"العمر لو يطول لو حتى كان قليل.. هفضل طول عمري أقول أنا بكره اسرائيل" بالطبع من غيره صاحب هذه الكلمات التي أثارت ضجة في الوطن العربي والتي جعلت إسرائيل تنشر بغضها وشماتتها في موت شعبان عبد الرحيم المغني المصري البسيط الذي كان يسخر صوته وطريقته الشهيرة للتعبير عن نبض الشارع المصري ومعان كثيرة تحث على الوطنية في نفوس المصريين.شعبان عبد الرحيم سواء أحببته أم لم تحبه، اعتبرته فنانا أو كنت ضده.. أيا كان رأيك أو تحيزك ولكن نتفق في أن شعبان كان حالة خاصة وظاهرة متفردة، كان يختار كلماته بذكاء وخفة دم وأسلوب شعبي قريب من الناس فهو من جعل العالم يغني أنا بكره اسرائيل.شعبولا كان نموذجا للإنسان المصري البسيط المكافح ، استطاع أن يصنع له شكلا ولونا غنائيا مختلفا خاصا به وكان يتميز بلحنه الخاص والمختلف والذي لم يستطع أي مغني آخر السير عليه أومحاولة غنائه، فكان له "كاركتره" الخاص والذي ميزه في الوسط الفني والذي جعله مختلفا في كل شئ في اختيار أغنياته وكلماتها ولحنه المميز الذي لازم أغنياته طيلة حياته ،ولأنه كان مميزا في كل شئ فبالطبع والمؤكد أن يكون له "ستايل" في ملابسه حيث اشتهر بارتداء المشجر والمبرق والألوان الزاهية المتداخلة.ولد شعبان عبد الرحيم في حي الشرابية بالقاهرة باسم"قاسم عبدالرحيم" ولكنه اختار اسم "شعبان" كشهرة له فيما بعد في حياته الشخصية والوسط الفني، ويرجع اختياره لهذا الاسم نسبة الى ولادته في شهر شعبان، وكان شعبان يعمل في كي الملابس "مكوجي رجل" وكان دائما محبا للغناء وسط أهله وأصدقائه وفي أفراح أحبائه ، الى ان جاءت طفرة التحول في حياة شعبولا وهي حينما سمعه ذات مرة وهو يغني صاحب محل كاسيت وقرر أن ينتج له ومن هنا كانت نقطة التحول من مجرد "مكوجي" بسيط الى أشهر مغني شعبي في الوطن العربي حينها والذي اشتهر بكاره اسرائيل،ولكن بالرغم من شهرته الكبيرة التي حققها في وقت بسيط الا انه كان يفتخر دائما بماضيه ويتباهى دائما في لقاءاته التليفزيونية بانه في الاساس "مكوجي رجل" .ولأن "عم شعبان" على حسب شهرته في الوسط الفني كان له "ستايل" ملابسه الخاص والذي لا يشبه غيره ذهبت عدسة صدى البلد لمحاورة صانع ومبتكر ذلك المظهر لتكشف الخفايا وراء بدلة شعبولا.أشرف فجلة مصمم الأزياء ومبتكر ستايل شعبولا والذي اشتهر باسم "فجلة" حينما ظهر شعبولا في أحد اللقاءات التليفزيونية وعندما سأل عن مصمم ملابسه فأطلق عليه لقب فجلة ومن هنا جاءت شهرته .قال أشرف فجلة إن أول تعامل له مع شعبان كان في احد حفلاته وأعجب فجلة بشخصية شعبان واختلاف "كاراكتره" وستايل ملابسه عن باقي الفنانين، فعرض عليه أن يقوم بتصميم ستايل خاص به يثير ضجة بسبب اختلافه وتميزه وبالفعل لم يرتد بعدها بدلة الا وتم تسليط الضوء عليها وأثارت ضجة ليس في مصر فقط بل والعالم العربي أيضا.وأوضح فجلة الى أن بدلة شعبان لم تكن بالبسيطة في صناعتها ابدا ولكنها كانت تأخذ وقتا ومجهودا وتكلفة أكثر من أية بدلة أاخرى، وكان يستخدم فيها أنواعا خاصة من الأقمشة باهظة الثمن لا تستخدم في البدل الاخرى الكلاسيكية مؤكدا ان تكلفة بدلة عم شعبان أكثر تكلفة مما تتخيل.في النهاية سيظل شعبان عبدالرحيم أيقونة الشارع المصري التي لن تنتهي بوفاته أبدا ونختمها كما تعود عم شعبان أن ينهي حفلاته بكلمة "بس خلاص".