دعا المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، لإخراج البلاد من الأزمة التي تعصف بها بين شارع مصمم على التغيير وطبقة سياسية عاجزة عن التوافق. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله عبدالمهدي الكربلائي في مدينة كربلاء، إن «أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب إلى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي... هو الرجوع إلى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة».وأضاف أن الانتخابات يجب أن تأتي «بعد تشريع قانون منصف لها، وتشكيل مفوضية مستقلة لإجرائها، ووضع آلية مراقبة فاعلة على كل مراحل عملها تسمح باستعادة الثقة بالعملية الانتخابية». وأعربت المرجعية عن أملها في «ألا يتأخر طويلاً تشكيل الحكومة الجديدة، التي لا بد من أن تكون حكومة غير جدلية، تستجيب لاستحقاقات المرحلة الراهنة، وتتمكن من استعادة هيبة الدولة وتهدئة الأوضاع، وإجراء الانتخابات القادمة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال او السلاح غير القانوني وعن التدخلات الخارجية».وفي ظل غياب اتفاق بين الكتل البرلمانية على الشخصية التي ستوكل إليها المهمة، قال مصدر في رئاسة الجمهورية إنّ السلطات اتفقت على تأجيل المهلة حتى اليوم الأحد نظراً إلى أنّ الجمعة والسبت يوما العطلة الأسبوعية. في موازاة ذلك، أفاد النائب عدي عواد عن كتلة «صادقون» البرلمانية، الذراع السياسية لـ «عصائب أهل الحق» التي يتزعمها قيس الخزعلي، أن كتلته تجمع تواقيع نواب لعزل رئيس الجمهورية، من منصبه، بسبب «حنثه اليمين الدستورية وتحوله من حامٍ لدستور إلى حامي المحاصصة». وأكد مصدر مقرب من صالح أن رئيس الجمهورية «يرفض سياسة الإملاءات وفرض مرشح جدلي لرئاسة الحكومة بطريقة لي الأذرع». وأمس، واصل المتظاهرون في بغداد والمحافظات الجنوبية اعتصامهم ومسيراتهم مطالبين برحيل الطبقة الحاكمة والاستجابة لمطالبهم. وأفاد مصدر في شرطة بغداد بانسحاب المتظاهرين من جسر الأحرار وساحة الوثبة باتجاه ساحة التحرير، مشيراً إلى عودة الحياة الطبيعية بشكل تدريجي إلى ساحة الوثبة وشارع الرشيد. وليل الجمعة - السبت، أقدم محتجون في مدينة الناصرية على حرق مقرات حزبية وأمنية مجدداً، وذلك بعد ساعات من اغتيال الناشط المدني علي العصمي. وقال مصدر أمني إن محتجين أقدموا على حرق مقرات حزبية في المدينة وفوج المهمات الخاصة التابع لوزارة الداخلية، فيما أحرق آخرون منزل رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة ذي قار المنحل. وأعلنت بطريركية الكلدان إلغاء قداديس ليلة عيد الميلاد في عموم كنائس بغداد، نظراً للأوضاع الأمنية واحتراما للضحايا. من ناحية أخرى، قالت مصادر لـ «العربية نت» إن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، «هدّد» زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، بأن حياته في العراق «غير آمنة».وذكرت أن سليماني هدّد أيضاً الصدر، الموجود في إيران حالياً، بالطرد ومنعه من دخولها.وأشارت إلى أن قائد «فيلق القدس» أبلغ نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبومهدي المهندس أن «الصدر سيكون على الحياد». ولفتت المصادر إلى أن تهديدات سليماني طاولت رئيس الجمهورية، وكذلك رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
مشاركة :