لم تمنعها الحربان العالميتان من إقامة احتفالات عيد الميلاد المجيد.. فبالرغم من إراقة الدماء خلال الحربين استمرت كاتدرائية "نوتردام" التاريخية بباريس في إقامة احتفالات الكريسماس. لكن حريقا اندلع قبل أشهر بمبنى الكاتدرائية يمنعها من إقامة قداس الميلاد هذا العام، للمرة الأولى منذ قرنين تقريبا.تبقى الكاتدرائية مظلمة هذا العام التي لم ينطفئ ضوؤها منذ نحو 850 عاما، بينما يحاول المسؤولون في فرنسا في الحفاظ على روح نوتردام المحترقة، حيث أنفقت السلطات الفرنسية أكثر من 50 مليون يورو على عملية الترميم.نقلت السلطات الفرنسية المتبقي من آثار الكاتدرائية مثل تمثالها الشهير للترميم في مكان آمن، إذ أن الحريق الذي اندلع في الكاتدرائية منتصف ابريل الماضي تسبب في تدمير أجزاء واسعة منها وتحديدا سطحها وبرجيها. تنقل "دايلي ميل" عن مدير الكاتدرائية باتريك شوفيت قوله "هذه هي المرة الأولى منذ الثورة الفرنسية التي لن نقيم فيها قداس منتصف الليل".وأشار إلى أن قداس الميلاد أقيم خلال الحرب العالمية الأولى رغم المذابح، وخلال العرب العالمية الثانية "لم تكن هناك مشكلة" على حد قوله.وأوضح أن الكاتدرائية أغلقت مرة واحدة فقط أمام احتفالات الكريسماس عقب عام 1789 ، عندما حول الثوار الفرنسيون المناهضون للكاثوليك تدمير النصب التذكارية لــ "معبد العقل" يضيف شوفيت "لدينا الفرصة للاحتفال بالقداس خارج الجدران ، إذا جاز التعبير ... ولكن مع بعض المؤشرات التي تشير إلى أن نوتردام مرتبطة بنا"، وهي تعد واحدة من أشهر المعالم السياحية حول العالم وفي أوروبا بوجه خاص.فمن المقرر أن تقام أعياد الميلاد في كنيسة أخرى في باريس تدعى "سان جيرمان لأوكسيروي" وهي على بعد ميل واحد تقريبا من نوتردام، وسيعد احتفالا تاريخيا في وجود ما تبقى من آثار نوتردام مثل تمثال "العذراء" الذي يرى الفرنسيون أنه نجا بمعجزة من الحريق.ويرجع اختيار كنيسة "سان جيرمان" لتكون بمثابة مقر مؤقت للكاتدرائية بسبب قربها من موقع نوتردام مما يسهل حركة رجال الدين الذين يعيشون بالقرب من الكاتدرائية إضافة إلى تاريخها المرموق.كان التقييم الأولي للحريق أرجع السبب إلى "ماس كهربائي" لكن السلطات لم تكشف نهائيا عن سبب الحريق.
مشاركة :