قالت وزارة الدفاع الجزائرية، أمس، إن قوات الأمن قتلت ثلاثة متشددين شرق العاصمة في اليوم الثاني من عملية أمنية واسعة في المنطقة، مما رفع عدد القتلى بين المسلحين إلى 25 قتيلاً. وقالت الوزارة في وقت متأخر أول من أمس، إن الجيش قتل 22 مسلحًا في محافظة البويرة داخل منطقة، كانت معقلاً للمتشددين المتطرفين خلال الحرب الأهلية في التسعينات من القرن الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 200 ألف شخص. وينشط في الجزائر مسلحون متحالفون مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وتنظيم داعش بشكل أساسي في المناطق الجبلية الواقعة شمال البلاد، لكن هجماتهم قلت بعد انتهاء الحرب مع المتمردين المتطرفين عام 2000. ولم يعطِ الجيش أي تفاصيل عن العملية، ولم يكشف عن الانتماءات السياسية للمقاتلين. لكن مصادر أمنية قالت مساء أول من أمس، إن الحملة الأمنية استهدفت أعضاء في تنظيم جند الخلافة، وهي حركة منشقة عن «القاعدة» أعلنت ولاءها لتنظيم داعش. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أنه «مواصلة للعملية المشتركة لوحدات الجيش الوطني الشعبي المنفذة منذ أول من أمس بمنطقة فركيوة بولاية البويرة، تم القضاء صباح أمس (الأربعاء) على ثلاثة إرهابيين لترتفع حصيلة هذه العملية النوعية إلى خمسة وعشرين إرهابيًا قضي عليهم». وأضاف البيان، أن قوات الأمن عثرت في المجموع على «ثلاثة عشر مسدسًا رشاشًا من نوع كلاشنيكوف، وبندقية رشاشة من نوع (إم إم بي كا)، وتسع بنادق نصف آلية من نوع سيمونوف، وبندقية قناصة وأخرى مضخية، وقاذفة قنابل وبندقية صيد مقطوعة الماسورة، ومسدس آلي وكمية مهمة من الذخيرة وقنابل يدوية وأجهزة اتصال لا سلكية». ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع مساء أول من أمس، أن «وحدات من الجيش قتلت 22 إرهابيًا خلال عملية جرت بالقرب من فركيوة». وبحسب مصدر أمني، فإن «خبراء من المعهد الجنائي يقومون بالتعرف على جثث الإرهابيين. ومن خلال التعرف عليهم سيتم تحديد انتمائهم»، إما إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي يقودها عبد المالك دروكدال، المكنى أبو مصعب عبد الودود، أو إلى تنظيم جند الخلافة الذي أعلن ولاءه لتنظيم داعش. وكان الجيش الجزائري قد قتل زعيم جند الخلافة عبد المالك قوري ثلاثة أشهر بعد خطف تنظيمه وقتله للسائح الفرنسي إيرفي غورديل في جبل تيكجدة. وبحسب المصدر ذاته فإن الجيش قضى على أغلب عناصر جند الخلافة، الذي أصبح يقوده في عمليات سابقة بمنطقتي البويرة وبومرداس المتجاورتين. وأبرز هذه العمليات تلك التي وقعت في التاسع من أبريل (نيسان) الماضي، حيث أعلن الجيش عن قتل أربعة متشددين مسلحين، قالت الصحف إنهم ينتمون إلى جند الخلافة. ورغم تراجع العمليات المسلحة في الجزائر، فإن عناصر من تنظيم القاعدة، والتنظيم الجديد جند الخلافة، الذي أصبح يقوده بشير خرزة، المكنى أبو عبد الله عثمان العاصمي (من الجزائر العاصمة)، وهو منشق عن تنظيم القاعدة، ما زالوا يقومون بعمليات متفرقة من حين لآخر ضد قوات الأمن.
مشاركة :