الدوحة - محمد حسين: أكد سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية أن الشركة أنجزت أولى مراحل استراتيجيتها بتشغيل أول مصنع في الشرق الأوسط لإنتاج مادة البولي سيليكون المستخدمة في إنتاج لوحات توليد الطاقة الشمسية، بكامل طاقته الإنتاجية، مشيرا إلى أنها حاليا بصدد تنفيذ المرحلة الثانية لهذه الاستراتيجية المتعلقة بتعظيم القيمة المضافة والدخول إلى ساحة التنافسية فيما يخص حلول الطاقة الشمسية بمراحلها الكاملة. وقال في حوار شامل مع الراية الاقتصادية إن الأسواق الرئيسية للمنتج الرئيسي للمصنع (مادة البولي سيليكون) تبدأ بالصين كأكبر منتج لوحدات الطاقة الشمسية وبعدها اليابان تليها تايوان ثم كوريا وبعض أسواق أوروبا، مشيرا إلى استهداف أسواق عالمية أخرى في إطار خطط الشركة المستقبلية خلال العام المقبل لتعظيم الفائدة بالاستثمار في سلسلة القيمة المضافة لكل مراحل إنتاج وحدات الطاقة الشمسية. وأشار إلى أن خطط الاستثمار في سلسلة القيمة المضافة الخاصة بصناعات الطاقة الشمسية تعتمد على بناء تحالفاتٍ عالمية مع شركات ذات مكانة مرموقة في هذا القطاع الحيوي لافتا إلى أن هذه المشروعات الطموحة تواكب سعي دولة قطر لتعزيز مسار الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية وصناعاتها، والتزام الدوحة بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 صديقاً للبيئة والاعتماد على الطاقة الشمسية في الملاعب. • بدايةً.. ماهي شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية؟ - قطر لتقنيات الطاقة الشمسية هي شركة وطنية معنية بحلول الطاقة الشمسية والصناعات المتعلقة بها، ونسعى للاستثمار في كل مراحل سلسلة القيمة المضافة للصناعات المتعلقة بإنتاج وحدات الطاقة الشمسية، وإمداد السوق ومنتجي الطاقة داخلياً وخارجياً بهذه الوحدات، لذا فإن عملنا يسبق مرحلة إنتاج الطاقة ويمكنك أن تصنفنا ككيان صناعي بامتياز، بالإضافة إلى أننا نحمل على عاتقنا مهمة رفع الوعي المجتمعي باستخدامات الطاقة الشمسية نحو تحسين جودة الحياة والبيئة. آفاق واعدة • تهدف شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية لأن تكون مؤسسة متكاملة مختصة بحلول الطاقة الشمسية.. إلى أي مدى نجحتم في تحقيق أهدافكم؟ - مرت الشركة بمرحلتين للتأسيس، المرحلة الأولى منها تعرضت للعديد من المشكلات والأزمات المتعلقة بالتغير المستمر لمعطيات سوق الطاقة الشمسية والتنافسية العالمية بما فيها تقلبات الأسواق والانخفاض الشديد للأسعار والذي أثر على كل الشركات العاملة في مجال صناعات الطاقة الشمسية عالمياً. أما المرحلة الثانية للتأسيس فهي التي بدأت قبل عام تقريباً مع الربع الأخير من 2018 وأظنك تعني هذه المرحلة بسؤالك، لأن علاقتي بشركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية بدأت مع هذه المرحلة، وهي التي أعدنا فيها بناء استراتيجية جديدة للشركة تتواكب وطموح رؤية قطر 2030 فيما يخص الطاقة البديلة والحفاظ على البيئة. وأستطيع أن أؤكد لك أننا بفضل الله على الطريق