هكذا قضى بايرن ميونيخ على فلسفته بيده!

  • 12/20/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بين عامي 2009 و2016 كان نجم بايرن ساطعا في سماء الكرة الأوروبية، ومحكما بقضبة الدوري الألماني. اليوم تغيرت الأمور، لكن ما هي الأسباب؟ وكيف قضى الفريق البافاري على فلسفته بنفسه؟ قوة البايرن كانت تكمن آنذاك في "عصر" المنافس، وكأنه داخل ماكينة. حين سئل مدير نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم من قبل صحفيي مجلة "شبورت بيلد" الألمانية عن فلسفة ناديه، وذلك في إطار البحث عن مدرب جديد عقب إقالة نيكو كوفاتش، ردّ كارل هاينز رومينيغه قائلا: "نحن نبحث عن مدرب يرفع من طريقتنا في الاستحواذ على الكرة، وذلك إلى ذات المستوى الذي كنا عليه تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، ويوب هاينكس وبيب غوارديولا. إنها فلسفة بايرن ميونيخ". من يستمع إلى كلام رومينيغه يعتقد أن المدربين الثلاثة عملوا على خط واحد، وأنهم تعاقبوا على الفريق لإتمام ما أنجزه الآخر، لكن في واقع الأمر كل مدرب كان يغني على كرته منفردا. غوارديولا يضع الأساس مؤسس فلسفة الاستحواذ على الكرة في بايرن وبدون منازع هو بيب غوارديولا. معه عرف البايرن تطورا لسياسة اللعب التموضعي، الذي أدخله قبله المدرب الهولندي لويس فان خال. نجح غوارديولا في إنشاء منظومة متطورة داخل النادي الألماني، لكنها بقيت تجربة غير مكتملة برحيله في عام 2016 إلى مانشستر سيتي الإنجليزي. مع المدرب الإسباني بيب غوارديولا عرف البايرن تطورا لسياسة اللعب التموضعي، أنشيلوتي يستلم بعد رحيل غوارديولا سارعت إدارة النادي إلى التعاقد مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي. والمهمة التي أوكلت إليه هو تليين منظومة بيب المحكمة نحو خلق مساحات أفقيا. هذه المحاولة نجحت في البداية لكنها أثبت عن فشلها بعد ذلك، لأن أنشيلوتي فشل في تطوير خطته، وكان عليه الذهاب. وهذا يعني أن مبادئ فلسفة اللعب التموضعي التي تم العمل بها من قبل فان خال، إلى يوب هاينكس ثم بيب غوارديولا، تبخرت مع الهواء. وكان هذا هو الأساس الذي منح بايرن تميزا وقوة، حتى باتت الأندية الكبرى تخشاه، والدليل إقرار مدرب أتلتيكو مدريد سيميوني في موسم 2015/16 بـأنه في دوري الأبطال واجه "واحدا من أقوى المنافسين على الإطلاق". قوة البايرن كانت تكمن آنذاك في "عصر" المنافس، وكأنه داخل ماكينة. وأورد موقع "فوكوس" الألماني في تقرير نشر الجمعة (20 ديسمبر/ كانون الأول) متحدثا عن هذه الفترة بأن الضغط، والتموضع والتمريرات جميعها كانت مدروسة بدقة...وعند كل حالة، كان اللاعبون يجدون مخرجا أو اثنين. ويضيف التقرير كان واضحا أن لاعبي البافاري كانوا يدركون تطورات اللعب قبل حدوثها، ما ساعدهم على السرعة في ردة الفعل، بشكل أدهش المنافسين". بتسلم أنشيلوتي دخلت الماكنة البافارية مرحلة "التعطل"، وبدا ذلك وضحا، حين استلم صديق رومينغه يوب هاينكس بعد ذهاب المدرب الإيطالي، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكن هاينكس فشل في إعادة المنظومة الى سابق عهدها. توقف الماكينة البافارية الأمور سوف تتدهور بشكل ملحوظ بالتعاقد مع المدرب نيكو كوفاتش، وهو القرار الذي لم ينجم عن دراسة لمستلزمات وضع الفريق، بقدر ما كان حلا توافقيا في ظل صراع السلطة الدائر خلف أروقة "أليانس أرينا". وكانت النتيجة فشل ذريع للتجربة. وهذا لم يفاجئ أحدا، بحكم أن مدربا بفلسفة اللعب الدفاعي، لا يمكنه إعادة تشغيل ماكينة بأزرار غريبة عنه. آثار ذلك لم تظهر على مستوى دوري الأبطال فحسب، بل حتى على مستوى البوندسليغا، مملكة الأسد التي عادة ما يتجول فيها بمنفرده. هناك ظهر مدربون جدد بأفكار متطورة وعصرية، مقابل جمود بافاري ملفت، والنتيجة أن حتى فريقا مثل فرايبورغ بات يشكل تحديا لعملاق الأمس.تجربة هانزي فليك في تصريح لبطل العالم في مونديال 2014، قال المدافع جيروم بواتينغ أن هانزي فليك في طريقه ليصبح يوب هانكيس الجديد، في شهادة تكشف عن الكثير وتوحي بأن إدارة النادي بدأت تعي أخطاءها في الأعوام الأخيرة. وتصريح رومنيغه لـ"شبورت بيلد" المذكور أعلاه، تأكيد إضافي على ذلك. منذ تولي فليك قيادة السفينة البافارية، عاد الفريق إلى طريقة لعبه قبل موسم 2016. رفع مستوى الضغط، وعاد إلى فلسفة السيطرة على الكرة. لكن ما بقي غائبا ذلك الشباك الذي يحكم به القبضة، يقول تقرير "فوكوس" في إشارة إلى غياب التركيبة الأساسية. وهذا الغياب يوقع بايرن فريسة للهجمات المرتدة التي تفقده توازنه وبسرعة. وهو ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية في منافسات الدوري، أمام فرايبورغ رغم فوزه بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم، أو قبل ذلك أمام باير ليفركوزن حين انهزم في منافسات المرحلة 15 بهدفين لهدف. وفاق بنكيران

مشاركة :