--> تشهد المساجد والمآثر التاريخية التي تزخر بها المدينة المنورة هذه الأيام توافد أعدادٍ كبيرة من ضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي, للصلاة فيها والتجول في تلك المعالم واستذكار السيرة النبويّة العطرة والصور الرائعة على هذه الأرض المباركة. ويأتي في مقدمتها مسجد قباء أول مسجد أسس عـلى التقـوى وأكبر المساجد بعد المسجد النبوي ويقع في الجنوب الغـربي من المـدينة المنـورة. وقد شارك الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في بنائه بنفسه، ثم جـدده الخليفة الثالث عثمـان بن عفـان -رضي الله عنه- وزاد فيـه، ولمـا اعتـراه الخـراب جـدّده من بعـده الخليـفة الـراشد عمـر بن عبدالعـزيـز عندما كـان أمـيراً على المدينـة المنـورة, وأقـام له مئـذنـة عام 87/93هـ. ومن تلك المساجد مسجد الجمعة الشهير، وسُمّي بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه أول جمعة حين أقبل من قرية قُباء متجهاً إلى المدينة، وأطلق عليه مسجد بني سالم لوقوعه في حي بني سالم بن عوف من الأنصار، وقيل عنه مسجد الوادي ومسجد عاتكة، وهو يقع بين الطريق الرابط بين قباء ووسط المدينة المنورة. ويبقى مسجد القبلتين أحد أبرز المعالم في طيبة الطيبة، وسُمّي بذلك لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر بتحوّل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة فيه, ويطلق عليه مسمى مسجد بني سلمة لوقوعه في قرية بني سلمة، ويقع على هضبة مرتفعة من حرة الوبرة في طرفها الشمالي الغربي بالنسبة للمدينة، ويشرف على عرصتي وادي العقيق بمساحة 3920 متراً مربعاً. وتحتضن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً، مسجد الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري أو مسجد السجدة الواقع في الجهة الشمالية من المسجد النبوي. ويعد مسجد الغمامة أو مسجد المصلى الواقع بالقرب من المسجد النبوي عند الجنوب الغربي منه من أبرز مساجد المدينة المنورة، وكانت تصلى فيه صلاة العيدين حتى أواخر القرن التاسع، ثم نقلت إلى المسجد النبوي. وعلى بعد 385 مترًا شمالي مقبرة بقيع الغرقد يقع مسجد الإجابة الذي لا يَبعد كذلك عن المَسجد النّبويّ إلا بضعة أمتار فقط من جهته الشمالية الشرقية، واشتهر بهذا الاسم -الإجابة- لحادثة رواها مسلم في صحيحه حيث قال: روي أن رسول الله أقبل ذات يوم من العالية حتى مرّ بمسجد بني معاوية ودخل فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربّه طويلاً، ثم انصرف إلينا، فقال: سألت ربّي ثلاثاً، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بالسّنة (الجدب، وهو انقطاع المطر) فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالفرق (الفزع) فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها. ومن أهم المعالم التي يزورها القادمون إلى المدينة المنورة كل عام المساجد السبعة التي هي وفقًا للروايات ستة مساجد وليست سبعة ولكنها اشتهرت بهذا الاسم وتقع في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت إليها قريش والقبائل المتحالفة معها سنة 5 للهجرة. ويحرص الزائر للمدينة المنورة أيضا على زيارة بقيع الغرقد الذي يقع شرقي المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي وهو مدفن أهل المدينة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى الآن، وقد دفن به أكثر من عشرة آلاف من الصحابة والتابعين وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبناته وعماته وزوجاته عدا خديجة وميمونة -رضوان الله عليهم-. كما يحرص ضيوف الرحمن وقاصدو طيبة الطيبة على زيارة الأماكن التاريخية والدينية من بينها موقع حي شهداء أحد، الذي له مكانة عظيمة في نفوس المسلمين.
مشاركة :