الصحيح، ورغم قصر المدة التي مضت على التأسيس الثاني إلا أن حجم الإنجاز يتحدى الزمن، استكمالاً لما بدأته الإدارة السابقة، فلقد تم إنجاز المرحلة الأولى من استراتيجيتنا بتشغيل مصنع إنتاج مادة البولي سيليكون (المادة الأولية لصناعة وحدات الطاقة الشمسية) بكامل طاقته الإنتاجية، وهو للعلم المصنع الأول والوحيد في الشرق الأوسط. الآن بدأنا المرحلة الثانية من الاستراتيجية والمتعلقة بتعظيم القيمة المضافة والدخول إلى مساحة التنافسية فيما يخص حلول الطاقة الشمسية بمراحلها الكاملة، لأن وحدات الطاقة الشمسية حتى تكتمل بشكلها المعروف تمر بمراحل عدة أولها إنتاج البولي سيليكون وآخرها إنتاج الوحدات التي تستخدم لبناء محطات توليد الطاقة الشمسية، والأرباح الحقيقية مرتبطة بالمراحل المتقدمة في سلسلة القيمة المضافة لهذه الصناعة لذا نسعى جاهدين لإنجاز هذه المرحلة من خلال بناء تحالفات مع شركات عالمية ذات سمعة جيدة في هذا المجال لتحقيق أكبر فائدة ممكنة لشركتنا والوصول إلى الهدف الذي من أجله أنشئت الشركة. أهداف متنوعة • وماذا عن مشروعاتكم لتعزيز الاعتماد على الطاقة الشمسية داخل قطر؟ - عندما يتوفر لك الطعام فإنك ستأكل.. يمكنك أن تعتبر ذلك باختصار فلسفتنا في تعزيز الاعتماد على الطاقة الشمسية داخل قطر، فإنه متى ما توفرت وحدات إنتاج الطاقة الشمسية وكانت أسعار استهلاكها مناسبة فإن الناس سيعتمدون عليها، نحن لسنا شركة لإنتاج الطاقة، مهمتنا توفير حلول الطاقة الشمسية وتطوير صناعة وحداتها وهذا ما سيدعم لاحقاً الشركات المنتجة للطاقة للاستفادة من إنتاجنا وحلولنا المقترحة. الحقيقة نحن نسعى إلى ما هو أبعد من ذلك، فبصفتنا حالياً نمتلك أول مصنع لإنتاج البولي سيليكون في الشرق الأوسط فإن آفاق التصدير والتنافسية العالمية لمنتجاتنا المستقبلية لا حدود لها. على صعيدٍ آخر نعمل جاهدين في شركة قطر لحلول الطاقة الشمسية QSTec على رفع الوعي المجتمعي ونشر ثقافة تشرح أهمية الطاقة البديلة / الشمسية وذلك من خلال عدة مناشط تقوم بها إدارة العلاقات العامة والإعلام مع المجتمع، منها على سبيل المثال لقاءات تثقيفية لطلاب المدارس في المراحل المختلفة. وتنظيم فعاليات لتثقيف المجتمع بالتعاون مع كتارا ومؤسسة قطر ووزارة البلدية والبيئة وهي كلها جهود تصب في رفع الوعي المجتمعي ودعم تبني استخدام الطاقة الشمسية مستقبلاً خصوصاً للأجيال الناشئة، مستقبل قطر. • وماهي أبرز الجهات التي لديكم تعاون معها في هذا المجال؟ - لدينا شراكات استراتيجية في هذا المجال مع مؤسسة قطر والجامعات التابعة لها وكهرماء ووزارة البلدية والبيئة وعدة جهات أخرى. تنويع الاقتصاد الوطني • ما مدى تأثيرها على الاقتصاد الوطني؟ - لا شك أن دخول قطر لإحدى صناعات المستقبل يعني تنوعاً جديداً في مصادر الدخل سيكون له انعكاسه المباشر على الاقتصاد الوطني، مع الفرص التي سيؤدي لها توفير الغاز والديزل من إمكانيات متزايدة للتصدير، بالطبع لن يكون هذا التأثير على المدى القريب لكن كطبيعة كل المشروعات الاستراتيجية سيكون الأثر واضحا على المدى البعيد والمتوسط بما يصب في تحقيق رؤية قطر 2030 وما بعدها بإذن الله، أضف إلى ذلك أن تزايد الاعتماد على الطاقة الشمسية سوف يسهم بشكل مباشر في بيئة نظيفة بما يقلل من نفقات الحفاظ على البيئة وتحسين جودتها. ومع بناء تحالفات عالمية جديدة سيعني هذا أننا نساهم في جذب الاستثمار الأجنبي من خلال تمهيد البيئة الاستثمارية الجاذبة وتحقيق المكاسب المشتركة، وعندما ينظر لك العالم من هذه الزاوية فإنك بطريق غير مباشر تعزز الصورة الذهنية لقطر واستقرارها الاقتصادي والأمني وكلها تصب في دعم الاقتصاد بشكلٍ مباشر أو غير مباشر. • تمتلك الشركة أول مصنع في المنطقة لإنتاج مادة البولي سيليكون ماذا عن قيمته الاستثمارية؟ - مادة البولي سيلكون تعتبر المادة الأولية في عملية إنتاج وحدات الطاقة الشمسية ومن هنا تنبع قيمتها وأهميتها، وبدونها لن تتمكن الشركات من إنتاج وحدات الطاقة ولا محطات توليدها، لذا فالاستثمار في هذه المرحلة مهم لاقتحام مجال صناعة الألواح الشمسية والتأثير في سوقها. في البداية أسسنا مصنع البولي سيلكون على خط إنتاج واحد ولكن لزيادة رغبة السوق للبولي سيلكون تقرر أن يكون هناك خط ثان، فزادت الكمية من 4000 طن إلى 8000 طن متري ومع تشغيل المصنع وبيع المنتج بدأت شركات عالمية في المراحل الأخرى لسلسلة القيمة المضافة تتواصل معنا لبناء شراكات لتعظيم الفائدة وهذه هي القيمة الحقيقة لهذا المصنع، فهو وضعنا على خريطة صناعات الطاقة الشمسية التي ستفتح لنا آفاقاً أوسع في هذا المجال. أسواق عالمية • ماهي أبرز الأسواق التي تستهدفونها؟ - فيما يخص المنتج الحالي للمصنع (مادة البولي سيليكون) فإن أسواقنا المباشرة لها تبدأ بالصين كأكبر منتج لوحدات الطاقة الشمسية وبالتالي فهم أكبر مستخدم للبولي سيلكون الذي ننتجه، وبعدها اليابان تليها تايوان ثم كوريا وبعض أسواق أوروبا، لكن فيما يخص خططنا المستقبلية وتعظيم الفائدة بالاستثمار في سلسلة القيمة المضافة لكل مراحل إنتاج وحدات الطاقة الشمسية فإن جميع الأسواق العالمية ستكون هدفاً واضحاً لنا، بالشراكة مع حلفاء دوليين يملكون الخبرة الكافية في الإنتاج والتسويق، وعندما نصل بمنتجنا إلى أعلى جودة وأقل تكلفة فإنك ببساطة ستجد الأسواق مفتوحة لك وهذا ما نخطط له ونأمل تحقيقه خلال العام 2020. • أبرمتم شراكة مع سولار وورلد إي جي من أهم شركات الطاقة الشمسية العالمية حدثنا عن هذه الشراكة؟ وإلى أي مدى استثمرتموها في مشروعاتكم؟ - شركة سولار وورلد إي جي في وقت من الأوقات كانت تعتبر الشركة الرائدة في مجال صناعات سلسلة القيمة المضافة للطاقة الشمسية وهذا ما دفع الإدارة السابقة للشركة لإبرام شراكة معهم، لكن مع تنامي اهتمام رؤوس الأموال بالاستثمار في هذا القطاع زادت عدد الشركات المنافسة لها، وتراجعت قدرات شركة سولار وورلد التنافسية بسبب تدني الأسعار وانخفاض التكاليف عند الشركات المنافسة، ولم تستطع الشركة الاستمرارية كمثيلاتها بسبب عدم قدرة إدارتها على إدارة الموارد المالية وتخفيض التكاليف الباهظة التي كانت تستنزفها سنوياً، وكانت