"كائنات المخيال" معـرض خزف عربي في عمّان

  • 12/20/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يضم معرض “كائنات المخيال” الذي يحتضنه المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، قرابة سبعين عملا خزفيا لأكثر من أربعين فنانا وفنانة من مصر والعراق والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين وسوريا وتونس ودول عربية أخرى. والمعرض، الذي بدأ في العاصمة الأردنية قبل أن ينتقل لاحقا بين عدد من البلدان العربية، ويُعد الأول من نوعه فكرة ومضمونا، ويشترك فيه فنانون من أجيال وخلفيات مختلفة بعمل صحن من الخزف بحجم 53 سنتمترا، حيث تقتصر الأعمال على صحون الخزف بتصورات مختلفة تشترك في تناولها الراهن. المشروع يستلهم أعمال الطبق الخزفي للفنان العراقي سعد شاكر (1935-2005)؛ أحد أبرز فناني الخزف في التشكيل العراقي والعربي. ويتضمن المعرض الذي يقام بالتعاون مع مؤسسة كندة للفن العربي، أربعة أعمال خزفية لكل فنان، يتخذ كلّ منها شكلَ صحن دائري. وهي أعمال تجمع بين التصميم الفني والرسم والنحت البارز، نُفّذت بتقنيات مغايرة عن الرسم على سطح اللوحة المعتادة، وأظهرت في الوقت نفسه مهارة في التعامل مع القطع المدوّرة، إذ عمد بعض الفنانين إلى تقديم الصحون كأنما تم تكسيرها أو تهشيمها، أو كأنما تتراكب في طبقات فوق بعضها بعضا وتُظهر المعروضات تنوعا في طرق إنتاج القطع الخزفية وفي المواد التي استُخدمت للرسم على سطوحها، وكذلك استخدام تقنيات متعددة في صناعة الصحن والتعامل معه فنيا، بدءا من الدولاب الكهربائي لتهيئة الطين، إلى النحت على سطح الصحن، أو تكوين كتل طينية تنسجم مع موضوع العمل الفني مع استخدام الأكاسيد وألوان الزجاج بدرجات حرارة متفاوتة تسمح بالرسم على السطح. وجاء اختيار مفردة الصحن نظرا للبعد التاريخي لهذه القطعة الخزفية والتي تعَدّ من أقدم القطع في تاريخ البشرية وأكثرها ارتباطا بحياة الإنسان، فضلا عن أن صحون الخزف برزت في حقب معينة بوصفها أحد أهم التجسيدات للفنون البصرية. وفي هذا السياق قال مدير المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، خالد خريس، إن ثيمة الصحن جاءت لتعبّر عن موضوع إنساني يتمثل في المجاعات التي باتت تكتسح العالم، والفقر الذي طال العديد من المجتمعات الإنسانية، مشيرا إلى أن هناك صحونا تُعرض على طاولة مع “قائمة طعام” (منيو)، لكن الزائر يفاجأ بأن هذه الصحون لا تحتوي على طعام، بل تحتوي على شرح لأسباب الفقر والمجاعات. أما الفنان دلير سعد شاكر الذي نُفذت الأعمال في مشغله بالتعاون مع الفنان وليد رشيد، فقال إن خصوصية هذه التجربة تنبع من أن الفنانين الذين اشتغلوا عليها هم رسامون وليسوا خزفيين، موضحا أن المشروع سيستمر وسيحط رحاله في قاعات معهد العالم العربي في باريس مع إضافة أسماء فنية أخرى إليه. كما أوضح الفنان السعودي فهد النعيمة، وهو واحد من المشاركين في المعرض، أن مشروعه الفني يستلهم ثيماته من البيئة التي نشأ فيها (منطقة “الضرمة”)، لذا اتسمت أعماله ببعدها المرتبط بتراث المنطقة، كاستخدام مفردة الإبل وما يرتبط بها من سباقات ببعدها المرتبط بتراث المنطقة، كاستخدام مفردة الإبل وما يرتبط بها من سباقات الهجن ومهرجان “مزاين الإبل”، كما تظهر تشكيلات الإبل محفورةُ فوق سطح الصحون بخطوط متداخلة تعطي الرسم أبعادا معاصرة وحداثية. بدوره قال الفنان التشكيلي الأردني محمد العامري إن ثيمة المعرض تمثلت بإعادة إنتاج فكرة الصحن (الطبق) من الفكرة الاعتيادية بوصفه للطعام إلى فكرة فنية ببعدها الجمالي، وأن القائمين على المعرض منحوا الرسامين المشاركين حرية كاملة بإطلاق العنان لخيالهم في اشتغالاتهم على الصحون. أما الفنان العراقي وليد القيسي فلفت إلى أن الفكرة التي أطلقتها المؤسسة أول من تبناها الفنان العراقي المقيم في لندن ضياء العزاوي وتمثلت بدعوة فنانين تشكيليين عرب للمشاركة بتقديم اشتغالات فنية على خمسة صحون/ أطباق خزفية من خلال الرسم أو النحت أو أي تقنيات أخرى وتقديم دائري فني بأبعاد جمالية مختلفة، بهدف طرح موضوع جديد من خلال التعامل مع هذا الفضاء الجديد. وبدوره قال الفنان العراقي ضياء العزاوي “قيمة هذه التجربة والمعرض الذي يقام لأول مرة في الوطن العربي، تكمن في جمعه لأكبر عدد من الفنانين التشكيليين الرسامين ليتعرفوا على تجارب بعضهم البعض في عمّان لتمثل انطلاقة نحو أفق جديد من تاريخ الفن العربي بشكل عام”. ويشارك في المعرض الذي يستمر حتى السادس من فبراير 2020، كلّ من تيسير بركات، وجهاد العامري، وحازم الزعبي، ودينا حدادين، ومحمد العامري، ومهنا الدرة، ورياض نعمة، وسالم الدباغ، وسيروان باران، وضياء العزاوي، ونزار يحيى، وزمان جاسم، وعلا حجازي، ومحمد المرابطي، وعادل السيوي، ومحمد عبلة، وفاطمة لوتا وفنانين آخرين.

مشاركة :