أعربت واشنطن عن قلقها من الاتفاق الأمني الذي أبرمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة طرابلس الليبية فايز السراج، واعتبرته استفزازياً، في وقت تشهد معارك غرب ليبيا تصعيداً كبيراً في ظل تقدم الجيش الوطني على حساب مسلحي الوفاق، وبينما تنهي القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية عند منتصف الليلة المهلة التي أعطتها لميليشيات مصراتة للانسحاب من طرابلس وسرت، تواصل قواتها في طوق طرابلس التغلغل في اتجاه الأحياء الجنوبية، تزامناً مع توسيع سلاح الجو نطاق عملياته التي شهدت تكثيفاً واضحاً خلال اليومين الماضيين، وخاصة في مناطق مثل سرت وزليتن وإلى جانب محيط العاصمة. وقال مسؤول أمريكي لـ «رويترز» رفض الكشف عن هويته: «الآن فيما يتعلق بالحدود البحرية، أنت تقوم بترسيم الحدود في اليونان وقبرص... من وجهة نظر الولايات المتحدة، هذا مثار قلق... هذا ليس الوقت المناسب لإثارة المزيد من عدم الاستقرار في البحر المتوسط». وأضاف: مذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وليبيا «استفزازية» ومثار للقلق الدولي. رفض إيطالي في السياق، رفضت إيطاليا، طلب رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج تفعيل الاتفاقية الأمنية لحماية طرابلس، مؤكدة أن الحل في ليبيا سياسي وليس عسكرياً. وأضافت مصادر دبلوماسية إيطالية: «سنواصل عملية تعزيز الاستقرار الشامل في ليبيا». ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية عن مصادر دبلوماسية إيطالية بوزارة الخارجية، قولها إن «حل الأزمة الليبية يبقى سياسياً وليس عسكرياً، معللة بذلك «رفض أي نوع من التدخل الخارجي في الصراع العسكري الدائر هناك». وأضافت المصادر أنه «عوضاً عن التدخل، فإن إيطاليا تواصل تعزيز عملية تحقيق استقرار شاملة (ليبية-ليبية) والتي تمر عبر القنوات الدبلوماسية والحوار». ضربات مرتقبة ميدانياً، ينتظر أن تشهد المعارك تصعيداً جديداً بداية من فجر الغد الاثنين، وخاصة في حال عدم امتثال ميليشيات مصراتة لأوامر الجيش بالانسحاب من طرابلس وسرت، حيث سيكثف سلاح الجو من ضرباته لمصراتة، كما ستتجه القوات البرية لغلق الطريق الساحلي بين مصراتة وطرابلس، والذي تعمدت القيادة تركه مفتوحاً لمنح الميليشيات فرصة العودة إلى أوكارها. وقال الناطق باسم غرفة عمليات الكرامة العميد خالد المحجوب، إنه في حال استمرار ميليشيات مصراتة في عنادها سيتم غلق الطريق الساحلي واستهداف مواقعها الحيوية في المدينة بشكل مباشر، كما سيتم استهداف الأفراد بعد أن كان سلاح الجو يكتفي بقصف المخازن والآليات، مشيراً إلى أنه لن يتم استثناء أي هدف معادٍ داخل المدينة. ويرى المراقبون أن ميليشيات مصراتة ستواجه حمم اللهب أرضاً وجواً وكذلك بحراً بعد أن قرر الجيش إدخال قواته البحرية الموجودة في عرض البحر مجال العمل العسكري المباشر وإدماجها في المعارك. وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة حذرت الخميس من أن «استهداف مصراتة سيتواصل يومياً دون انقطاع وبشكل مكثف لم يسبق له مثيل نهاراً وليلاً إذا لم تسحب مصراتة ميليشياتها من طرابلس وسرت خلال ثلاثة أيام بحد أقصى تنتهي مدتها الساعة 12 مساء اليوم الأحد». فخ الداوون إلى ذلك، حاولت ميليشيات من مصراتة أول أمس الجمعة التغلغل في منطقة الداوون، شرقي مدينة ترهونة جنوب شرق طرابلس والتي تعتبر المركز الأساس لتجمعات الجيش في غرب البلاد، وعاصمة أكبر قبائل البلاد من حيث التعداد البشري، ووفق معطيات توفرت لـ«البيان» فإن الهجوم قادته عناصر تابعة للجماعة المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة من ترهونة الفارين إلى مصراتة وفي مقدمتهم الإرهابي فرج الكشر، وبينما حاولت وسائل الإعلام الإخوانية الترويج لانتصار كبير لرفع معنويات ميليشيات الوفاق، تبين أن اللواء التاسع نصب كميناً للجماعات المتقدمة، ثم أطبق عليها ليقبض على 23 ميليشياوياً.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :