قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من الأذكار الجامعة لمعاني التوحيد وتكثر على ألسنة الذاكرين قولهم: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، موضحًا أنها تعني أنه لا توجد قوة مؤثرة في هذا الكون، ومحركة لكل محرك، ومسكنة لكل ساكن إلا قوة الإله الحق سبحانه وتعالى.اقرأ أيضًا: حسبنا الله ونعم الوكيل ..علي جمعة يوضح معناها ومتى تقال وماذا يحدث بسببهاوأوضح الشيخ علي جمعة في بيان له، أن المسلم كأنه يعلن فيها قول لا إله إلا الله، ويعترف لربه أنه لا يحول بينه وبين كل ضار، ولا يمنع بينه وبين كل سوء إلا الله، ولا يقويه على كل خير، وعلى كل نفع إلا الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى انه الله سبحانه وتعالى برحمته يحول ويمنع بين الشرور والكوارث ، وبرحمته سبحانه يقويه على كل نفع وكل خير ينفع به نفسه وأرضه والناس أجمعين.وأضاف أن هذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزًا من كنوز الجنة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ لعبد الله بن قيس: « يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِىَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » [أخرجه البخاري].وتابع أن ابن عطاء الله السكندري بنى «الْحِكَم العطائية» وهى 213 حكمة كلها تدور حول شرح جانب من جوانب معنى أنه (لا حول ولا قوة إلا بالله)، مؤكدًا أن العبد إذا عرف أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، رد الأمر لله، ولم يغضب إلا لله، ولم يفعل إلا لله، ولم يرضَ إلا لله.واختتم عضو هيئة كبار العلماء بيانه أنه ليس معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أننا نعتزل الحياة الدنيا، وأن نترك الأسباب التي أمرنا اللهُ سبحانه وتعالى أن نقوم فيها، ولكن معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أن ترى اللهَ في كل شيء؛ خلقًا، وفعلًا، ومواقف.
مشاركة :