اندلعت مواجهات، الجمعة، بين الجيش اللبناني وأنصار رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، في منطقة كورنيش المزرعة بالعاصمة بيروت، وذلك بعد أن حاول الجيش فتح الطريق بالقوة. وذكر مراسلنا أن الجيش اللبناني يحاول فتح طريق كورنيش المزرعة بالقوة، بعد إغلاقه من مناصرين لـتيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري، مما أدى إلى اندلاع مواجهات. وأضاف أن قوات مكافحة الشغب، أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في المنطقة. وكان سعد الحريري قد وجه، الجمعة، نداء إلى أنصاره الذين قطعوا عددا من الشوارع في البلاد، احتجاجا على تسمية حسان دياب رئيسا جديدا للحكومة. وكتب الحريري على حسابه الرسمي بموقع “تويتر” باللهجة اللبنانية: “يلي فعلا بحبني يطلع من الطرقات فورا”. وجاءت تغريدة الحريري بعدما استقبل في وقت سابق بمقر إقامته في بيروت، دياب، الذي وصف اللقاء بالإيجابي، لكن الحريري لم يعلن عن دعمه لرئيس الوزراء المكلف. وكانت مراسلتنا في بيروت قد أفادت في وقت سابق، بأن منطقة كورنيش توترا بين الجيش اللبناني وأنصار تيار المستقبل، الذين قطعوا الطريق هناك بالأتربة. وردد المحتجون شعارات مؤيدة للحريري، رافضين تسمية دياب، الذي يقولون إنه لا يحظى بموافقة غالبية ممثلي الطائفة السنية في البلاد. ونال دياب، الخميس، موافقة 69 نائبا في البرلمان اللبناني، لتأليفه حكومة جديدة، يفترض أن تنهض بلبنان من أزمة قد تكون الأسوأ في تاريخه، لكن تيار المستقبل لم يدعم ترشيحه. استعداد للأسوأ؟ ويسعى لبنان، الذي تعصف به أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990، لتشكيل حكومة جديدة منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 أكتوبر إثر احتجاجات عارمة ضد النخبة الحاكمة. وتعثرت جهود الاتفاق على رئيس جديد للوزراء وتشكيل حكومة بسبب الانقسامات التي تعكس التوتر القائم منذ فترة طويلة بين الحريري وبين حزب الله المسلح المدرج على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية والواقع تحت عقوبات من واشنطن. ونقلت محطة (إم.تي.في) اللبنانية عن الحريري قوله في مقابلة”على المرء أن يحضر نفسه للأسوأ ولكن لا بد للتفاؤل أن يكون موجودا فينا جميعا”. ووصل وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ديفيد هيل إلى لبنان اليوم الجمعة لتأكيد دعم واشنطن لاستقرار البلاد، وحث القادة السياسيين على تطبيق إصلاحات اقتصادية سريعة. وقال هيل بعد اجتماع مع الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا “جئت إلى هنا لحث القادة السياسيين اللبنانيين على الالتزام بتطبيق إصلاحات مستدامة ومؤثرة يمكنها أن تؤدي إلى لبنان آمن ومستقر وينعم بالرخاء”. ومنذ بدء الاحتجاجات وقعت عدة هجمات من أنصار حزب الله وحركة أمل على المتظاهرين المناهضين للحكومة في بيروت وتدخلت قوات الأمن لمنع الهجمات من التطور وسط مخاوف من نشوب اشتباكات أوسع نطاقا في أنحاء البلاد.
مشاركة :