قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية، أمس، إن الولايات المتحدة ما زالت تعترف بحكومة الوفاق الوطني الليبي، التي يقودها فائز السراج، لكنه شدد على أن واشنطن «لا تقف إلى جانب أي طرف من أطراف الصراع على حساب الآخر»، مبرزاً أنها تتحدث مع جميع أصحاب المصلحة المنخرطين في الصراع، والذين قد يكون لهم دور في التوصل إلى اتفاق.وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة «قلقة للغاية» من اشتداد حدة الصراع في ليبيا، خصوصاً أن تزايد أعداد المرتزقة الروس، الذين يدعمون قوات خليفة حفتر، أدى، حسبه، إلى تحويل الصرع إلى نزاع دموي يذهب ضحيته المئات من الليبيين.وأعرب المسؤول الأميركي، في تصريحات لوكالة «رويترز» للأنباء، أمس، عن قلق الولايات المتحدة البالغ من الوجود العسكري الروسي المكثف، مشيراً إلى أن ذلك «غيّر شكل الصراع على الأرض بشكل كبير». وقال في هذا السياق إن تورط مرتزقة روس لم يجعل الصراع لصالح حفتر، بل إنه «خلّف صراعاً أكثر دموية... وتسبب في المزيد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين، والبنية التحتية مثل المطارات والمستشفيات». مشيراً إلى أن الدعم الروسي «لم يساعد حفتر في كسب أرضية».وأضاف المسؤول الأميركي: «نحن قلقون للغاية بشأن التصعيد العسكري... فنحن نرى الروس يستخدمون الحرب الهجينة، ويستخدمون الطائرات والطائرات المسيّرة... وهذا ليس جيداً».وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أنه «مع تزايد أعداد المرتزقة على الأرض فإننا نعتقد أنها تغير مشهد الصراع وتصعده». في إشارة إلى مجموعة مرتزقة معروفة باسم «فاغنر».في غضون ذلك، شددت الخارجية الأميركية على أنه «لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع في ليبيا»، وحذّرت الدول من إرسال أسلحة إلى أطراف الصراع، خصوصاً الأسلحة المحظورة من الأمم المتحدة على ليبيا.ويسعى الجيش الوطني الليبي، بقيادة حفتر، منذ أبريل (نيسان) الماضي، إلى السيطرة على العاصمة طرابلس، معتبراً أن الاستيلاء على طرابلس سيكون «المعركة النهائية» للصراع.
مشاركة :