«حراك» لبنان يرفض دياب.. ومشاورات «التأليف» تبدأ اليوم

  • 12/21/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، أمس، أنه يسعى إلى تشكيل حكومة من اختصاصيين ومستقلين، يطالب بها المتظاهرون في الشوارع منذ شهرين، متوقعاً أن تحظى بدعم أميركي وأوروبي كامل، غير أن متظاهرين قطعوا الطرقات، أمس، في بعض المناطق شمال لبنان وشرقه وجنوب بيروت احتجاجاً على تكليف دياب، وهو ما ينذر بصعوبة مهمته. وأجرى أمس دياب، الذي يعتزم إطلاق حركة المشاورات مع الكتل النيابية اليوم، لقاءات مع رؤساء الحكومات السابقين، وفق ما يقتضي البروتوكول، وشملت سعد الحريري ورئيس الحكومة الأسبق سليم الحص. وقطع المحتجون الطرق الفرعية والرئيسة في مدينة طرابلس شمال لبنان، التي شهدت ليلاً مسيرات وقطع طرق واحتجاجات على تكليف حسان لتأليف الحكومة، وأقفلت معظم المؤسسات التربوية أبوابها أمام الطلاب. وتمكنت عناصر الجيش من فتح الطريق البحرية أمام حركة المرور وكذلك بعض الطرق الداخلية في طرابلس. وإثر تكليفه تشكيل الحكومة، تجمّع عدد من مناصري الحريري أمام منزل دياب في بيروت، مرددين هتافات مناوئة له. ورغم دعوة الحريري مناصريه إلى «رفض أي دعوة للنزول إلى الشارع أو قطع الطرقات»، تجددت التحركات أمس، مع قطع محتجين طرقات رئيسة في طرابلس وعكار وفي أحياء عدة في بيروت تعتبر معاقل تيار المستقبل. وكلّف رئيس الجمهورية ميشال عون دياب، البالغ من العمر 60 عاماً، تشكيل حكومة جديدة، إثر إنهاء استشارات نال فيها تأييد نواب «حزب الله» وحلفائهم، بينما حجب أبرز ممثلي الطائفة السنية التي ينتمي إليها، أصواتهم عنه، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ونواب تيار المستقبل الذي يتزعمه. وقال دياب، في مقابلة مع قناة دوتشيه فيليه عربية أمس: «إن الهدف أن تكون هناك حكومة اختصاصيين وفي الوقت ذاته مستقلين لكي يعالجوا الأمور الحياتية والمعيشية»، أملاً أن يتمكن من تشكيلها «خلال شهر أو خلال ستة أسابيع كحد أقصى». وأوضح أن الجميع راغب في التعاون لكي يكون للبنان حكومة مميزة لا تشبه الحكومة السابقة، «من حيث نسبة الاختصاصيين الموجودين في الحكومة أو على صعيد نسبة النساء». وغالباً ما يستغرق تأليف الحكومة في لبنان، البلد الذي يقوم نظامه على المحاصصة، أشهراً عدة جراء الخلاف بين القوى الرئيسة على توزيع الحقائب والحصص. ولن تكون مهمة دياب في تشكيل الحكومة سهلة على وقع تدهور اقتصادي متسارع. فهو يواجه من جهة حراكاً شعبياً غير مسبوق يطالب بحكومة اختصاصيين غير مرتبطة بالطبقة السياسية، ومن جهة ثانية المجتمع الدولي الذي يربط تقديمه دعماً مالياً لبنان بتشكيل حكومة إصلاحية. وقال دياب: «إنه يتوقّع الدعم الكامل من الأوروبيين والولايات المتحدة»، مضيفاً: «أعتقد أن الأميركيين عند تأليف حكومة بهذا الشكل سيدعمونها لأن هدفها إنقاذ الوضع في لبنان، لاسيما فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي أو الاجتماعي». لكن محللين يؤكدون أن تكليفه من شأنه تعقيد الجهود الرامية لتأمين مساعدات مالية غربية. ويسعى لبنان، الذي تعصف به أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت من عام 1975 إلى 1990، لتشكيل حكومة جديدة منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 أكتوبر، إثر احتجاجات عارمة ضد النخبة الحاكمة. ورفض دياب تسمية حكومته بأنها «حكومة حزب الله». وقال: «إنه أمر سخيف، فهذه الحكومة