20 ديسمبر 2019 / شبكة الصين / تقود الصين تطويرالجيل الخامس في العالم، الذي تسميه الولايات المتحدة بسباق. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام إن "السباق إلى الجيل الخامس قد بدأ ويجب على أمريكا الفوز." والسؤال هو، كيف؟ وعلى مدى العام الماضي، شهدنا زيادة بذل الولايات المتحدة جهودها لاستبعاد شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "هواوي" كمورد لتجهيزات الجيل الخامس وحتى الضغط على حلفائها لإغلاق الباب أمام شركة الاتصالات الصينية، وتهدف واشنطن من ذلك إلى إجبار الصين على التراجع أو تفسح المجال للمعلومات الاستراتيجية وصناعة الاتصالات والتكنولوجيا واستخدام موقف العرض المهيمن للولايات المتحدة كرافعة مالية في سباق الجيل الخامس العالمي. وفي يوم الاثنين، أصدر البيت الأمريكي تشريعا يمنع حكومة الولايات المتحدة من شراء معدات الاتصالات من الشركات التي تعتبر تهديدات للأمن القومي، بما في ذلك هواوي، مستشهدا بـ"التدخل الأجنبي الخبيث". ولكن مع ذلك، تبنت الصين الجيل الخامس بوتيرة أسرع. وفي أوائل نوفمبر الماضي، نشرت الصين شبكاتها التجارية من الجيل الخامس على الصعيد الوطني، وبعد ذلك بأسبوع بدأت جهود البحث والتطوير في شبكات الجيل السادس. وعلى الرغم من ريادة الولايات المتحدة في الابتكارات المتطورة، فإن النخب الأمريكية تدرك جيدا حقيقة أن بلدها يتراجع وراء الصين في الجيل الخامس. وفي مقال رأي نُشر مؤخرا بصحيفة الواشنطن بوست، اعترف هنري م. بولسون الابن رئيس معهد بولسون، وهو أيضا وزير الخزانة الأمريكي السابق، بأنه "يتعين على واشنطن التركيز ليس فقط على محاولة إبطاء الصين، بل على تسريع الجهود في الداخل" لسد الفجوة بين الولايات المتحدة والصين بسرعة. وتأتي إعادة التفكير هذه في الوقت المناسب، ويمكن أن تكون الصين مثالا يحتذى به للولايات المتحدة حول كيفية اللحاق بالركب. وكانت الصين متأخرة قبل 40 عاما ولكنها ارتفعت تدريجيا لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم من خلال جهود الدولة والعمل الشاق لجميع الشعب الصيني الذي تزدريه الولايات المتحدة ولكن ليس لديها أي طريقة لتكون صنوه أو نسخة منه. وكان رد الصين على ضغط الولايات المتحدة هو تعميق سوقها المحلية وفتحها أكثر واستثمار المزيد من الأموال في تنمية الجيل الخامس. وهذه هي الطريقة التي تواجه بها الصين رياح المنافسة المعاكسة. وعلى النقيض من ذلك، فإن طريقة الولايات المتحدة هي أن تقمع الآخرين على حساب تنميتها. وأشار بولسون بحق إلى أن الانفتاح كان الميزة النسبية للولايات المتحدة، ولكن ما يحدث في سباق الجيل الخامس هو ربما بداية فقدان الولايات المتحدة لروحها التنافسية التقليدية وميزتها الوطنية. واعتادت الصين على النظر إلى الولايات المتحدة خلال تطورها. وفي حين لا تزال الصين متخلفة عن الولايات المتحدة من حيث الاستثمار العلمي ومواهب الذكاء الاصطناعي، فإن الحكومة الصينية والشركات والقطاعات الاجتماعية جعلت جميعها المدخلات العلمية عنصرا مهما في الميزانية. وتفكر الحكومة أيضا في اتخاذ تدابير لجعل استراتيجية البلاد العلمية تسهل السعي المهني للأفراد. وبما أن كلا من الصين والولايات المتحدة قد اعترفت بأن الجيل الخامس هو عامل حاسم في القدرة على المنافسة في المستقبل، وتستعد الولايات المتحدة للحاق بالركب، فإن الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة. هل ستكون منفتحة بما فيه الكفاية للانخراط في منافسة صحية مع الصين؟
مشاركة :