عام 2019 يغادرنا، أيام قليلة ويدخل العالم في عام جديد، لن أبدأ المقال بأهم الأحداث الاقتصادية أو السياسية في العام 2019.. السياسة عالم أجهله كونه يدار في غرف مغلقة لا نطلع عليها نحن العامة، رغم أن الكثير من الناس يشغلون أنفسهم بالحديث عنها وبتحليل الأحداث دون اطلاع منهم على ما يقال أو يحصل في مكاتب السياسيين. هكذا أضاع الكثير من الناس أوقاتهم، ولذلك قيل: للسياسة أهلها! من السياسة سأنتقل لشعبان عبدالرحيم رحمه الله، منذ أن قدم أغنيته التي يتحدث بها عن نيته البدء بأسلوب حياة جديد ونحن نستذكر كلماتها عند نهاية كل عام. حبطل السجاير وأكون إنسان جديد و من أول يناير خلاص حشيل حديد لكن العالم يبدأ سنته الجديدة من دون شعبان ودون جديد أغانيه الطريفة والمسلية، استغربت من أحد الكتاب وهو ينتقد شعبان عندما مات، رفض أن يُعطى لخبر موته كل هذا الاهتمام، لا يعلم صديقنا الكاتب أن غالبية الناس بسطاء مثل شعبان، وحتى الذين حاولوا ألا يكونوا بسطاء كانت أرواحهم تطلب منهم فترات استراحة مما وضعوا فيه أنفسهم، فترات يعودون بها إلى فطرة الإنسان البسيطة، العودة إلى تلقائيتهم في الحديث والتفكير، تشبه حديث وتلقائية شعبان في لقاءاته التلفزيونية، سأله جورج قرداحي في من سيربح المليون، أي من هذه المؤلفات لم يكتبها الأديب طه حسين: الأيام 2- على هامش السيرة 3- في الأدب الجاهلي 4- عودة الروح؟، طلب شعبان حذف إجابتين فبقي 3- في الأدب الجاهلي 4- عودة الروح، فكر شعبان ثم قال إن الكتاب الذي لم يكتبه طه حسين هو عودة الروح، سأله جورج عن سبب اختياره لعودة الروح، قال: لأن عودة الروح دي محدش عارفها غير ربنا.. أنقذت بساطة شعبولا مشاركته في البرنامج وكانت إجابته صحيحة، البساطة مفتاح السعادة والنجاح، ولم أرَ في حياتي أشقى من أولئك المتذاكين الذين لا يهدأ لهم بال ولا يطيب لهم مساء، أحب صوت أصالة نصري عندما تغني ببساطة، لكنني لا أحتمل استعراضها المقصود لطبقات صوتها، فيصبح عندي صوتها الجميل مزعجاً، سألتها في أحد اللقاءات عن ذلك، أجابت بأنها لا تمتلك شيئاً آخر تستعرض به، لم نكن نعرف لا أنا ولا هي، أن الاستعراض هو أول ما يبعد الناس عنك، فطرتهم تأمرهم بذلك الابتعاد، فطرة الإنسان البسيطة التي تحب من يشبهها.