقبة منافسه الهلال السعودي وبالتالي فشل مجددا في الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم، إلا أن الاختبار في مثل هذه المسابقات برهن على أن الترجي ما زال قادرا على المراهنة بكل جدية محليا وقاريا. فرغم التغييرات العديدة التي حصلت في الفريق بخروج عدد من أبرز نجوم الفريق في المواسم الماضية على غرار النجم الجزائري يوسف البلايلي واللاعب الكاميروني فرانك كوم، إلا أن التوليفة الجديدة للترجي تظل قادرة على مواصلة الهيمنة محليا والتنافس بكل قوة من أجل التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا للسنة الثالثة على التوالي. ولعل الأداء الذي قدمه ضد السد يثبت هذه المعطيات وهو ما أكده مدرب الفريق معين الشبعاني بقوله “رغم وجود بعض الاستياء بسبب عدم نجاحنا في التأهل، إلا أن ما يحسب للفريق أنه أثبت قوته من الناحية الذهنية والفنية، لقد برهن الترجي أنه فريق يملك شخصية البطل، وهذا الأمر سيساعدنا بلا شك في المراهنة على الألقاب بكل قوة وثبات، شريطة التخلص من بعض النقائص ومواصلة تحسين قدراتنا الجماعية والفردية”. من جانبه شدد شكري الواعر على أن الترجي ما زال قادرا على التألق محليا وقاريا، لكن بالتوازي مع ذلك يبقى التألق في مثل هذه البطولات العالمية مرتبطا بشروط من أهمها تحسن مستوى الدوري التونسي وكذلك قدوم لاعبين أجانب لديهم مهارات تساعد الفريق على النجاح.
مشاركة :