قال الدكتور عبدالله محيي، وكيل كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر، إن محاضرات الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، تعتنى بتعريف المشكلات العقائدية إجمالا، والتى ينجم عنها تطرف فكرى في الدين السماوى والأديان الأخرى بشكل عام، وتبين أن الإسلام اهتم بالجانب الإنسانى ومعاملة الآخرين معاملة حسنة وعدم الاعتداء على الآخرين، كما تبين الطوائف والجماعات التى تحمل فكرا متطرفا من خلال قضايا العقيدة من حيث المناهج المعتدلة والمناهج المتطرفة، ومن ينتمى إلى هذه المناهج، وكيف خرجت الفرق المتطرفة.وكشف «محيي» في تصريحاته لـ«البوابة» عن أن المحاضرات، التى تنظمها رابطة خريجى الأزهر هى نوع من بيان خطورة الفكر المتطرف، حتى يتحاشاه الناس وحتى يكونوا على بينة من الفكر الوسطى المعتدل، الذى ينتمى إليه جماهير الأمة على مستوى العالم الإسلامي، مبينا أن الهدف منها هو الوقاية من الأفكار المتطرفة. وقال أستاذ العقيدة، من خلال المحاضرات يتم توضيح أن الدين ينقسم إلى عقيدة وشريعة وأخلاق، ثم نبين ما المناهج التى يتخذها العلماء من حيث توضيح الفرق بين الإسلام كقران وسنة، والفكر الإسلامى الذى هو فهم الناس للقرآن والسنة، حيث إن الفهم الأخير يخطئ ويصيب، فنبين الخطأ والصواب، الوسطى المعتدل والتطرف عند الجماعات والفرق التى تنتمى إلى الإسلام، ونتيجة هذا يؤدى إلى تطرف السلوك.وأشار إلى أن الهدف أن ينشر الداعية والواعظ الوافد هذا الفكر الوسطى المعتدل في بلده، ويبين فساد الفكر المتطرف والفكر الصحيح.وأوضح «محيي» أنه في بعض الأحيان قد يأتى وافدون يحملون فكرا سلفيا متطرفا، وبعد المحاضرات والدورات، يعدل من فكره ويقتنع أنه كان على خطأ.وقال إن الفكر السلفى يحمل ظواهر نصوص بدون إعمال العقل فيها، وهذا هو الذى يؤدى إلى الفهم الخاطئ لنصوص الكتاب والسنة، كما يؤدى إلى خطأ في التصرف كالقتل والتكفير والتبديع، كتهنئة المسيحيين بأعيادهم، والاحتفال بالمولد النبوى الشريف، أشار إلى أن الفكر الداعشى والجماعات التى تبيح القتل خرجت من السلفية الجهادية، والتى خرجت أيضا من السلفية العلميةَ، التى تحمل ظواهر النصوص، موضحا أنه ليس كل السلفية يبيحون القتل وإنما المتشدد منهم. وأوضح وكيل كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر، أن دورات منظمة خريجى الأزهر، تعطى نوعا من الوقاية من هذا المد، وهدفها بيان هذه المناهج وخطورتها والتطبيق على بعض القضايا والنصوص كإباحة سرقة أموال غير المسلمين وهذا مرفوض شرعا ونهى النبى عنه حيث إنه عامل غير المسلمين معاملة طيبة وتشهد بذالك وثيقة المدينة.وقال «محيي»: لا تؤخذ عقيدة بالقوة أبدا وإنما بالاختيار والرضا والقناعة والحجة والدليل، وليست بالسيف والقتل كما يدعى هؤلاء المتشددون.
مشاركة :