الفجيرة: نزار جعفر استعاد الفجيرة ذاكرة الانتصارات وأنعش طموحاته في البقاء بالفوز الغالي الذي انتزعه من ضيفه بني ياس بهدف وحيد حمل توقيع المدافع عبدالله النوبي، بعد مباراة درامية مثيرة حبست الأنفاس طيلة ال90 دقيقة، وحفلت بالعديد من الأحداث أبرزها إلغاء هدفين لصالح «السماوي» عبر تقنية «الفار». بهذا الفوز الذي يعد الثالث للفريق الفجراوي في الدوري يصطاد «الذئاب» سرباً من العصافير بحجر واحد، أهمها استعادة التفوق وسكة الانتصارات بعد ست هزائم في آخر ست جولات، فضلاً عن حصد ثلاث نقاط ثمينة والهروب خطوة من جحيم المؤخرة والقاع الذي سيظل مشتعلاً حتى الرمق الأخير من عمر المسابقة. في المقابل، فإن بني ياس تباين أداؤه على مدار شوطي اللقاء، فقد غابت عنه الفاعلية الهجومية والخطورة طوال ال45 دقيقة الأولى في ظل جملة من الأخطاء والهفوات الدفاعية التي كلفت الفريق هدفاً مبكراً في الدقائق الأولى من عمر المباراة، قبل أن يسترد «السماوي» حضوره في الحصة الثانية عبر السيطرة والاستحواذ على الكرة. ورغم اكتفاء الفجيرة بالتنظيم الدفاعي والانكماش في المنطقة الخلفية رغبة في المحافظة على الهدف الوحيد، إلا أن السماوي كان عاجزاً في الوصول إلى الشباك الفجراوية في ظل حالة من الاسترخاء والثقة الزائدة التي تعامل بها لاعبوه مع المباراة، فضلاً عن استسلام مهاجميه للرقابة الدفاعية الصارمة التي انتهجها أصحاب الأرض فكانت المحصلة فوزاً مستحقاً لفرقة الذئاب رفع رصيده إلى 9 نقاط في المركز الثاني عشر متقدماً على منافسيه حتا وخورفكان، فيما احتفظ بني ياس بنقاطه ال11 السابقة. وأكد الجزائري مجيد بوقرة مدرب الفجيرة الذي ارتسمت علامات الرضا على وجهه، سعادته بالفوز الذي طال انتظاره على حد وصفه وكسب ثلاث نقاط ثمينة ستمنح الفريق المزيد من الدعم والمعنويات وتعد بمثابة منعطف مهم ونقلة نوعية ستكون لها ردات فعل إيجابية في المباريات القادمة. ولفت إلى أن المباراة لم تكن سهلة نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها الفريق وابتعاده عن سكة الفوز لأكثر من 6 جولات فضلاً عن ضغط المباريات وضيق الوقت حيث لم يتسن له خوض أكثر من تدريبين بعد مباراة الجزيرة في الجولة الماضية ورغم ذلك كان اللاعبون على مستوى التحدي وردة الفعل المنتظرة، معرباً عن شكره لإدارة النادي برئاسة الشيخ مكتوم الشرقي على الثقة الغالية رغم النتائج غير المرضية للفريق قبل الفوز الأخير. ولم يخف المدرب بوقرة تفاؤله بتصاعد الخط البياني للأداء وكسب المزيد من النقاط خاصة مع عودة الثقة والهدوء وانخفاض معدلات الضغط والتوتر على اللاعبين، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة طي صفحة المباراة ولا مجال للاحتفال لأن الفريق تنتظره استحقاقات مهمة على صعيد كأس رئيس الدولة ثم الدوري تستدعي تصويب الأخطاء وزيادة الفاعلية الهجومية. في الجانب الآخر انتقد الألماني وينفريد شايفر مدرب بني ياس الأداء التحكيمي وتقنية «الفار» بعد خسارة فريقه، منوهاً بأنه لا يريد الخوض في الأخطاء التحكيمية الكثيرة التي عانى منها فريقه هذا الموسم وسيترك الأمر لإدارة النادي لاتخاذ ما تراه مناسباً، لافتاً إلى أنه لا يعلم مدى صحة إلغاء هدفي بني ياس على مدار الشوطين من قبل حكام الفيديو بعد احتسابهما من قبل حكم اللقاء ومساعديه، في الوقت الذي رفض فيه «الفار» التدخل لاحتساب ركلة جزاء صحيحة بشهادة كل من في الملعب لصالح فريقه في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء مما يضع أكثر من علامة استفهام. وعاب المدرب الألماني على لاعبيه خوضهم للحصة الأولى بتراخ غير مقبول عكس ما قدموه في الشوط الثاني الذي «تمكنا خلاله من فرض أسلوبنا وخلق عدة فرص كان من الممكن أن تقلب موازين المباراة لولا التسرع وسوء الحظ في بعض الأحيان».