البوليساريو تعقد مؤتمرها في المنطقة العازلة ردا على فتح قنصليات أفريقية في العيون المغربية

  • 12/21/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ربط مراقبون توقيت انعقاد مؤتمر جبهة البوليساريو الانفصالية التي بدأت أشغاله، الخميس، في المنطقة العازلة من الصحراء المغربية، بما حققته الدبلوماسية المغربية من نجاح في الآونة الأخيرة، على إثر إعلان أربع دول أفريقية فتح قنصلياتها في مدينة العيون، ما يعني توسع دائرة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء. وعقدت جبهة البوليساريو مؤتمرها الخامس عشر في المنطقة العازلة “تيفاريتي” الخميس، وتنتهي أشغاله الاثنين القادم. واعتبر مراقبون أن انعقاد مؤتمر البوليساريو بمثابة تحدّ للقرارات الأممية واستفزاز للمغرب الذي سبق وأن احتج رسميا أمام الأمم المتحدة في حال انعقاد المؤتمر في منطقة “تفاريتي” المشمولة بوقف إطلاق النار، مؤكدا أن هذه التحركات المرتقبة لا تحترم القرارات الدولية. ويؤكد المغرب أن هذا الإجراء استفزازي لعدم احترامه القرارات الدولية، ومنها قرار مجلس الأمن عدد 2440 الذي تم تبنيه في أكتوبر عام 2016. وسبق أن طلب مجلس الأمن من البوليساريو احترام كامل الالتزامات التي قطعها على المبعوث الأممي السابق هورست كولر في ما يتعلق بـ”بير الحلو” و”تيفاريتي” و”منطقة الكركرات العازلة”، وعدم القيام بأي إجراء لتغيير معالم المنطقة. وتعليقا على هذا التطور أكد القيادي السابق في جبهة البوليساريو مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، لـ”العرب”، أن “البوليساريو دأبت على القيام ببعض الأنشطة الاحتفالية في المناطق المتنازع عليها شرق الحزام منها ملتقيات ومؤتمرات، وما يطبعها جميعا أنها أنشطة مؤقتة وليست دائمة”. من جهته أكد نائب رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، نورالدين قربال، لـ”العرب”، أن “جبهة البوليساريو تقوم كعادتها بأعمال مخالفة لتوصيات وقرارات الأمم المتحدة، من باب التنفيس على الأزمة الداخلية التي تعيشها إضافة إلى انتهاكات الحقوق داخل المخيمات، وتراجع الاعترافات بالجمهورية الوهمية”، مشددا على أن “المغرب يحتفظ بحقه في الدفاع عن حقه المشروع لوحدته الترابية والوطنية تحت السيادة المغربية”. ويرفض المغرب بشدة تغيير الوضع القانوني والتاريخي في المنطقة العازلة في الصحراء المغربية، والتي تضم مناطق تيفاريتي، والمحبس، وبير الحلو. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أواخر مارس 2018، والتي أكد من خلالها رفض المملكة القوي والصارم للاستفزازات والانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار التي ترتكبها البوليساريو. ويؤكد المراقبون أن توسع دائرة الدعم لمغربية الصحراء ولرؤية المغرب في النزاع القائمة على مبادرة الحكم الذاتي، أثار استياء الجبهة الانفصالية. وأشار قربال، إلى أن ما جعل بوليساريو تقتحم تيفاريتي، هو رغبتها في الرد على ما حققه المغرب من تقدم ملحوظ على المستوى الدبلوماسي نحو حصر قضية الصحراء المغربية عند الأمم المتحدة، وبداية فتح تمثيليات داخل المناطق الجنوبية، وتركيز كل التقارير الأممية على حل سياسي دائم وواقعي متوافق عليه. بدوره يؤكد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أن “ما تقوم به الجبهة شرق الجدار الأمني رد عليه المغرب سريعا من خلال فتح قنصلية دائمة لدولة جزر القمر بالعيون بالتزامن مع مؤتمر البوليساريو، وهي ضربة قوية للجبهة التي ما فتئت تسوّق بأنه لا توجد دولة تعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء”. وبين القيادي السابق في جبهة البوليساريو على أن “الجبهة لا تستطيع الاحتجاج على فتح قنصلية في العيون في الوقت الذي تمارس أنشطة مشابهة شرق الحزام، رغم أن المؤتمر 15 هو احتفالية مؤقتة مدتها أسبوع في حين أن القنصلية باقية، وبالتالي فما تقوم به الجبهة لا يخدم مشروعها السياسي في النزاع بل تطيل أمده فقط”. ويقول خبراء في العلاقات الدولية إن البوليساريو بهذا الاستفزاز تريد استدراج المغرب إلى ترجيح خيار الحرب، خيار أعاد التأكيد عليه عبدالله لحبيب ولد بلال، ما يسمى وزير الدفاع لدى الجبهة الانفصالية، بأن “الحرب ظلت حتمية” وأنه “لم يعد الوقت للتعامل مع الأمم المتحدة بنفس الطريقة”. ومن وجهة نظر مصطفى ولد سلمى فإنه يعتقد أن قرار الحرب إن كان سيحصل فهو “قرار جزائري بالدرجة الأولى وقرار دولي بالدرجة الثانية”. مستدركا بالقول “لا أعتقد أن ظروف المنطقة تسمح به”. واتضح الدعم الجزائري اللامحدود للبوليساريو ولمخرجات مؤتمرها الـ15، حين صعدت الخارجية الجزائرية من موقفها بعد قرار جزر القمر بفتح قنصلية بالعيون المغربية، حيث رأت أن “هذا الإجراء شديد الخطورة ويعد انتهاكا خارقا لمعايير القانون الدولي، فضلا عن تشكيله مساسا بالقواعد والمبادئ التي يجب أن تطبع تسيير العلاقات الإفريقية”. وفي الوقت الذي تنظم فيه البوليساريو مؤتمرها المخالف للقرارات والتحذيرات الأممية، تستمر الرباط في حصد الدعم الدولي سياسيا ودبلوماسيا ميدانيا لملف الصحراء وسيادتها على أقاليمها الجنوبية، وهذا ما تحقق في اليومين السابقين عندما تم فتح سفارة جزر القمر بالعيون مع إعلان وزيرة العلاقات الدولية للسلفادور، ألكسندرا هيل تينوكو، الخميس بالرباط، عن قرب افتتاح سفارة جمهورية السلفادور بالمغرب بعد سحب اعترافها بالجبهة الانفصالية. وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة قد أعلن، الأربعاء الماضي، أن 4 دول أفريقية على الأقل تعتزم فتح قنصليات لها بمدينة العيون (كبرى مدن إقليم الصحراء) قبل سنة 2020. ولفت بوريطة إلى أن “المدينة ستعرف أنشطة دبلوماسية مكثفة خلال الأشهر المقبلة، تشمل استقبال اللجان المشتركة بين المغرب وعدد من الدول الأفريقية، وبين منتدى المغرب ودول المحيط الهادي الذي سيعرف مشاركة وزراء خارجية من 12 دولة”.

مشاركة :