الجيش الليبي: السراج «الغريق» يتعلق بـ«قشة» تركيا

  • 12/21/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أمس، أن قوات الجيش الليبي رصدت أهدافاً تهدد الأمن في مدينة مصراتة، وأن قوات الجيش شنت غارات على مخازن الذخيرة وغرفة عمليات للميليشيات، مشيراً إلى أن الهدف من الغارات هو شل قدرات الجماعات المسلحة التي تهيئ مصراتة وطرابلس لاستقبال القوات التركية. وأكد المسماري أن الجيش الليبي يرفض الغزو التركي وسيقاومه بكل قوة، محذرا أنقرة من أي محاولات لانزال قوات تركية إلى الأراضي الليبية لأنه سيتم تدميرها على الفور. وتوقع المتحدث باسم الجيش الليبي أن تكون مدينة مصراتة منطقة انزال للأتراك، واستغلال ميناء الخمس المدني لاستقبال سفن تركية، وتحويل مطار معيتيقة الدولي في طرابلس لاستقبال رحلات تركية تنقل الأتراك. وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية قد حددت ثلاثة أيام مهلة «تنتهي ليل الأحد المقبل» نهائية لمليشيات مدينة مصراتة للانسحاب من مدينتي سرت وطرابلس. وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية استمرار استهداف مدينة مصراتة يومياً دون انقطاع وبشكل مكثف، لافتةً إلى أنه في حال تم الانسحاب فإن سلاح الجو الليبي الذي رفع قدراته عدداً ونوعاً في شرق وغرب وجنوب البلاد سيعلن ومن باب قوة إنه لن يتم استهداف المنسحبين من طرابلس وسرت إلى مصراتة، مع الاحتفاظ بحق استهداف أي معدات جديدة يتم نقلها لمصراتة وتخزينها فيها. وأشارت القيادة العامة إلى أن المحاولات اليائسة التي يقوم بها فايز السراج، المغلوب على أمره، في اللحظات الأخيرة المتمثلة في طلبه هذه الليلة رسمياً وعلنياً من تركيا تقديم الدعم اللوجستي والفني العسكري، مضيفة «ما هي إلا محاولة تعلق الغريق بالقشة». وكشف بيان القيادة العامة عن تنفيذ السلاح الجوي الليبي ليلة أمس الأول عملية استهداف نوعية بعدة غارات جوية على عدة مواقع عسكرية في مصراتة، تم استخدامها لتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية التركية من قبل مليشيات حكومة «الوفاق»، التي أكدت ارتهانها الكامل وتبعيتها المطلقة لحكومة تركيا. وشددت القيادة العامة على أن تنفيذ هذه العمليات جاء حرصاً من القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية على استمرارها في حماية سيادة وأمن ليبيا من التدخل التركي، ورداً على إعلان حكومة الوفاق المزعوم طلب الدعم اللوجستي والفني من تركيا. ووجهت القيادة العامة للجيش الليبي رسالة لحكماء وعقلاء مصراتة بأن يقدموا مصلحة مدينتهم وأمنها وسلامتها على مصالح المتطرفين الذين يقودونها للدمار والقتل والتطرف والإرهاب، وأن يدعوا أبناءهم الذين يقاتلون في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق المزعوم لترك السلاح ومغادرة جبهات القتال في طرابلس وسرت فوراً ودون تأخير. بدوره، انتقد المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة اللواء أحمد المسماري هجوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد المشير خليفة حفتر، مشدداً على أن السلوك التركي سيؤثر بشكل سلبي على مصالح أنقرة الاقتصادية داخل الأراضي الليبي، مضيفاً «أردوغان مصاب بجنون العظمة وسنواجه غزوه لأراضينا». إلى ذلك، أكد اللواء المبروك الغزوي، قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الليبي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إن موقف كافة أبناء الشعب الليبي سيكون كموقف الأجداد ضد الاحتلال الأجنبي لليبيا، مضيفاً «نحن أحفاد عمر المختار وموقف شعبنا ضد التدخلات التركية سيكون كموقف أجدادنا». إلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي العربي الورفلي إن تهديد أردوغان بإرسال قوات تركية إلى ليبيا محاولة لرفع معنويات الميليشيات المسلحة المنهارة أمام ضربات الجيش الوطني اللييي. وأكد الورفلي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الإعلام التابع لجماعة «الإخوان» الليبية يردد أكاذيب حول معركة تحرير طرابلس، مشيرا إلى أن الإعلام المعادي للجيش الليبي يحاول إيجاد مبررات للتدخل التركي في الشأن الداخلي الليبي. بدوره، أكد المحلل السياسي عيسى رشوان لـ«الاتحاد» إن أردوغان يمر بمرحلة صعبة عصيبة لم يكن يتوقعها من الرفض العالمي لما قام من استفزاز الاتحاد الأوروبي باتفاقيته مع فايز السراج، مشيراً إلى أن أردوغان مصاب بحالة «هذيان» تدفع به لترديد خطابات غير مسؤولة. رفض أممي ودولي للتدخل التركي في ليبيا حذرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أمس، من خطر التطورات الأخيرة والتصعيد العسكري المتفاقم والتدخل الخارجي المتنامي في ليبيا على وحدة البلاد. وقالت البعثة على تويتر: «تأسف البعثة للتطورات الأخيرة وللتصعيد العسكري المتفاقم، والتدخل الخارجي المتنامي في ليبيا وتبادل الأطراف التخوين، وتعريض وحدة ليبيا للخطر». وأكدت البعثة، حتمية الحل السياسي، مضيفةً أنها ماضية قدماً في مسعاها الحثيث لترميم الموقف الدولي المتصدع في ليبيا، وحث الليبيين للعودة لطاولة التفاوض حقناً للدماء، ولوقف التقاتل، وكبح التدخل الخارجي، ووقف إنزال المزيد من النوائب بالمدنيين. بدورها، رفضت وزارة الخارجية الإيطالية أمس، أي تدخل عسكري خارجي في ليبيا رداً على الطلب الذي وجهته حكومة «الوفاق» إلى روما وواشنطن ولندن والجزائر وأنقرة. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» عن الوزارة قولها في الرد إن «حل الأزمة الليبية يمكن أن يكون فقط سياسياً وليس عسكرياً». وأضافت أن «إيطاليا لهذا السبب ستستمر في رفض أي نوع من التدخل وأنها بدلاً عن ذلك تدعم عملية إحلال الاستقرار وأن تمر عبر القنوات الدبلوماسية والحوار». وفي السياق، أفاد مصدر في وزارة الخارجية الروسية، أمس، بأن التدخل العسكري الخارجي في ليبيا لا يمكنه سوى تعقيد الوضع في البلاد. وأضاف أن إمكانية استقدام جنود أتراك إلى ليبيا يعتبر مصدر قلق لروسيا، باعتبار أن هذه الخطوة ستثير ردود فعل من قبل دول الجوار، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات.

مشاركة :