ستكون وجه لبنان، ولن تكون حكومة فئة سياسية معينة». ولم يحظ دياب، بدعم أبرز ممثلي الطائفة السنية، بينما نال تأييداً مطلقاً من نواب «حزب الله» وحليفته حركة «أمل». إصابة 4 من قوات الجيش في بيروت أصيب 4 عسكريين بجروح في منطقة كورنيش المزرعة في بيروت جراء مواجهات مع محتجين معترضين على تكليف الرئيس حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة. وألقى عدد من المحتجين الحجارة على العسكريين، حين استقدم المحتجون في منطقة كورنيش المزرعة شاحنة تحمل الأتربة لإفراغها وقطع الطريق، ومنعتهم قوى الجيش. ووصلت إلى مكان المواجهات تعزيزات عسكرية إضافية. وذكرت قنوات تلفزيونية محلية أن المحتجين من أنصار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وهم يطالبون بعودته لرئاسة الحكومة الجديدة. ولاحقاً تمكن الجيش من فتح الطريق في منطقة كورنيش المزرعة بعد تراجع المحتجين. عون يطالب واشنطن بتفعيل جهود ترسيم الحدود البحرية طالب الرئيس اللبناني ميشال عون الولايات المتحدة بتجديد مساعيها لإقناع إسرائيل بالالتزام بترسيم الحدود البحرية، بهدف تثبيت الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان. وأكد عون، خلال لقائه وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل في القصر الجمهوري في بعبدا، أمس، تمسك لبنان بالمحافظة على استقرار الحدود الجنوبية، والالتزام بالقرار 1701. وأضاف عون: «إن دخول سفينة يونانية المياه الإقليمية في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان، شكل انتهاكا للسيادة اللبنانية»، مشيراً إلى أن لبنان طلب من الأمم المتحدة التحقيق. إلى ذلك، حث ديفيد هيل، أمس، القادة السياسيين في لبنان على تطبيق إصلاحات اقتصادية ضرورية لإخراج البلد من أزمته الاقتصادية العميقة. وقال هيل، بعد اجتماع مع الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا: «جئت إلى هنا لحث القادة السياسيين اللبنانيين على الالتزام بتطبيق إصلاحات مستدامة ومؤثرة يمكنها أن تؤدي إلى لبنان مستقر وآمن وينعم بالرخاء». وأضاف: «حان الوقت لترك المصالح الحزبية جانباً والعمل من أجل المصلحة الوطنية ودفع عجلة الإصلاحات وتشكيل حكومة تلتزم بإجراء تلك الإصلاحات». ويدعو اليابان إلى الانضمام لـ«الدول الداعمة» أكّد الرئيس اللبناني ميشال عون، أثناء لقائه وزير الدولة للشؤون الخارجية اليابانية كيسوكي سوزوكي، أمس، على ترحيب بلاده بالمساعدات التي تقدمها الدول الصديقة وفي مقدمتها اليابان، ولاسيما في مجالات مشاريع الاستثمار والبنى التحتية»، داعياً طوكيو إلى الانضمام لمجموعة الدول الداعمة للبنان. وشكر الرئيس عون الوزير سوزوكي على الدعم الذي تقدمه اليابان للبنان في مجالات عدة، واستعرضا الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها البلد حالياً. وتناول عون موضوع النازحين السوريين، مشيراً إلى التداعيات التي سببها وجود أكثر من مليون و500 ألف نازح سوري على الأراضي اللبنانية. وشدد على «ضرورة عودة النازحين». ومن جانبه، نقل سوزوكي إلى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون استعداد بلاده لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة. وأشار سوزوكي إلى «استعداد بلاده لمتابعة إنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار»، لاسيما وأن اليابان كانت من الدول التي صوتت على قرار الأمم المتحدة بإنشائها.

مشاركة :