اكتُشفت أقدم غابة في العالم يرجع تاريخها إلى 386 مليون عام (عصر الأسماك) بالقرب من ولاية نيويورك الأمريكية. وعُثر على جذور الأشجار المتحجرة، التي اعتُقد أن طولها يصل إلى 65 قدما (نحو 20 مترا)، في قاع المحجر بمنطقة "كاتسكيل" بالقرب من بلدة القاهرة الصغيرة. وتقع بلدة القاهرة على مفترق طرق كاتسكيل، وتربط "ألباني" القريبة بالعديد من البلدات الصغيرة الأخرى في مقاطعة غرين، وتبعد زهاء 100 ميل شمال مدينة نيويورك. وكان من الممكن أن تكون الغابة في ذروتها خلال فترة ديفون، في وقت كانت غالبية الحياة على الأرض في المحيطات، وفقا للباحثين. وتعد الغابة المكتشفة حديثا أقدم بنحو 3 ملايين سنة من "الغابة الأقدم" السابقة الموجودة في غلباو، أيضا في ولاية نيويورك، على بعد زهاء 25 ميلا. ويبلغ قطر بعض الجذور المتحجرة 6 بوصات، وتشكل أنماطا شعاعية أفقية بعرض 35 قدما، تنتشر من حيث نشأت جذوع الأشجار العمودية ذات يوم. وتبين أنه من الممكن أن تنتشر شبكة الأشجار الواسعة، إلى ولاية بنسلفانيا المجاورة وما وراءها. وقام فريق دولي بقيادة علماء في جامعة بينغامتون ومتحف ولاية نيويورك وجامعة كارديف، برسم خرائط لأكثر من 32000 قدم مربعة من الغابات. ويقول علماء من جامعة بينتغامتون، إن هذا الاكتشاف يمنحهم "نظرة أعمق بكثير على انتقال الأرض إلى كوكب غني بالغابات". وأوضح فريق البحث أن الأشجار في الغابة الشاسعة، كانت ستنمو بطول 65 قدما، ويبلغ قطر الجذع 5 أقدام (1.5 متر). وأشار علماء من جامعة كارديف إلى أن العديد من أحافير الأسماك المرئية على السطح، تشير إلى أن الغطاء النباتي الخصب قُضي عليه بفعل الفيضانات. وقال كريس بيري، من جامعة كارديف، من المفاجئ أن نجد نباتات اعتُقد في السابق أنها تضم موائل حصرية متبادلة تنمو في المكان نفسه. Roots didn’t always look as they do today, and researchers have long puzzled over how and when trees evolved their expansive underground plumbing. https://t.co/gAGMupTEvY— Smithsonian Magazine (@SmithsonianMag) December 19, 2019 وازدهرت الغابة خلال فترة ديفون، المعروفة باسم "عصر السمك" الذي يمتد من 419 إلى 359 مليون سنة - قبل فترة طويلة من مشي الديناصورات على الأرض. وتقع الغابة في محجر مهجور في سفوح جبال كاتسكيل، في منطقة وادي هدسون بولاية نيويورك. ووجد العلماء أنها موطن لنوعين مختلفين على الأقل من الأشجار. النوع الأول: كان نباتات شبيهة بالسرخس البدائية تسمى cladoxylopsids، التي تفتقر إلى الأوراق الخضراء المسطحة الكلاسيكية. أما النوع الثاني فكان Archaeopteris، الذي تميز بجذع خشبي يشبه الصنوبرية. وكُشف عن مثال واحد لنوع ثالث من الأشجار، والذي ظل مجهولا ولكن ربما يكون لايكوبود. ويلقي الاكتشاف الوارد في "علم الأحياء الحالي" ( Current Biology )، ضوء جديدا على تطور الأشجار والدور التحويلي الذي لعبته في تشكيل العالم الذي نعيش فيه اليوم. وقال الدكتور بيري: "من أجل فهم حقيقة كيف بدأت الأشجار في خفض ثاني أكسيد الكربون من الجو، نحتاج إلى فهم البيئة والموائل في الغابات المبكرة للغاية. وسمحت لنا النتائج بالابتعاد عن عموميات أهمية النباتات الكبيرة، إلى التفاصيل الخاصة بالنباتات، حيث كانت أنواع البيئة تقود عمليات التغيير العالمي". وقال المعد الرئيس البروفيسور ويليام شتاين، من جامعة بينغامتون في نيويورك، إن فترة دايفون تمثل الزمن الذي بدأت فيه الغابات في الظهور لأول مرة على الأرض. ويأمل الفريق الآن في مواصلة التحقيق في منطقة كاتسكيل، ومقارنة النتائج مع الغابات الأحفورية في جميع أنحاء العالم. المصدر: ديلي ميلتابعوا RT على
مشاركة :