شكوك حول وفاء الصين بشراء منتجات زراعية أمريكية بـ40 مليار دولار سنويا

  • 12/21/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رغم الشكوك الأجنبية المحيطة بوفاء الصين بتعهداتها لواشنطن، بموجب اتفاق "المرحلة 1" التجاري، الذي تم التوصل إليه في الآونة الأخيرة بين البلدين، إلا أن أكبر شركة استشارات زراعية في الصين تتوقع شراء بكين منتجات زراعية أمريكية بقيمة تزيد 40 مليار دولار سنويا. يأتي هذا فيما ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس أنه أجرى "محادثات جيدة للغاية" مع نظيره الصيني شي جين بينج، وأنه يجري حاليا ترتيب "التوقيع الرسمي" على الاتفاق التجاري المرحلي بين بكين وواشنطن. وبحسب "رويترز"، غرد ترمب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا: "أجريت محادثات جيدة للغاية مع رئيس الصين بشأن اتفاقنا التجاري الضخم. الصين بدأت شراء كميات كبيرة من المنتجات الزراعية الأمريكية وغيرها". من جهته، أشار روبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأمريكي، إلى أن مشتريات الصين من السلع الزراعية ستزيد بما يراوح بين 40 و50 مليار دولار سنويا على مدى العامين المقبلين، بموجب الاتفاق الذي يستهدف منه تسوية الحرب التجارية المستمرة منذ أمد طويل بين أكبر اقتصادين في العالم. ولم يوقع الاتفاق بعد، مما يغذي التشكيك بشأن ما إذا كانت الصين قادرة على استيراد كمية كبيرة من المنتجات الزراعية الأمريكية. وكتبت "جيه.سي.آي" للاستشارات ومقرها شنغهاي في مذكرة: "معظم وسائل الإعلام الأجنبية لا تعتقد أن بمقدور الصين الوفاء بالتعهدات.. لكن كشركة استشارات صينية في السوق الزراعية، تعتقد جيه.سي.آي بقوة أن الصين لديها القدرة وستفي بتعهدها". وتقدر "جيه.سي.آي" أن بمقدور الصين شراء ما إجماليه نحو 41.3 مليار دولار من المنتجات الزراعية الأمريكية سنويا، بما في ذلك نحو 18.7 مليار دولار أو 45 مليون طن من فول الصويا. وتضرر فول الصويا بشدة جراء رسوم جمركية فرضتها الصين على سلع أمريكية في النزاع التجاري المتبادل، ما أضر بمزارعي فول الصويا الأمريكيين، الذين يعتمدون بشكل كثيف على السوق الصينية. وهبطت واردات الصين من فول الصويا القادم من الولايات المتحدة العام الماضي إلى النصف من مستواها في 2017 إلى 16.6 مليون طن وهو أدنى إجمالي سنوي منذ 2008. من جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء "بلومبيرج" عن مصادر مطلعة أمس أن الرئيس الصيني شي جين بينج لا يعتزم المشاركة في المنتدى الاقتصادي الدولي في منتجع دافوس السويسري الشهر المقبل، ما يبدد أحد الخيارات المطروحة لحدوث لقاء مباشر بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. وتعتزم بكين إرسال ليو هي كبير مفاوضي الصين، نائب رئيس الوزراء، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن أوائل كانون الثاني (يناير) المقبل لتوقيع اتفاق "المرحلة 1" من اتفاقية تجارية أوسع نطاقا بين الصين والولايات المتحدة. ومن المقرر عقد منتدى دافوس في الفترة من 21 إلى 24 كانون الثاني (يناير) المقبل، حيث ينتهي في اليوم نفسه الذي تنطلق فيه احتفالات التقويم الصيني الجديد. إلى ذلك، أفادت ثلاثة مصادر مطلعة أن "دويتشه تليكوم" أجرت محادثات متقدمة للإبقاء على "هواوي" الصينية كمورد رئيس لديها للمعدات اللاسلكية للشبكات الجديدة للهاتف المحمول قبل أن تعلق المفاوضات لأسباب سياسية. وحثت الولايات المتحدة حلفاءها على تجميد مشاركة المورد الصيني بسبب مخاوف تتعلق بالأمن الإلكتروني، وأبلغت الحلفاء أن معدات الشركة قد تستخدمها الصين كأدوات للتجسس وهو ادعاء تنفيه "هواوي وبكين". وأعلنت "دويتشه تليكوم"، أكبر شركة مشغلة لخدمات الاتصالات في أوروبا، الأسبوع الماضي أنها لم تبرم عقودا بشأن معدات شبكة الجيل الخامس، إذ أنها تنتظر ما سيتمخض عن نقاش سياسي في برلين بشأن تقييد عمل هواوي في السوق الألمانية. وذكرت المصادر، التي طلبت عدم نشر أسمائها بسبب حساسية المسألة، أن دويتشه تليكوم عقدت مباحثات مع هواوي في باريس وتوصلت إلى بنود لاتفاق محتمل، على الرغم من عدم توقيع عقد. وأكد ممثل لدويتشه تليكوم عدم التوصل إلى صفقة أو ترتيب بشأن تولي الشركة الصينية دور المورد الرئيسي لمعدات شبكة الجيل الخامس لدويتشه. وأضافت المصادر أنه قبل تعليق المحادثات، بحث الجانبان بنودا رئيسية تنطوي على أن تقدم هواوي 70 في المائة من معدات البث اللاسلكي لشبكات الجيل الخامس الفائقة السرعة القادمة لدويتشه تليكوم بسعر 533 مليون يورو (587 مليون دولار). وأشارت المصادر إلى أنه جرى التوصل إلى آلية تنص على أنه في حال انخفاض حصة هواوي من بند شبكة الجيل الخامس بسبب أي تحرك من جانب حكومة برلين لتقييد الانخراط الصيني، فإن المبلغ الذي ستتقاضاه الشركة سيهبط بنفس النسبة. وجرت محادثات باريس الشهر الماضي، حين عقدت "دويتشه تليكوم" محادثات مع "هواوي"، وكذلك مع شركات بائعة محتملة أخرى لمعدات شبكة الجيل الخامس.

مشاركة :