عند رغبة المستخدمين في عدم حفظ سجل التصفح على جهاز الكمبيوتر فإنهم يلجأون إلى استخدام وضع “التصفح الخفي”، ومع ذلك، يبقى السؤال، هل يمنح وضع التصفح الخفي للمستخدمين خصوصية حقيقية؟ يعرف التصفح الخفي بأنه وسيلة لتصفح الإنترنت باستخدام متصفح الويب بمزايا إضافية للخصوصية وحمايتها عند استخدام الأجهزة العامة، التي يستخدمها أكثر من شخص حيث لن يتمكن المستخدمون الآخرون من الاطلاع على سجل المتصفح ومعرفة ما كان يقوم به، إذ يحذف وضع التصفح الخفي كل شيء في نهاية جلسة التصفح الخفي بما في ذلك ملفات تعريف الارتباط. وتختلف الأسباب وراء رغبة المستخدمين في التصفح باستخدام وضع التصفح الخفي فمنهم من يرغب في الحفاظ على خصوصية الحسابات عبر الإنترنت عند استخدام جهاز حاسوب عام في مكتبة، أو مقهى، أو أي مكان خاص آخر، حيث يمنع وضع التصفح الخفي المتصفح من حفظ بيانات تسجيل الدخول والمعلومات المالية، كما يحتاج البعض إلى الوصول في الوقت نفسه إلى حسابين يستخدمان الخدمة ذاتها الأمر الذي يعد صعبا على الوضع القياسي أثناء التصفح، إذ يجب على المستخدم تسجيل الخروج من الحساب الأول للوصول إلى الحساب الثاني، إلا أن وضع التصفح الخفي يسمح بذلك لكونه يعتمد على ميزة “التصفح المنعزل”، فهي توجد بيئة افتراضية مختلفة لكل مستخدم ولكل جلسة تصفح. هل يحافظ التصفح الخفي على الخصوصية؟ مع إمكانية إخفاء جميع الأنشطة عبر وضع التصفح الخفي، إلا أنه ما زال الجهاز يملك عنوان IP الخاص به، وبذلك فسيكون مزود خدمة الإنترنت قادرا على تتبع ما يفعله المستخدم. كل ما يفعله وضع التصفح الخفي هو تغيير سلوك المتصفح، أما طريقة عمل كل شيء آخر لا تتغير. فعادة يخزن متصفح الويب بيانات سجل التصفح، فعندما يزور المستخدم أي موقع إنترنت في وضع التصفح القياسي، تحفظ الزيارة في سجل التصفح، إلى جانب ملفات تعريف الارتباط الخاص بذلك الموقع، ويمكن تخزين البيانات التي يمكن إكمالها تلقائيا، مثل: عبارات البحث. كما يحفظ المتصفح سجل التنزيلات، وعبارات البحث المدخلة في شريط العنوان، وكلمات المرور، وبعض أجزاء صفحات الويب على نحو يسمح بتحميلها بسرعة في الزيارات التالية. وفي حال استخدم أشخاص آخرون الحاسوب، فإنهم سيتمكنون من رؤية المعلومات المخزنة بطريقة ما. وما دام بإمكان المستخدم تعطيل قدرة المتصفح على جمع البيانات في إعدادات الخصوصية، فسيكون من السهل أن يحقق ذلك من خلال وضع التصفح الخفي. ومع ذلك، فإن الحواسيب الأخرى، وأجهزة التوجيه “راوتر”، والخوادم، والشبكات لن تنسى سجل التصفح. وبالمحصلة النهائية فإن تأثير وضع التصفح الخفي لا يتعدى جهاز الحاسوب المستخدم، إذ يقتصر على منع المتصفح من جمع بيانات التصفح داخل المتصفح فقط، لذا فإن الطريقة الحقيقة الوحيدة لإخفاء نشاط المستخدم عن الجميع يتمثل في استخدام “الشبكات الافتراضية الخاصة”. ويذكر أن جميع المتصفحات المشهورة سواء على أجهزة الكمبيوتر أو حتى الأجهزة الذكية باتت توفر هذه الميزة تحت اسم “التصفح الخفي” أو Incognito mode.
مشاركة :