الشارقة : «الخليج» تواصلت مساء أمس الأول في قصر الثقافة في الشارقة عروض الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، الذي تنظمه جمعية المسرحيين في الإمارات، بعرض مسرحية «الكتاب المسحور» تأليف أحمد الماجد وإخراج صابر رجب، لمسرح خورفكان للفنون، وتمثيل كل من: صابر رجب، نورة، علي الجوهري، عهود، سمير خليفة، وسلطان، وشاهد المتفرجون لوحات استعراضية جميلة. تنطلق المسرحية من مشادة تنشأ بين ثلاثة أطفال أشقاء (خَلّود وسلوم وعلياء) في غياب والديهم بسبب أن الأخوين يكرهان الكتب والقراءة، ويريدان أن يصرفا كل وقتهما في اللعب، وبخلاف ذلك تحب أختهما الكتب والقراءة، ولا تريد أن تضيع الوقت في الهزل، وبينما هم كذلك تطرق بابهم عجوز تريد ماء تشربه، فتستقبلها البنت، وتجلسها في المنزل وتأتيها بالماء رغم اعتراض الأخوين، وأثناء ذلك تهدي العجوز للفتاة كتاباً، فيختطف الأخوان الكتاب، ويبدآن في اللعب به، وفجأة يمسكه خَلّود بين يديه ويفتحه فيصاب بالذهول ثم تنطلق أصوات مرعبة، ويخرج من الكتاب دخان يعم المكان، فيخرج منه ثلاثة وحوش بقصد تدمير العالم، يختبئ الأطفال في زوايا المنزل، فيخرج الأشرار إلى المدينة ليعيثوا فيها فساداً، ثم يخرج الأطفال من مخبئهم فيكتشف سلوم وعلياء أن خَلّود قد تحول إلى حجر جامد، فيصيبهما الحزن عليه، ويحتاران كيف ينقذانه، ترشدهما العجوز إلى الطريقة التي يتغلبان بها على الوحوش، لينقذا أخاهما، فأول الوحوش يحب الظلام ويكره النور، فعليهما أن يحتالا عليه ويقتلاه بالنور، والثاني يحب الأكل والكسل، فعليهما أن يقتلاه بالعمل والجوع، والثالث يعيش وسط القمامة، ويكره النظافة والكتب فعليهما أن يقضيا عليه بأخذه إلى مكان نظيف مملوء بالكتب. ينفذ الطفلان الخطط بإحكام ويقضيان على الوحوش الثلاثة، وبعد عودتهما إلى البيت يكتشفان أن أخاهما ما زال متجمداً، وفجأة تخرج العجوز فتكشف لهما عن وجهها الحقيقي، فهي ساحرة شرّيرة، وتعلن أنها أصبحت تتحكم في العالم بعد القضاء على الوحوش، ولن يستطيع أحد التغلب عليها، يصاب الأخوان بالرعب، ويحارا في كيفية التخلص من شرورها، لكنّ النجدة تأتيهما، فالأشرار الثلاثة ما زالوا أحياء، وتعلموا من سلوم وعلياء أن الحياة الجميلة هي حياة العلم والنور والنظافة، وأن ما كانوا يعيشون فيه هو حياة الشر والظلام، وقد جاؤوا للقضاء على العجوز لينتهي شرها، وهكذا، يقبضوا عليها ويخلصوا شقيقهما فيعود ولداً سعيداً يقرأ ويلعب مع أخويه. قدم العرض رسالة واضحة مفادها أن الحياة الحقيقية السعيدة هي حياة العلم الذي ينير العقول ويقضي على الظلام، ويجعل الإنسان نظيفاً من الداخل والخارج ، وقد نجحت المسرحية في تجسيدها، وكانت فكرة الانتقال من الواقع إلى العالم المسحور عبر الكتاب المسحور فكرة ذكية، بمشاهد فانتازية مبررة. حشد المخرج عناصر الإضاءة والديكور والأداء لصناعة رؤية بصرية أخذت المتفرجين عبر التفاصيل حتى النهاية، ولعبت الإضاءة والأزياء والماكياج بشكل خاص دوراً بارزاً في تجسيد فكرة العرض بصرياً. جلسة تشيد بشخصية المهرجان سبق العرض جلسة مع شخصية المهرجان لهذه الدورة الفنان عمر غباش، أداره المسرحي عبد الله صالح، الذي مهد للحوار بسرد مختصر عن سيرة الفنان والمؤلف عمر الحافلة بالعطاء والتضحية. شكر عمر غباش جمعية المسرحيين على التكريم، وعبر عن سروره به خاصة أنه كان صاحب فكرة مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، وتحدث عن بداياته مع المسرح الذي ساقه إليه شغفه بالقراءة ومواظبته على اقتناء المجلات وقراءة القصص، وفي عام 1974، وفي حفل نهاية السنة في المدرسة، اختاره الدكتور العماني عبد الكريم جواد، مخرج مسرحية «عائلة بو سلطان والحرامي» ليشارك في المسرحية التي جذبت استحسان الجمهور، وانطلق بعدها في عالم المسرح إلى اليوم. شارك في اللقاء عدد من زملاء غباش الذين أثنوا على مسيرته الفنية، فقد تحدث أحمد الأنصاري عن علاقته الوطيدة بغباش وكيف ساهم دعمه ومساندته له خلال مسيرته المسرحية في تشجيعه على مواصلة العطاء والعمل بجهد أكبر، وكيف ساهمت فكرته في إنشاء مهرجان للطفل في إعلاء شأن هذا الفن، بدوره أكد الدكتور حبيب غلوم أهمية التكريم باعتبار غباش شخصية تستحق التقدير مستذكراً أول أعماله معه من خلال المهرجان التجريبي في القاهرة ومسرحية المنديل، سنة 1988، فكان عمر الوحيد الذي كان يحس بالمسؤولية التي كانت تقع على عاتقه، وهو الذي أسهم بإنجاح العمل، وتحدث علي خميس عن تعامل غباش الإنساني وصبره وإصراره على العمل، فتعلم منه الإخلاص والاجتهاد والتفاؤل، فكان إدارياً مميزاً كما كان فناناًَ مبدعاًَ.
مشاركة :