شراكتنا معهم في مرحلة التأسيس الأولى قبل تولينا المسؤولية، لذلك كان هذا أحد أهم الملفات التي تولينا إدارتها عند استلامنا للشركة في مرحلة التأسيس الثانية، وكان لابد أن نحسم هذه الشراكة بما يحافظ على حقوق شركتنا ومصالح قطر. حالياً ومع استراتيجيتنا الجديدة وخططنا المستقبلية لم يعد مناسبا الاستمرار في هذه الشراكة، أصبح طموحنا لبناء شراكات أخرى مع كيانات عالمية لديها الخبرة والكفاءة التصنيعية والتسويقية هو الأولوية، لأن هدفنا بشكل واضح هو تحقيق الأرباح، ودعم الاقتصاد الوطني، وتوظيف إمكانات قطر وبنيتها التحتية، ومناخ الاستثمار الجاذب في توطين مثل هذه الصناعات. • أعددتم هيكلة جديدة للشركة خلال الفترة الأخيرة. لماذا؟ وما هي أهم أهدافها؟ - وفق الاستراتيجية الجديدة التي صاحبت التأسيس الثاني فإن إعادة هيكلة الشركة أصبحت أمرا حتميا بما يخدم الأهداف والغايات الكبرى، ومن معايير الجودة لأي استراتيجية أن يكون الهيكل الوظيفي محققاً لأهداف الاستراتيجية وليس عبئاً عليها، هنا لابد أن تفكر بشكل فعال، حدد أهدافك ثم قرر كيف يمكنك تحقيقها وماهي الموارد البشرية التي تحتاجها لتنفيذ مشروعاتك وتحقيق أهدافك، هكذا نحن نفكر، فالهيكل الرشيق الفعال بكفاءاته المتخصصة التي تلبي احتياجات الاستراتيجية هو النموذج الاحترافي للكيانات الناجحة، أذكرك بأننا لسنا جمعية خيرية أو مؤسسة اجتماعية!! نحن كيان اقتصادي يهدف إلى الربح لذا فإن الكفاءات المتخصصة سيكون مكانها دائماً محفوظاً في هيكل الشركة فيما سيكون من غير المقبول أخلاقياً احتفاظ أفراد لا حاجة لتخصصاتهم أو خبراتهم بوظائفهم، ربما مصلحتهم ومصلحتنا أن يكونوا في مكان آخر، هذه فلسفتنا لإدارة المورد البشري، نكسب... ويكسب الجميع. • إلى أي مدى نجحتم في استقطاب الكفاءات؟ - الآن وحتى هذه اللحظة التي تسألني فيها يمكنني أن أؤكد لك أننا نجحنا في ذلك بنسبة 100٪ تقريباً حيث تمكننا من جذب الكفاءات التي نحتاج إلى خبراتهم في هذه المرحلة وفق مستهدفاتنا الاستراتيجية، وقريباً يصبح هيكل الشركة بالكامل من الكفاءات المتخصصة في كافة المجالات. • وماذا عن المزايا التنافسية التي توفرها الشركة لاستقطاب المواطنين؟ - نبحث عن الكفاءات الراغبة في إثبات ذاتها وتحقيق الإنجاز، وأي طامحٍ لتحقيق ذاته سيجد قطر لتقنيات الطاقة الشمسية المكان المناسب والبيئة المثالية لذلك، لدينا رؤية واضحة، بخطط متدرجة تستطيع الكفاءات ممارسة أدوارها فيها باحترافية، ونحن نعمل في مجال يرتبط بالمستقبل وليس بالماضي، إذا أضفت إلى ذلك الموقف المالي المستقر وطموح التنافسية العالمية ستجدها مجتمعة مزايا تجذب الكفاءات الراغبة في تحقيق ذاتها وتحفزها للانضمام إلى فريقنا لننجح معاً. • ماهي أبرز مشروعاتكم المستقبلية داخل قطر؟ وماذا عن استثماراتكم الخارجية؟ - لدينا العديد من المشروعات سيتم الكشف عنها خلال الفترة المقبلة. ما ستسفر عنه الأيام القادمة فيما يخص الطاقة الشمسية وخطط شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية في مواجهة تحدياتها.
مشاركة :